المهندس مدحت الخطيب كاتب ونقابي اردني
عندما احتل الانجليز أجزاء كبيره من اليمن كان لديهم نقص في مترجمي اللغة العربية لعدم رغبة أهل اليمن في العمل مع المستعمر، فأرادوا أن يوزعوا منشورات على أهل اليمن حتى يضمنوا ولاءهم إلى جانبهم؛ فاستعان قسم الدعاية والحرب النفسية في الجيش البريطاني بالمترجم الوحيد الذي يتعامل معه وهو شخص اسمه عمر باهبري، وكان عمر باهبري تاجرا شهيرا يعمل في تجارة الشاي في عدن، وكان يجيد أكثر من لغة، وبالفعل تمت طباعة المنشور بعد أن قام عمر باهبري بترجمته إلى العربية ووزعت منه ملايين النسخ في مختلف أنحاء البلاد.
بعد مدة من الزمن، قام جنرال بريطاني يتقن اللغة العربية بزيارة إلى عدن، فأخذ بيده حفنة من هذه المنشورات، وسأل الضابط المسؤول عن الدعاية: ما هذا الذي كنتم تسقطونه من الطائرة في أرجاء البلاد؟!!!
أجاب ضابط الدعاية: هذه منشورات نقوم بنشرها لكسب ولاء الأهالي إلى جانب الحلفاء!!!؟؟
سأله الجنرال:؟؟ وهل تعرف ما المكتوب فيها؟!!
قال الضابط المسؤول طبعا سيدي أعرف، مكتوب فيها النصر للحلفاء!!
فقال الجنرال لقد خدعكم المترجم اليمني!! : ليس هذا هو المكتوب، وإنما كتب فيها: «اشتروا أجود أنواع الشاي من عند عمر باهبري» يا أغبياء
نتداول فيما بيننا المثل القائل: «حصوة بتساند جبل» كناية عن أهمية الدعم ومهما كان صغيرا او كبير، فما بالكم ان كان جبلا يسند جبلا، ليكون لهما الشموخ والقوة والإقدام.
نعم ما نشاهده اليوم من دعم وموقف مشرف من إخواننا في اليمن مع أهلنا في غزة يستحق الاحترام والتقدير والتبجيل وهذا ليس بغريب على أهل اليمن والفخر والخيلاء فهم أرق أفئدة وألين قلوبا والأقرب رحما لأهل الشام وصدق رسول الله حين قال:- طوبى للشام قلنا لأي ذلك يا رسول الله؟ قال: لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها. رواه أحمد والترمذي. وعن ابن حوالة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق، فقال ابن حوالة خر لي يا رسول الله، إن أدركت ذلك، فقال: عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله توكل لي بالشام وأهلها…
نعم إنها اليمن بلا تفرقة ولا عنصرية ولا مناطقية ولا طائفية مقيتة، زرعها الاستعمار بيننا لتكون وبالا علينا …
نعم إنها اليمن يا سادة برحابتها وصبرها وصمودها وبكبريائها وشموخها، وعلو هامتها من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها…..
نعم إنها اليمن فهي من كتب التاريخ عنها وخط أمجادها كحروف من ذهب مصفى يسر الناظرين…
نعم والف نعم إنها اليمن يا معاشر الرجال طعام سيوف أهلها نهج الأعادي، ولها في الحرب مرتبة تهاب..
نعم إنها اليمن لمن يعتبر حطموا إيوان كسرى يوم أقبل في السفن.
حمى الله اوطاننا جميعا وفرج الهم والحزن على أهلنا في غزة وفلسطين فهو لهم راحم وهو أرحم الراحمين.