أتمنى رئاسة حكومية، عجرمية .. الهوا والهوية .. فإنها كالغيمة لاتحمل إلا الخير ولا تمطر إلا خير .. فهي توازن بين المناخ، والنظام، وتضمن الحياة.
أتمنى أن يأتي يوما نرى فيه رئيسا للوزراء “عجرمي”، فسيكون للرئاسة هيبة وسيادة، وولاية عامة وخاصة، ومواقف وطنية فذة، مطلقة، تليق بالأردن والأردنيين .. أثق أنها لن تخذل الملك ولا الوطن، وستحمي الأرض والعرض والدين.
إن حدث ما أتمناه، وكان، فسيستعيد دولة “العجرمي” لأذهاننا ذكرى دولة الشهيد وصفي التل .. فكليهما ببشرته الحنطية إبن للأرض والهوية .. يؤمنان بأن السيادة تبدأ بزراعة القمح، وصناعة الإنسان.
أتمنى، وعندها فقط سيكون القادم أجمل، وربما نخرج من “عنق الزجاجة”، ربما أيضا نطلب من دولة الرزاز أن يكرر “لا تهاجر يا قتيبه “، من باب أن نثني ماتبقى من شبابنا عن الهجرة، علما هاجر الرزاز، وبقي قتيبة.
نرجع للحديث عن الوسامة، واللياقة، والجمال، وسنسهب في الحديث، في زمن تقدم فيه وإرتقى القول “المنطوق، والمكتوب” على الفعل المستحق المطلوب.
ولأن التكليف وظيفة للبعض، وفرصة للأخر .. فهنالك غياب شبه تام لعدد أصحاب الدولة عن الساحتين السياسية والاجتماعية .. حتى في المواقف التي تتطلب الدفاع عن الأردن، لانراهم، فلم يعد لهم ذكر ولا شكر .. لا زيت فيهم ولا ضوء .. نتسائل .. هل هم في الوطن أم ان هناك وطن غير الذي خذلوه.
عندما يغيب المشروع، وينعدم الإنجاز، ستبرز الملامح الشخصية المادية بمفهومها السطحي الساحر، وتحل مكان الهدف، والقيمة، والاستحقاق .. وستعلو القشور على البذور .. فالمرء يقاس بما يميزه، وبما ينفرد به.
16 أيلول 2024
الكاتب : راشد ناجي فريحات