اصوات اردنية تصدح وتطالب بـ تسليح الشعب وعودة خدمة العلم

5 ديسمبر 2022
اصوات اردنية تصدح وتطالب بـ تسليح الشعب وعودة خدمة العلم

وطنا اليوم:يمكن القول عموما بان الحملة التي يشنها ناشطون في النخب السياسية الاردنية تحت عنوان الخوف وهواجس المخاوف من صعود نجم التيار اليميني المتطرف في إسرائيل تؤتي ثمارها على الارجح وتدفع بعض السياسيين المقربين من السلطة بالتفكير فيما يقال بهذا الخصوص خصوصا وان ما يقال يستقطب عمليا قطاعات واسعة من الجمهور لا تبدو مرتاحة لمعادلة الموقف الرسمي حتى الان والحكومي في مواجهة التطورات التأزيمية الحادة في الجانب الإسرائيلي .
ولم تعرف بعد حدود تأثر الاردن والمصالح الاردنية بتشكيل حكومة مستوطنين يمينية متشددة في الجانب الاخر من غربي نهر الاردن .
لكن المزيد من الأصوات تظهر في سياق الدعوة الى إستئناف الخدمة العسكرية وتسليح الشعب الاردني ترقبا للحظه تحمل سيناريو الوطن البديل ويمكن ان يحاول اليمين الاسرائيلي تقريبها زمنيا وفعل ذلك علنا السياسي والبرلماني ممدوح العبادي .
ونقل سياسيون عن وزير الداخلية و الزراعة الاسبق سمير الحباشنة اشارته الى استئناف الخدمة العسكرية والى ضرورة الاستعداد حفاظا على الوطن الاردني.
وتمتليء منصات التواصل الاجتماعي بتلك المقالات و التحذيرات التي لا تبدو واثقة تماما من قدرة الدولة والمؤسسات الاردنية على مواجهة التحدي الإسرائيلي الجديد المتمثل بسيطرة الايقاع اليميني الإستيطاني المتطرف على حكومة تل ابأب و تداعيات تلك السيطرة على مصالح الاردن سواء في القدس المحتلة والمسجد الأقصى والوصاية الهاشمية او حتى في تجريف السلطة الفلسطينية وتقويضها و ايضا تلك المخاوف المرتبطة بالسيناريو أردنة مشكلات الضفة الغربية بمعنى تصدير أزمة سكان الضفة الغربية في حال انهيار السلطة الى المملكة الاردنية الهاشمية.
صدرت اصوات بالجمله على المستوى النخبوي وبصورة نادرة وتترافق تماما مع صعود نجم متطرف ايتيمار بن غفير في عمق مشهد الحكومة الاسرائيلية ورد رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز على تلك التخوفات والمقولات في تصريح مبكر قال فيه بان تشكيل حكومة يمنية إسرائيلية في إسرائيل لن يؤدي الى زعزعة الامن والإستقرار في الاردن .
لكن ورقة بحثية مهمة صدرت عن معهد الاعلام والمجتمع المحلي تحدثت عن زيادة متوقعة في مستوى دعوات المستوطنين للتخلص من الوصاية الاردنية على القدس و المسجد الاقصى.
وتلك تبقى من التحديات الرئيسية.
لكن المصادر المطلعة تشير الى ان مجلس الوزراء في الواقع لم يتطرق الى بحث في هذه الملفات ولم يستعرض تداعيات تشكيل حكومة يمينية في اسرائيل بالرغم مما يتردد عن ان الجانب الامريكي ابأغ الاردن في شهر أيلول الماضي بان حكومة نتنياهو المتشددة قادمة الى المشهد لا محالة.
ولاحقا لهذا الجدل صدر تصريح مثير عن وزير الاعلام الأسبق وعضو مجلس الاعيان الدكتور محمد المومني لوح فيه بان بلاده ستستخدم وتوظف كل الأوراق التي تملكها في مواجهة اي ممارسات من حكومة اسرائيلية يمنية تؤدي الى المساس بالمصالح الاردنية .
وهنا لاحظ الجميع ان المومني لم يحدد ما هية تلك المصالح الاردنية ولم يتحدث باي تفصيل عن هوية اوراق القوة القابلة للتوظيف التي يقصدها .
لكن المومني بوضوح يسعى الى زرع مساحة أمل تجنبا لجدال ونقاش عقيم ويفكر بإحتواء الجدل الضار الذي يؤدي الى التشكيك او عدم اليقين فيما لا تفعل الحكومة خطوات من هذا النوع .
و لم تصدر اي إفصاحات او بيانات تعلق لا على ما يحدث في اسرائيل ولا على شكاوى وتذمرات ومخاوف وهواجس الاردنيين التي بدأت بوضوح تزيد ليس على مستوى الصالونات السياسية والندوات والأحزاب فقط .
ولكن على مستوى طبقة من نخبة رجال الدولة و ايضا على مستوى المجالسات والمشاورات الجهوية والمناطقية وفي بعض الأحيان العشائرية مما يعني بان صيغة الهواجس الإجتماعية من ما يحصل في إسرائيل ومخاوف تطورات الامور بحيث تصبح بعض تفصيلات القضية الفلسطينية مشكلة أردنية على ارض الواقع يظهر الشك في مواقف الحكومة وضعف البنية في مواجهة هذا التحدي.
لكن الدولة الاردنية تحتفظ بأوراقها بكل حال و لا تكثر من التحدث في الاسرائيليات ولديها خبرة عميقة وواسعة في الاشتباك مع الاسرائيليين بالرغم من التحديات التي يفرضها ايإاع اليمين المتطرف