فكرة عزام الاحمد و الدايتونية الفلسطينية

19 يوليو 2021
فكرة عزام الاحمد و الدايتونية الفلسطينية

كتب الصحفي رجا طلب

شكل تكرار تصريح عزام الاحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية في البرلمان العربي بالقاهرة والذي سبق ان تفوه به قبل عدة اشهر في ذات المكان والذي يقول فيه بان السلطة الفلسطينية ولوحدها نجحت بافشال صفقة القرن ، شكل هذا التصريح صدمة كبيرة لدى الاردنيين جميعا لكونه يمثل حالة انكار خطيرة ومخيفة لجهد جلالة الملك المتواصل والدائم في دفاعه بضراوة عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف ووقوفه بصلابة ضد صفقة ترامب وهو الموقف الذي يذكرني بصلابة الحسين طيب الله ثراه في وقوفه وبحزم ضد انضمام الاردن للتحالف الدولي لاخراج القوات العراقية المحتلة من الكويت عام 1990 ، وكان لذلك الرفض والذي اغضب الاشقاء في الكويت والخليج ، وواشنطن وقتذاك مبرراته التى جرى تفهمها لاحقا من قبل الاشقاء في الكويت حيث كان ذلك الرفض ناتجا عن رؤية استراتيجية للحسين تتمثل بان الهدف الاميركي لم يكن تحرير الكويت بل تدمير العراق وهذا ما نراه اليوم .
تكرار عزام الاحمد لذات التصريح خلال اقل من ثلاثة شهور يحتاج منا التوقف ليس لدى منطوق الاحمد فحسب مع خطورته بل لما بعد هذا المنطق واسبابه ودوافعه ؟
عرفت عزام الاحمد منذ بداية الثمانينات اي منذ كنت طالبا في السنة الاولى بجامعة بغداد وكان سفيرا لمنظمة التحرير فيها ، عرفته عفويا الى درجة مربكة ومندفعا في ذات الوقت ” وهذا الوصف ليس مبررا لخطيئته ” ولكن من اجل الذهاب ، الى ما هو ابعد من تصريحاته السيئة والمرفوضة و للحديث عن الحالة التى وصلت اليها السلطة الفلسطينية وتحديدا بعد نهاية حقبة ياسر عرفات ومجيء ما اسميها ” حقبة دايتون ” هذا الجنرال الاميركي الذي كلفه بوش الابن وبالاتفاق مع شارون على اعداد الاجهزة الامنية في السلطة الفلسطينية على مبدأ اساسي الا وهو ( اسرائيل لم تعد عدوا لكم ، وان من يعاديها هو عدو لكم ولها ) ، كانت هذه هي العقيدة الامنية التى تربى عليها عناصر الاجهزة الامنية الفلسطينية المختلفة ، ومع مرور اكثر من 16 عاما من التطورات السياسية والامنية داخل الضفة الغربية وبحكم ارتباط هذه الاجهزة بشكل وثيق جدا بهذه العقيدة وعلى مدى 12 عاما من حكم نتنياهو والتزامها الحديدي بالتنسيق الامني معه تفجرت خلال العقد الماضي النتيجة ” الكارثية ” والمتمثلة بانتقال عقيدة دايتون من السياق الامني وشعار ( التنسيق الامني مقدس ) الى عقيدة سياسية مزرية تُجرم حتى الادانة اللفظية لسياسة الاحتلال ، واصبح لهذه العقيدة السياسية نماذجها المعروفة داخل السلطة الفلسطينية من الرياضة الى الفن والثقافة وفي القيادة و بات هؤلاء يجاهرون بخطابهم المعادى للعرب والعروبة وفي مجالسهم الخاصة يتحدثون عن الاردن بصورة سيئة للغاية وسيئة جدا ولا اريد هنا ذكر ما يقال حفاظا على قدسية العلاقة التاريخية بين الشعبين الاردني والفلسطيني على ضفتي نهر الاردن ولا اريد ذكر اسماء ” الدايتيون الاوغاد ” مع يقيني بان الدولة الاردنية تعرفهم فردا فردا .
القضية الاعمق والاخطر من كلام عزام الاحمد تتمثل بالسؤال الاستراتيجي ، هل هذه سلطة وطنية حقيقية ” ام انها باتت سلطة بعقل وعقيدة دايتون ؟؟؟.
Rajatalab5@gmail.com