وطنا اليوم _رئيس ملتقى رفاق السلاح
العميد المتقاعد رئيس ملتقى رفاق السلاح
الدكتور بسام روبين يكتب ….
حينما يختل ميزان العدل، يصبح الظلم قاعدة، فيظهر رجال يخلدهم التاريخ يقفون في وجه الطغيان، حينما حولوا معركة الكرامه الى ملحمةً فاصلة بين قوى العدل والحق من جهة، ممثله بأبطال الجيش العربي الأردني وأبطال المقاومة الفلسطينية
والباطل والظلم من جهة أخرى ، ممثلين بقوات الطغيان الصهيوني
فبينما كانت الأمة العربية تُلملم جراح نكسة حزيران 1967، حيث تمدد الإحتلال الإسرائيلي واحتلّ ما تبقى من فلسطين، ومعها أجزاء من الأراضي العربية، إعتقد العدو الصهيوني أن الطريق بات مفتوحًا أمامه، وأنه قادرٌ على فرض واقع جديد بالقوة،
لكن الكيان الصهيوني، لم يُدرك ان في الأردن رجالًا لا يقبلون الضيم، وان الجيش العربي الاردني يرفض الإستسلام، فجاء رد الكرامة حاسما وحازما فغير معادلات الصراع، وأعاد للعرب ثقتهم بأن النصر ممكن، إذا إمتلكوا الإراده
فقد كان وهما اسرائيليا مدججا بأسلحة متطورة ومعززا بأوهام التفوق ، ولكنها تفاجأت بأسود تقاتل بقلوب لا تعرف الخوف ولا التراجع، ولا الهزيمه ، انهم الأردنيون، الأبطال جيشًا وشعبًا، وكان معهم الفدائيون الفلسطينيون حيث شكلوا ملحمة وحدوية جسدت وحدة المصير بين الأردن وفلسطين.
واستمرت المواجهات لساعات، إستطاع الأبطال خلالها قلب الطاولة على الصهاينه،مما إضطرهم إلى الإنسحاب مهزومًين، تاركين خلفهم خسائر فادحة، في العتاد والأرواح، وفي الهيبة التي سقطت عند أول إختبار حقيقي لهم وقد علمتنا
الكرامة أن الإحتلال لا يفهم سوى لغة القوة، وأن المفاوضات ليست سوى إستجداء لن ينتهي إلا بالمزيد من التنازلات ، كما أكدت أن الشعوب الحرة قادرة على حماية أوطانها، متى توفرت لها القيادة التي تؤمن بسيادة الوطن وكرامة المواطن.
لكن المؤسف اليوم أن بعض الأنظمة العربية لم تستفد من دروس الكرامة، بل ذهبت بعيدًا في تقديم فروض الولاء للإحتلال، متناسية أن هذا العدو لا يحترم إلا من يردعه، وأنه مهما أظهر من وعود براقة، فإن غايته النهائية هي السيطرة والاستعباد ، وهذا ما كشفه طوفان الأقصى بعد أكثر من خمسة عقود على المعركة، حيث أن الصراع بين الحق والباطل لا زال قائمًا، فالإحتلال مستمر في جرائمه ضد الشعب العربي الفلسطيني، لكن المقاومة لم تنكسر، والإرادة لم تُهزم، فالكرامة ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي روح تسري في أحرار الأمة تقودهم نحو طريق التحرير مهما طال الزمن.
بعد أن سطر أبطال الكرامة أروع صفحات المجد، فإن الأحرار اليوم مطالبون بأن يحملوا شعلة الكرامة ويؤمنوا بأن العدل لا يُستجدى بل يُنتزع، وأننا كما إنتصرنا في الكرامة، سننتصر في كل معركة يكون فيها العدل شعارنا، والحق سلاحنا، والأقصى غايتنا.
المجد لشهداء الكرامه.. والخزي للمتخاذلين.. والعزة للأمم التي تعرف قيمة الكرامة.