كتب زهدي جانبيك :
تكمل حكومة الحاج ابو جاد يومها الاول بعد المائة، وفي رقبتها ديناً اجتماعياً جنائياً، ونحن ننتظر من دولته سداد ديونه من خلال اعلان نتائج التحقيق الجنائي والإداري في جريمة قتل 7 على الاقل حرقاً من أصحاب العمر الذهبي من كبارنا في دار رعاية المسنين…
وعلى الرغم من مرور اسبوعين على الجريمة ، ما زالت الحكومة، والوزيرة يختبئون خلف قرار حظر النشر ، فلا الحكومة اعتذرت وتحملت مسؤولياتها الادبية والسياسية،… ولا الوزيرة تحملت مثل هذه المسؤوليات واستقالت احتراماً لارواح شهدائنا المعمرين، رحمهم الله… وكليهما يقامر ويعتمد على ذاكرة السمكة للمجتمع الاردني…
شكرا للدكتورة النائب ديما طهبوب، للتذكير تحت القبة بهذه الجريمة، وشكرا لاثارتها موضوع تفاخر الحكومة بزيادة عدد الاسر الفقيرة التي انضمت الى الاستفادة من معونات صندوق المعونة الوطنية …
المشكلة ان الوزيرة في ردها على الدكتورة ديما، أكدت انه يجوز لهم ان يفتخروا بهذا الإنجاز المتمثل بشمول 15 الف أسرة فقيرة جديدة للاستفادة من معونات الصندوق…
حكومة تفتخر بزيادة الفقر ، ماذا ننتظر منها؟؟؟
بالمناسبة ، في الصور المرفقة تجدون صورة راية الاردن المرفوعة على احد دور رعاية المسنين، مررت من أمامها صدفة صباح اليوم … لو ان احد المعنيين في الوزارة المختصة، زار هذه الدار مؤخرا لرأى الراية المهترئة… واذا كان مستوى الرعاية والاهتمام بالمسنين في الدار بمستوى اهتمامهم بالراية الاردنية … فانتظروا كارثة جديدة … لأن الاثر يدل على المسير
رؤية التحديث الاقتصادي
اختار المصفقون الدائمون ان يرفعوا درجة التطبيل لحكومة ابو جاد بالترويج الى 41 قرارا اقتصاديا اتخذها مجلس الوزراء خلال أول 100 يوم من عمر الحكومة بما يخدم رؤية التحديث الاقتصادي وأهدافها المنشودة… اليوم لن ادخل بتفاصيل القرارات ….
لكن اسمحوا لي ان اسأل: هل اتخاذ القرارات انجاز بحد ذاته يا اصحاب المعالي والدولة؟؟؟ ام ان العبرة هي بالتنفيذ وقياس الاثر الاقتصادي والنتائج الاجتماعية؟؟؟
اعيد وأكرر، الانجاز يا ابو جاد لا تحتاج ان تتحدث عنه… فالانجاز الحقيقي هو ما يشعر به المواطن اثناء “ممارسة” حياته، عندما يستلم فواتير الماء والكهرباء ويقارنها بالشهر السابق …
وعندما يشتري 10 حبات بندورة ويدفع دينار وربع ثمنا لها …
الانجاز يشعر به المتقاعد العسكري عندما ينظر بعيون أطفاله قبل خروجهم الى المدرسة بطونهم خاوية…
الانجاز يا ابو جاد لا يحتاج ان تحدثونا عنه … دعنا نشعر به وسنشبعكم حديثا عنه…
الحق لا يحتاج إلى باطل لإظهاره
لا أدري لماذا تم طرح الأداء البيئي في حلقة بحث شاركت بها حول السياسات العامة وأثرها البيئي …
استشهد احدهم بمقالة في صحيفة اردنية تقول ان الاردن تقدم الى المركز 74 من 180 دولة على مؤشر الاداء البيئي العالمي …
يا ابو جاد. الصحيفة قدمت لك هذه المعلومة الخاطئة (حتى لا أقول الكاذبة) لتعتبرها انجازا وتضيفها الى إنجازات حكومتك …(شاهد صورة المقال المرفقة)
لأن مؤشر الاداء البيئي هذا له أهمية خاصة ، فهو أحد الاهداف الاستراتيجية الثمانية لرؤية التحديث الاقتصادي المتمثل ب: ” رفع ترتيب الأردن في مؤشر الأداء البيئي العالمي ليصبح ضمن أعلى 20%.”
اولا: هذا المؤشر يصدر نتائجه كل سنتين مرة واحدة…
ثانيا: عند اقرار رؤية التحديث الاقتصادي كان ترتيب الاردن عام 2021 على المؤشر 48 (أي اننا كنا ضمن اعلى 27%)، وكناةقريبين جدا من تحقيق الهدف وحتى نصبح ضمن اعلى 20% من الدول ونحقق الهدف كان يجب ان نتقدم الى المركز 36 فما دون … وهذا يعني ان نتقدم مركزين فقط كل سنتين في كل تقرير من تقارير هذا المؤشر…
ثالثا: لكن الذي حدث هو العكس تماما، أي اننا أصبحنا عام 2022 بالمركز 81 ( ضمن أعلى 45%) ، وبدل ان نتقدم مركزين ، تراجعنا 33 مركزا الى الخلف…
رابعا: وفي عام 2024 أصبحنا بالمركز 77 وليس 74 كما قالت الصحيفة (أي اننا تراجعنا لنصبح ضمن اعلى 43%) … وهذا يعني اننا ما زلنا متراجعين عن مركزنا على المؤشر في سنة الاساس بمقدار 29 مركزا، وسنة الاساس هي سنة إشهار الرؤية… الاقتصادية.
قالوا لك تسحيجا وتطبيلا اننا بالمركز 74 وهذه ليست الحقيقة لاننا بالمركز 77 (كما تظهر لك الصورة المرفقة) ،
والكذب عليك، لا ينفعك بل يضرك … والحقيقة انك لتتمكن من تحقيق هدفك الاستراتيجي اصبح من الواجب عليك ان تتقدم 11 مركزا سنويا في تقارير المؤشر القادمة كلها … وهذا كله على فرض ثبات وجمود الدول الاخرى في مراكزها الحالية طيلة ال 8 سنوات المقبلة …
انا اقول لك انه من الصعب أن تحقق هذا الهدف الاسترتيجي ، بسبب التضارب في حكومتك … فمثلا، احد معايير التقدم على هذا المؤشر هو تخفيف انبعاث غازات الكربون ، ونحن على هذا المعيار متخلفين جدا ونقع ضمن اسوأ 40 دولة … وهذا الامر من الصعب اصلاحه، فعندما تقوم وزارة البيئة والطاقة بتشجيع استخدام الطاقة النظيفة في المنازل والسيارات الكهربائية مثلا… تسارع وزارة المالية الى رفع الضرائب على استخدامات الطاقة النظيفة ورفع اسعار الكهرباء … فكيف ستوفق بينهما؟ ؟؟؟؟
اخيرا
موضوع المؤشرات العالمية، موضوع شائك جدا، ولذلك انصحك يا حج ابو جاد ان تتخذ قرارا شجاعا، وسريعا ، بالغاء الاهداف الاستراتيجية المتعلقة بتحسين مركز الاردن على المؤشرات العالمية … وتكليف فريق من وزراء الدولة عندك لوضع مؤشرات محلية تراعي منظومة القيم المجتمعية الاردنية لقياس الأداء في مختلف المجالات واستخدام معايير نتحكم بها ولا نتفاجأ باضافتها او إلغائها من المؤشرات… ومن ثم اعادة تحديد اهدافنا الوطنية وفقا لهذه المؤشرات والمعايير الوطنية .