عندما يجتمع الألم والأمل معاً

3 نوفمبر 2020
عندما يجتمع الألم والأمل معاً

بقلم: لميس محمد عبد الرحمن المجالي.
لكلٍ منا قصة ولكل منا حكاية ولكن هُنالك قصص ممزوجة بالأمل وَالصبر والعزيمة وهذه القصة إحداها..قصة (أ.ص) التي تبلغ مِن العُمر 51 عاماً..في البداية كُنت أرى شيئاً صغيراً في ثديي واهملتهُ ظناً مني إنه كيس دهني… ومع ضغط عملي في البيت وحاجات الأسرة والأبناء لم ازر الطبيب للاسف، فانا بطبعي قوية جداً و إيماني بربي قوي.. لكنني تفاجأت بأن الكتله أصبحت أكبر.. وحينها قررت بأن أذهب إلى الطّبيب أنا وزوجي فاجريت بعض صور الاشعة وتحاليل دقيقة وعند ظهور نتائج الصّور إستدعت النتائج بأن أجري المزيد مِن الفحوصات… وفي الموعد الثاني رأيت الطبيب يتحدث مع زوجي عند باب العياده وهنا شعرت بأن شيئاً خطيراً قد أصابني و شعرت بالدّوار والتوتر ولم يخبرني زوجي بأي شيء.. لكن الحزن كان باديا على وجهه، وعند عودتنا الى البيت بدأ زوجي بِالبكاء وعلمت منهُ حينها إنني مُصابه بسرطان الثدي وهو في مرحلتهِ الخبيثة و بعد الفحوصات اللازمة والمخبرية قال الطبيب إنهُ يجب إستئصال الثدي المُصاب قررت أن أترك أمري لِربي وأن أستسلم للمرض… ومع مرور الأيام بدأت بتلقي العِلاج الكيماوي، تساقط شعري كثيراً وكنت عاني من ضيق في التنفس وألم في الصّدر أما حالتي النَّفسية كانت مُحطمة جداً لأني أم لأربعه أولاد (ولدين وبنتين).
وكنت أفكر بحالتي ما بعد إستئصال الثدي وفكرت في عمليات التجميل و زراعة الثدي لكني كنت خائفه جداً…
حياتي كلها تغيرت وجميع أحلامي تحطمت وأحلامي مع أولادي كلها تبعثرت وأصبحت وهماً.. وقلت لنفسي قد أكمل عاماّ او عامين في العلاج وبعدها أذهب لربي…
وكان أكثر شيء يقتلني ببطء هي نظرة الأستعطاف مِن بعض الناس وهذه النظرة مميته جداً…
في بعض الاوقات لم أكن أجد مَن يمدني بِالقوه ويدفعني إلى الأمام إلا زوجي وأولادي…
لم أكن قادره على التعبير عن ألمي أمام أولادي لِشدة تعلقهم بي… وأنا أريد أن أمنحهم القوه للحفاظ على نفسيتهم، ولم أكن أريد أن أشعر العائلة بضعفي…
كان زوجي هو الوحيد الذي أعبر له عن ألمي لكي أخفف عن نفسي هم مرضي…
كنت أسعى جاهدة لتحمل كل الصُعوبات والآلام لكي أصمد وأعيش أكبر قدر ممكن من الوقت…
وكنت أتكلم مع نفسي وأقول:
السّرطان هو الشيء الوحيد القاسي الذي قد يحرمني أبنائي وزوجي بسرعه… لكن هنا قررت بأن هزم هذا المرض الخبيث بقوتي و إيماني بربي…
وحينها بدأت بتحسين حالتي المعنويه والنفسيه ووكلت أمري لربي..
وبعد مرور فتره من العلاج والفحوصات جاء زوجي والطبيب والابتسامة لم تفارق محياهم وقال الطبيب أن الفحوصات تشير لزوال المرض مع العلاج الكيماوي و إستئصال الثدي..
وهنا إنتشرت السعادة والفرح والإبتسامة في قلبي وفي قلب زوجي وأولادي.. وبعد مرور فتره زمنية أيقنت أن المرض قد زال نهائياً بحمد ربي وبفضلهِ..
________

لذلك إذا حوصرت بالأوهام والوسواس والقلق والمخاوف إجعل لسانك رطباً بذكر الله ولا تقف على ناصية الحزن وتنتظر الأمل أنظر مِن بعيد وسوفَ تجد الأمل قادم بصحبه الصبر وحسن الظن بالله.