الدكتوره بيتي السقرات/الجامعة الأردنية
السياحة هي أحد أهم طرق التعارف بين الشعوب والثقافات المختلفة،وفي كثير من بلدان العالم تعدّ السياحة هي الدخل الأول كما في شرق آسيا وفي بعض دول أوروبا.
فالسياحة هي عبارة عن صناعة يتم فيها استغلال الآثار والمواقع التاريخية ويضاف لها برامج ثقافية تعكس عمق البلد وتبث قيمه النبيلة وكذلك بناء العامل الإنساني الذي يكون قادراً على جلب الزوار والتعامل معهم برقي وتحضّر.
في دول كثيرة تعتبر وزارة السياحة وزارة سيادية تثري الدخل القومي وتنعشه، في الدول العربية لم نستطع استغلال الموارد الطبيعية ولا الآثار لإهمالنا في الجانب الأهم وهو من يعمل في السياحة، فنحن بحاجة لإنشاء منظومة قادرة على النهوض بالقطاع السياحي وجلب الاستثمارات الحقيقية.
والتضخم يشكل أكبر عائق أمام التطور السياحي ذلك أن الدولة التي لا تكون أسعار فنادقها ومرافقها في متناول الأسرة المتوسطة الدخل بالتأكيد خسرت أهم زبون في هذا القطاع، فيجب إعادة دراسة الأسعار وجعلها تتناسب مع الدخل وربما من الحلول الممكنة فرض خصم يصل لنصف السعر لصالح الموظف الحكومي والطالب في المرافق السياحية.
بلدنا حباها الله بكثرة المواقع السياحيّة لكنها تحتاج لقرار سليم يجلب الاستقرار والاستمرار والزبون المحلي الدائم والسائح الأجنبي يكون أفضل دعاية للبلد.
ومن ناحية السياحة الجيولوجية بحكم اختصاصي وتدريسي لمادة جيولوجيا الأردن في الجامعة الأردنية أصبح حلما لدي أسعى لنشره والدعوة له بأن يكون لدينا مشروعا وطنيا مدعوما من كافة الجهات لعرض الأردن وجيولوجيته وتسويقه مصورا وبمحتوى علمي غني بالمتعة والفائدة وأنا على يقين بأن هذا المجال غني جدا، ذلك أن الظواهر الجيولوجية تغطي مناطق المملكة كاملة.
فهنالك صخور العقبة التي هي صخور ما قبل الكامبري وجبال الشراه التي تنتمي لحقبة قديمة أيضا، فضلاً عن المنطقة الممتدة على طول حفرة الانهدام من شمال الغور وصولاً لوادي عربة.
وأيضا المياه المعدنية والتي تستغل للاستشفاء والتي تتواجد ينابيعها في مناطق متعددة ،والصخور البركانية والبازلت ومناجم التعدين المتعددة في البحر الميت وضانا وغيرها.
ولن ننسى البتراء المدينة الوردية التي نحتت في الصخر (الصخر الرملي لأم عشرين) والتي تحوي قصصا وروايات عديدة عن عمر الصخر وظروف تكونه وبيئاته.
والعديد العديد من الأودية الجميلة والغنية بالجيولوجيا وخفايا الأرض، والمواقع الأثرية المكونة من صخور الأرض المتنوعة والأحافير التي تتواجد في غالبية الصخور الرسوبية في بلادنا و العديد من المعادن المعادن وكيف تكونت ووصف كل هذا بطريقة تجلب السائح ليراه أمامه بأم عينه.
كما أن هنالك الكثير من الممكن الحديث عنه كتواجد الانسان القديمة وانتقاله ومواقع البحيرات القديمة التي لجأ إليها الانسان الأول في الأردن في مواقع مختلفة.
نحن الآن بحاجة لموسوعة جيولوجية جديدة تحدّث المعلومات الموجودة سابقاً بحيث تطرح افكاراً لاستقطاب استثمارات خارجية وداخلية في مناطق عديدة، مثل السيلكا في معان وكذلك الشق السياحي مثل ما هو الحال السيء للسياحة في وادي القمر في رم، حيث أن الاستثمار لا يرقى لكونه فردي ويجب تبنيه ليصبح ثروة وطنية تدر دخلاً.
الجهد المطلوب يحتاج دعماً من أصحاب القرار والمختصين في علوم الأرض والآثار والسياحة والبيئة وكذلك من رؤوس الأموال الوطنيين المنتمين كجهد وطني ومشروع يعالج الواقع بطريقة فاعلة.