وطنا اليوم:دقت وسائل التواصل الاجتماعي التي انتشرت في الأردن، ولا سيما الأبرز منها وهو تطبيق “تيك توك” الذي حظي بانتشار كبير بين المستخدمين خلال السنوات القليلة الماضية، خطر هذه التطبيقات على المجتمع والأسرة والفرد والقيم المجتمعية والأخلاقية السائدة في الأردن.
الـ “تيك توك” أصبح وباءً اجتماعياً وتلوثا سمعياً وبصرياً مليئاً بمزيج من التمثيل والاصطناع، وسلب ذات الأطفال والمراهقين والكبار على حد سواء، بدرجة تدعو للتحذير من مخاطره على المجتمع، بحسب خبراء.
مخاطر التطبيق تكمن فيما يتعرض له الأفراد من عدم وجود دفئ أسرى أو رقابة، وبالتالي إسقاط فراغهم النفسي والعاطفي بالتطبيق ومن ثم المحاكاة والتقليد للفيديوهات التي تنتشر “كالنار في الهشيم”.
ويحذر خبراء من أضرار “تيك توك” الخطيرة، مثل؛ قابلية تعرض بيانات المستخدمين للقرصنة، ومشاهدة محتوى غير خاضع للرقابة الأسرية أو الرسمية، والذي يؤدي بذلك إلى الإدمان والتوتر والاكتئاب.
** خزاعي: فيديوهات “تيك توك” تخلق وعياً زائفاً ومشوهاً
الخبير الاجتماعي الدكتور حسين خزاعي، قال إن تطبيق “تيك توك” يعتمد في “خوارزميات عمله” على نشر فيديوهات قصيرة، تحمل رسالة مشوقة وجاذبة للانتباه، دون التأكد من مصدرها أو حقيقتها.
وأضاف خزاعي أن “تيك توك” لا يفرق بين الفئات العمرية بالمجتمع، سواء أطفال او نساء أو شيخ أو شباب، ويوصل رسائل موحدة دون الاخذ بعين الاعتبار للفروقات العمرية.
واعتبر خزاعي، أن عدم التفريق بين الفئات العمرية على التطبيق، قد يسهل عملية استغلال الأطفال عبر “تيك توك” من “العصابات الإلكترونية” التي قد تستغل الأطفال أو النساء أو الشباب.
وأشار إلى أن الفيديوهات القصيرة التي تنشر على “تيك توك”، لا يمكن لأي مواطن أو متابع، أن يقوم بتحليل أو تفسير أو بيان حقيقة مصدر المحتوى المنشور أو التحقق من المعلومات التي يحتويها، بسبب سرعة التنقل بين الفيديوهات على التطبيق ذاته.
وأكد على أهمية التوعية والتثقيف والتحذير من مخاطر تطبيق “تيك توك” ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفت إلى أن خطورة إمكانية مشاهدة فيديوهات “تيك توك”، دون الحاجة للاشتراك بالتطبيق، وهو الأمر غير المعهود في وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، والذي قد يسهل على كافة شرائح المجتمع مشاهدة الفيديوهات دون الأخذ بعين الاعتبار إلى الفروقات العمرية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
“فيديوهات “تيك توك” تخلق وعياً زائفاً ومشوهاً لدى المتابعين تجاه بعض القضايا المحلية الهامة، وهذا الوعي قد يكون غير حقيقي بسبب عدم التأكد من صحة الفيديوهات التي تنشر عبر التطبيق ومصادرها”، وفق خزاعي.
وأشار إلى أهمية مواجهة “تيك توك”، بالآلية التي يتعامل معها، وتنشيط عمل المؤسسات الحكومية لنشر المعلومات الصحيحة من مصدرها الأصلية، سواء عبر “تيك توك” أو وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بحيث تخلق بذلك معلومات حقيقية مضادة للفيديوهات الزائفة.
واعتبر خزاعي، أن معظم فيديوهات “تيك توك” تقوم على الشعبويات والتشويق وتزييف الحقائق وإثارة المتابعين.
** حمارنة: “تيك توك” خطر حقيقي
الخبيرة في تطبيقات التواصل الاجتماعي زينة حمارنة، قالت ، إن بداية انتشار “تيك توك” في الأردن، كانت مع انتشار جائحة كورونا، وفرض الحجر الصحي.
وأضافت حمارنة، إن التطبيق حينها كان وسيلة للترفيه عن المواطنين، إذ يقضي عليه الشخص أوقات طويلة دون الشعور بذلك.
وبينت أن ذلك تسبب بانتشار “تيك توك” بين كافة الفئات العمرية بالمجتمع، دون وضع قيود من التطبيق على استخدامات الأطفال ومختلف الفئات العمرية.
وأشارت إلى أن الخطر الحقيقي من “تيك توك”، هو انتشاره بين الأطفال والمراهقين، بشكل كبير جداً، إذ تترك فيديوهات “تيك توك” انطباعات وأفكار غير مناسبة لهذه الأعمار، مؤكدة أن هنالك الكثير من الفيديوهات تتضمن محتوى غير صالح للمشاهدة من قبل العديد من الفئات العمرية.
ولفتت إلى أن مستخدم “تيك توك” يمكن له مشاهدة فيديوهات من أشخاص غير مشترك معهم، وبالتالي لا تناسب أفكاره وعمره، بالإضافة إلى خاصية عدم اشتراط الاشتراك في التطبيق لمشاهدة الفيديوهات.
وأوضحت حمارنة، أن هنالك مخاطر أخرى، تكمن في تطبيق الأطفال والمراهقين أو الشباب، لتحديات “تيك توك” التي تنتشر بين الحين والآخر، وهي خطر حقيقي يهدد المجتمع.
** حمد: 70% من مستخدمي “تيك توك” في الأردن يستخدمونه بشكل سلبي
من جهته، قال الخبير في قطاع شبكات التواصل الاجتماعي، حسن الحمد إن المشاهدات عبر تطبيق “تيك توك” انخفضت بشكل كبير بعد حظره في الأردن بسبب الأحداث الأخيرة.
وأوضح حمد، أن الأمر الذي ساهم بانتشار تطبيقات التواصل الاجتماعي، هو سهولة الوصول اليها، ومنها تطبيق “تيك توك”، حيث يلجأ العديد من المستخدمين لتطبيقات vpn، للتحايل على حظر التطبيق وبالتالي سهولة الوصول غليه.
واعتبر أن 70% من مستخدمي تطبيق “تيك توك” في الأردن، يستخدمونه بشكل سلبي، لما تأثروا من المحتوى المنشور على التطبيق يومياً.
ولفت إلى أن استخدام التطبيق بمنحنى آخر، يؤثر على الأخلاق السائدة في المجتمع الأردني، والتأثير بالمجتمع ككل