بقلم: الدكتور محمد طالب عبيدات
الحراكات اﻹنتخابية التي يشهدها الوطن إبان الموسم الإنتخابي للأمانة غير مسبوقة، حيث التفاعل اﻹيجابي من كل أطياف المجتمع ومحاولة المشاركة من الجميع بالرغم من محدوديات تبعات قانون الدفاع، حيث الحراك يتميّز بكونه عن بُعد خوفاً من كورونا وتبعاتها؛ ونرجو إستكمال مراحل العملية اﻹنتخابية على خير:
1. الحراكات اﻹنتخابية وإن كان معظمها عن بُعد كانت في المعظم إجتماعية أكثر منها سياسية أو إقتصادية كمؤشر أن الطابع العشائري واﻹجتماعي هو الغالب على اﻹنتخابات وليس اﻷحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
2. الحراكات النيابية لم تشهد بالطبع بذخاً مالياً كنتيجة للحظر أحياناً ومتطلبات كورونا أحياناً أخرى حيث مآدب الطعام محظورة مما نتج عن مصروفات مالية متواضعة إذا ما قورنت في المواسم الإنتخابية الماضية، ويبدو بأن مكتسبات المقعد النيابي تستحق أكثر!
3. هنالك عدة أنواع من المستنوبين في هذا الزمان: نائب لخدمة مصالحة الشخصية وآخر لخدمة الناس وآخر لخدمة الوطن واﻷخير رجال ‘البزنس’؛ ونرجو الله مخلصين أن يكون معظم مستنوبينا سعياً لخدمة الوطن الأشم.
4. إذا كان المترشحين يقصدون خدمة الناس والوطن فبارك الله بهم وإن كانوا غير ذلك فهم رجال مصالح وبزنس وتجار وطن، فلنحذر منهم على أنفسنا والوطن؛ ولنكن مع المترشح الذي يسعى لخدمة الناس وعنده تاريخ ومسيرة في خدمة الناس يشهد بها الجميع!
5. موسم اﻹنتخابات فرصة تاريخية لمعرفة مكنونات الناس، وفرصة لتجديد العلاقات اﻹجتماعية وتبادل الآراء وتلاقح اﻷفكار؛ ففي الإنتخابات تظهر بواطن الأمور والأسرار الدفينة في المحبة والإسقاطات غير المقبولة والأحقاد والوفاء وأحياناً مجتمع الكراهية يطفو على السطح مع الأسف؛ فهنالك الحلو وهنالك المرّ.
6. حرية التعبير عن الرأي مصانة للجميع نظرياً، لكن الحقيقة أن بعض الناس تحاول فرض آرائها على اﻵخرين من منطلق الوصاية، وهذا يعكر صفو العلاقات اﻹجتماعية والنسيج اﻹجتماعي، مما يؤشر إلى بعدنا عن العملية الديمقراطية؛ ولذلك بعض المجتمعات والإصطفافات العشائرية تحول دون السماح بحرية التعبير ولو كان ذلك بالإدلاء بالصوت.
7. وسائل التواصل اﻹجتماعي كانت هي المنبر اﻷسرع للتعبير عن اﻵراء، ولذلك تم إستخدامها في زمن كورونا لإيصال رسائل المترشحين لمخاطبة الجماهير والناخبين عن بُعد؛ فكانت الدعايات الإنتخابية تنتشر على وسائل التواصل الإجتماعي كالنار في الهشيم وبالطبع وفق الملاءة المالية؛ لكنها مع اﻷسف شهدت إختناقات وسجالات بعضها يترفع اﻹنسان عن ذكره.
8. مطلوب مشاركة الجميع في العملية اﻹنتخابية للمساهمة في صنع القرار وخدمة للوطن؛ ودعوتنا هنا لكل الشباب للمشاركة لتعظيم صوت الشباب.
بصراحة: نحن على موعد مع الغد لتحكيم الضمير وإختيار اﻷفضل للوطن وتغليب المصالح الوطنية العليا على المصالح الشخصية الضيقة، فمطلوب إنتخاب الإنسان القوي والأمين خدمة للوطن والمواطن وقائد الوطن؛ وندعو بالخير للوطن.
صباح الوطن الجميل