وطنا اليوم – تم تصميم الأطعمة فائقة المعالجة لتكون رخيصة الثمن وتبقينا نشيطين وشبعى حتى الوجبة التالية.
ولكن على نحو متزايد، يكتشف خبراء الصحة أن هذه الأطعمة ليست جيدة في إبقائنا راضين، أو حتى على قيد الحياة، على المدى الطويل.
وتشير دراسة جديدة أجراها باحثون في مراكز السيطرة على الأمراض إلى أن العديد من الأمريكيين يعتمدون على الأطعمة السريعة المصنعة للبقاء على قيد الحياة، وتضر بقلوبهم.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور زيفنغ تشانغ، عالم الأوبئة في مراكز السيطرة على الأمراض، لموقع “بزنس إنسايدر”: “وقع تصميم هذه الأطعمة لتتذوق طعما جيدا للغاية”. لكن هذه الإثارة الذوقية تأتي بتكلفة خفية.
وغالبا ما لا تكون الأطعمة فائقة المعالجة فقيرة بالمغذيات فحسب، بل إنها تدفع الناس أيضا إلى الاستمرار في تناول الطعام بعد الشبع. وقد يكون هذا بسبب أن الأطعمة تتجاوز مستشعرات الشبع الطبيعية في الجسم، وأيضا لأنها مصممة للأكل والهضم بسرعة كبيرة.
وقال تشانغ: “غالبا ما تفتقر الأطعمة فائقة المعالجة إلى الألياف. وهذا يعني أن الناس لا يشعرون بالشبع كما هو الحال مع الطعام الصحي”.
واعتمدت دراسة تشانغ على مسوحات وطنية للصحة والتغذية يتم إجراؤها كل عام من قبل مراكز السيطرة على الأمراض، حيث يسأل الباحثون الناس حول ما يأكلونه، وكذلك تقييم صحتهم العامة من خلال الفحص البدني.
وقام تشانغ وفريقه المكون من أربعة محققين آخرين بفحص أكثر من 11200 شخص شملهم الاستطلاع في جميع أنحاء الولايات المتحدة بين عامي 2011 و2016.
وطرح الباحثون المزيد من أسئلتهم على الأقليات وذوي الدخل المنخفض وكبار السن في جميع أنحاء الولايات المتحدة، على أمل جمع معلومات مفيدة حول مشكلاتهم الصحية، والتي لم تتم دراستها جيدا أو فهمها في الماضي.
واكتشفوا أن العديد من هؤلاء الأشخاص يعتمدون على السلع فائقة المعالجة للبقاء على قيد الحياة.
وجاء أكثر من نصف السعرات الحرارية اليومية للذين شملهم الاستطلاع، من الأطعمة فائقة المعالجة.
ويشير عمل الفريق إلى أن قلوب الناس تتضرر عند تناول هذه الأطعمة الجاهزة. ومقابل كل زيادة بنسبة 5% في استهلاك الأطعمة المصنعة، كان هناك انخفاض بنحو 0.14 في درجة صحة القلب والأوعية الدموية للشخص. وبمعنى آخر، يبدو أن جرعة الأطعمة المصنعة التي يأكلها الناس تأثر حقا قي صحة قلوبهم.
وما يزال الباحثون لا يعرفون بالضبط سبب ضرر الطعام المعالج على صحتنا. ولكن ما هو واضح، من أبحاث تشانغ ودراسات أخرى، أن الذين يتناولون المزيد من الأطعمة المصنعة يميلون أيضا إلى التعرض للمزيد من مشاكل القلب، ويموتون في وقت مبكر، ويصابون بمزيد من السرطانات، ويزيد وزنهم.
وقال تشانغ: “غالبا ما تحتوي الأطعمة المعالجة بإفراط على كميات كبيرة من السكر المضاف، والصوديوم، والدهون المشبعة، والمضافات الكيماوية”.
ويمكن معالجة هذه الأطعمة بالمكثفات، والألوان، والمثبتات، والإضافات. ويمكن صقلها أو تشكيلها أو معالجتها مسبقا للقلي، قبل تعبئتها في علب أو أغلفة. وقد تحتوي أيضا على شراب الذرة عالي الفركتوز، أو عزلات بروتينية، أو زيوت مهيأة (بدائل للدهون غير المشبعة، والتي تم حظرها الآن على نطاق واسع).
ولم يستكشف هذا البحث بعمق الأطعمة فائقة المعالجة التي قد تكون الأكثر ضررا، ومن الصعب معرفة مدى تفاعل خيارات النظام الغذائي للأشخاص مع خياراتهم أو ظروفهم الحياتية الأخرى (مثل مستوى النشاط أو الوصول إلى الطعام أو الدخل أو تاريخ العائلة).
والتغييرات الصغيرة في عادات تناول الوجبات الخفيفة يمكن أن تحدث فرقا. ويقترح تشانغ أنه حتى التغيير اليومي البسيط لروتين الأكل يمكن أن يساعد.
وإذا كانت الزيادة بنسبة 5% في الأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن تضر بصحة القلب، فإن الانخفاض الطفيف في استهلاكها، مثل استبدال الوجبات الخفيفة المعبأة ببعض الفاكهة أو الخضار أو المكسرات، قد يساعد قلبك.