الاردن وكوريا الجنوبية علاقات تاريخية وصداقة متميزة

3 نوفمبر 2020
الاردن وكوريا الجنوبية علاقات تاريخية وصداقة متميزة
نضال العضايلة 
تبدو العلاقات الأردنية  مع كوريا الجنوبية عادية جدا ، إلا أن القها ومناعتها ومتانتها  فعليا فاقت كل التوقعات، لدرجة  يمكن  القول  أنها علاقات متميزة  وغير مسبوقة وفريدة من نوعها بين دولة مانحة وأخرى متلقية للمنح، تقوم  على  أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في سياسات الأردن الخارجية وتوجهاته، وتروم فعلا مصالح الأردنيين فقط لأغير ، بعكس العلاقات بين  أية دولة مانحة ومتلقيه، والتي تقوم في العادة، على تنفيذ مصالح ألدوله المانحة، وانتهاج سياساتها ودعم توجهاتها في المحافل الدولية .
ان المستوى الرفيع الذي وصلت اليه العلاقات الاردنية مع كوريا الجنوبية، يؤكد ان هناك حرصا اردنيا على تطويرها بمختلف المجالات، والعمل من اجل تعزيزها خدمة لمصالح البلدين والشعبين الصديقين.
اليوم بات على البلدين الصديقين ضرورة ايجاد المزيد من الشراكات الاقتصادية والاستثمارية بين الاردن وكوريا، والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوفرة في الاردن، في مجالات السياحة، والنقل العام، ومشاريع انتاج الطاقة، والصناعات التعدينية، مع الاخذ بعين الاعنبار اهمية زيادة اعداد السائحين الكوريين للاردن، خاصة في مجال السياحة الدينية والعلاجية.
ان الدور الكبير الذي تقوم به جمهورية كوريا الصديقة ينبع من وجود قواسم مشتركة كثيرة وروح ايجابية بين البلدين، تسهم في التعاون المستمر في مختلف المجالات.
والاردن الذي يعتبر كوريا الجنوبية دولة صديقة وعلاقاته مع هذا البلد الصديق علاقات تاريخية، يدرك تماماً اهمية هذه العلاقات ومدى عمقها وهو جاد في تطويرها وتمتينها من خلال رؤيته النابعة من اقامة علاقات مع الصديق الكوري على مبدأ التشاركية والاحترام المتبادل.
لدولة كوريا الصديقة مشاريع استثمارية كثيرة تساهم في رفد الاقتصاد الاردني، وترفع من سوية التعاون البناء الذي يهدف الى تحسين مستوى الوضع الاقتصادي للاردن وشعبه.
وتشهد العلاقات الاردنية الكورية تطوراً ملموساً، فهناك العديد من الاتفاقياتالموقعة بين البلدين في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية، والرياضية وفي مجالات لتربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة، والسياحة، والآثار، والإعلام.
وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يوليو من العام 1962. وأعتمد السفير الأردني لدى اليابان سفيراً غير مقيماً لدى كوريا الجنوبية، في حين أنشأت جمهورية كوريا سفارتها المقيمة في عمان عام 1975 وتم إنشاء أول سفارة مقيمة للمملكة الأردنية الهاشمية لدى جمهورية كوريا في أكتوبر 2010.
إن الدعم  الكوري الجنوبي غير المحدود للأردن، يتطلب منا رسميا وشعبيا  إن  نعمل على تفعيل علاقات التعاون بين الدولتين بالاتجاهين، وان نفعل  هذه  العلاقات عموديا وأفقيا، باتجاه تحويل  الأردن  إلى  مركز لنقل التكنولوجيا الكورية  الجنوبية  إلى  العالم العربي والإسلامي، من خلال ان يكون  الأردن جسرا  تقنيا  بين كوريا والعالم  النامي، خاصة وان كوريا الجنوبية مدرسة  فريدة من نوعها، في هذا المجال حققت من التقدم في زمن قياسي ماعجزت عن تحقيقه دول  اوسع مساحة  واكثر ثروات.
وفي هذا المقام لا بد من توجيه التحية لقيادتي البلدين الصديقين وعلى رأسهما جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وفخامة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان، وكذلك للجنود المجهولين في تطوير العلاقات بين البلدين سعادة الدكتور عادل العضايلة سفير الاردن في سيؤل، وسعادة سفير كوريا الجنوبية في عمان السيد لي جي وان.