بقلم. فيصل الحمود المالك الصباح
في مثل هذا اليوم 29 مايو منذ ربع قرن ( 25 عاماً ) رحلت روح أبي إلى بارئها، كان لي الأب والأخ والصديق، والذي من المستحيل نسيانه؛ فكان رحيله أكثر الأشياء ألماً حيث امتلأت قلوبنا حزناً على فراقه.
في مثل هذا اليوم لا أنسى تلك اللحظات التي حُبست لها الأنفاس وخَفقت لها القلوب ، ودمعت لها العيون، وعجزت الكلمات أن تواسي قلباً أثقلته الأحزان ألماً وحسرة على فقدان والدي وتاج رأسي وحبيب قلبي المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حمود الفيصل المالك الصباح طيب الله ثراه وعطر ذكراه.
تمر الذكريات بعقولنا وقلوبنا كل يوم حاملة في ثناياها لحظات عايشتها وكلمات سمعتها من أبي الحنون الذي رحل عن هذه الدنيا وودعها، نعم مضت سنوات ولكن كأن هذا اليوم كما كان بالأمس باقياً بآلامه ومواجعه ولحظاته الحزينة، رحم الله فقيداً بكت عليه الدار واستوحش الطريق وارتسمت الأحزان على أوراق الشجر، رحلت يا والدي بجسدك عنا وبقي فينا ما زرعته من أخلاق وآداب وفضائل، كما بقيت فينا روحك التي تلهمنا وتشد علي أيادينا حتى نستطيع أن نواصل المسير، فقد علمتنا الكثير واستلهمنا من حبك للوطن واخلاصك له معاني الوفاء والولاء والسمع والطاعة للقيادة السامية ولهذا الوطن الذي يستحق منا العطاء والتضحية من أجل مستقبل مليئ بالانجازات والازدهار والتقدم والرخاء .
فاللهم اغفر لأبي وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم يمن كتابه ويسر حسابه وأفسح له فى قبره مد بصره، وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة، واغفر اللهم لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وكبيرنا وصغيرنا، وذكرنا وأنثانا، وأحينا على الإسلام وأمتنا عليه يا أرحم الراحمين🤲
فالصبر منك يا ذا الجلال والإكـرام، فلك الحمد كله ولك الشكر كله، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شئ عنده بأجل مسمى، و إنا لله وإنا اليه راجعون.