مستشفيات لبنان في خطر مع استفحال أزمة المحروقات

10 أغسطس 2021
مستشفيات لبنان في خطر مع استفحال أزمة المحروقات

وطنا اليوم:انتظر عشرات اللبنانيين منذ صباح الثلاثاء في طوابير طويلة لتعبئة قوارير الغاز المنزلي، وسط تحذيرات أطلقها موزعون من احتمال انقطاعها كما غيرها من مواد رئيسية في بلد يشهد انهيارا اقتصاديا متسارعا منذ عامين.
وحذر رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز فريد زينون، الثلاثاء، من انقطاع قوارير الغاز المنزلي خلال أسبوع إذا لم يدفع مصرف لبنان الاعتمادات اللازمة للمستوردين.
وقال زينون لوكالة فرانس برس “المخزون الحالي يكفينا أسبوعا، وإذا لم تحل المشكلة ستباع قوارير الغاز في السوق السوداء”.
ويبلغ سعر قارورة الغاز المنزلي حاليا حوالى 60 ألف ليرة (40 دولارا بحسب السعر الرسمي وثلاثة دولارات بحسب السوق السوداء). ومن المرجح أن يتخطى سعر القارورة مئة ألف ليرة في السوق السوداء.
ويساوي الحد الأدنى للأجور 675 ألف ليرة، أي ما يعادل 450 دولارا قبل الأزمة و30 دولارا اليوم بحسب سعر الصرف في السوق السوداء. ويحصل غالبية اللبنانيين على أجورهم بالعملة المحلية.
وبدأت مستشفيات لبنان باتباع استراتيجية عمل جديدة لها في ظل شح مادة المازوت ونفاد الكمية الأكبر مما تبقى لها من مخزون.
أعطت معظم المستشفيات أولوية لتشغيل الأقسام الطارئة لديها، كغرف العمليات والعناية المركزة، على حساب الأقسام الأخرى.
ويتخوف الجسم الطبي في لبنان من وقوع كارثة صحية في حال لم تتمكن الدولة من توفير مادة المازوت بصورة عاجلة، وهي تعطي مثال تفشي متحور دلتا في لبنان مع ما يتطلبه الوباء من ضرورة تشغيل ماكينات التنفس الاصطناعي للحالات الحرجة المصابة بكورونا.
المدير الطبي لـ”مستشفى علاء الدين” محمد علاء الدين قال في حديث نقلته وكالة “سبوتنيك”، إن “القطاع الصحي منهار، والمواطن هو الذي يدفع الثمن”.
وأضاف: “سأتحدث عما حصل معنا أمس، عند وصولنا إلى المستشفى صباحاً، نعلم من قسم الصيانة أن نسبة المحروقات في المولدات الكهربائية للمستشفى أصبحت أقل من الحد، ولا تكفينا أكثر من ساعتين، ولدينا في قسم العناية الفائقة 10 مرضى على التنفس الإصطناعي، بحال أي توقف في الكهرباء الجهاز لا يضاين أكثر من نصف ساعة عمل وبالتالي حياة المرضى بين أيدينا”.
وتابع علاء الدين قائلاً: “نعمل كل يوم بيوم وكل ساعة بساعة لنؤمن المحروقات والأدوية والأكل والشرب للمرضى، هكذا أصبحنا نفكر كمستشفيات، لم يعد لدينا طموح لتحسين القطاع الصحي، طموحنا هو أن نهتم بالمرضى كل يوم بيومه”.
وأشار إلى أن “انقطاع الأدوية يكلف المواطن، لأن كل مريض يدخل المستشفى إذا كان الدواء غير متوفر في المستشفى، المريض عليه تأمينه إذا استطاع أن يؤمنه من السوق السوداء، مصرف لبنان رفع الغطاء عن كل الأدوية وبالتالي أصبحت غير مدعومة والأسعار خيالية إذا توفرت”. لافتاً إلى أن “نقيب المستشفيات يحاول رفع الصوت ولكن ما من مجيب لأنه لا يوجد لدى أحد أي حل”.
وحذر علاء الدين من بقاء الأمور على ما هي عليه قائلاً: “خلال 15 يوما إذا استمر هذا الوضع فلن يبقى أي شيء في المستشفيات سوى الموظفين، لا يوجد أدوية بنج، العمليات تؤجل، إذا لم يكن هناك كهرباء فلا يوجد عناية فائقة ولا يوجد أكسجين، الأدوية غير متوفرة، الأطباء غير قادرين على المجيء إلى عملهم بسبب نقص المحروقات، كل هذه العوامل تؤثر على القطاع الصحي”.
كذلك أكد نقيب الأطباء في لبنان شرف أبو شرف، في وقت سابق ، أن تداعيات الأزمة الاقتصادية على القطاع الصحي كارثية، وإذا ما استمرت فلن نستطيع أن نستمر بمعالجة المرضى والأكيد بهذه الحالة أن وضع المرضى سيكون بخطر”. لافتاً إلى أن “الممرضات والأطباء يغادرون، الدواء لا يتوفر بسهولة إذا توفر، العمل في المستشفيات يخف، حتى أن هناك بعض المستشفيات تتجه للإقفال، الكل يعاني بشكل أليم ويؤثر سلباً وبشكل كبير على جميع المواطنين”.