عشا : الأردن يحتاج الكثير من الإصلاحات الداخلية قبل الخارجية

14 يونيو 2021
عشا : الأردن يحتاج الكثير من الإصلاحات الداخلية قبل الخارجية

وطنا اليوم – لوزان عبيدات 

قال النائب الدكتور أحمد عشا إن الأردن يحتاج الكثير من الإصلاحات الداخلية قبل الخارجية و بحاجة لإصلاحات إقتصادية مقرونة و متزامنة مع الإصلاحات السياسية التي نادى بها جلالة الملك عبد الله الثاني أبنالحسين المعظم و هو الشيء ذاته الذي ينادي به كل الاردنين.

وأكد عشا في منشور له عبر الفيسبوك ، الأثنين ، أن الإصلاح السياسي لايمكن أن يبدأ قبل تغيير بعض الأمور الدستورية و الأنظمة والقوانين التي تكون عونا في مسيرة الإصلاح، فلا بد من إنشاء أحزاب شعبية سياسية فاعلة على أرض الواقع و تشجيع الشباب للإنخراط في الحياة الحزبية في سن مبكر، حينها نصل إلى بداية طريق الإصلاح و من خلالها نخوض انتخابات نيابية حزبية لا عشائرية و قد يفرز الأفضل دون أي تدخلات من أي جهات كانت ،ومن هؤلاء تشكل كتل برلمانية برامجية قادرة على قيادة البرلمان وإيصال هذه المؤسسة التشريعية إلى بر الأمان  .

وتابع ” من خلال هذه الكتل يتم تشكيل الحكومة بكل شفافية و موضوعية و نزاهة وحدها هذه الحكومة تكون قادرة على تنفيذ مشاريع إصلاحية إقتصادية و النهوض بالوطن و رفع كرامة المواطن وإخرجنا من المثلث المشؤوم(الجوع،الفقر،البطالة)عكس ذلك لن تقوم لنا قائمة و على قول جدي رحمه الله( وكأنك يابوزيد ماغزيت) ” .

وزاد ” ولكن ما لا أفهمه و أستهجنه أن الكثير من أبناء وطني لديهم الازدواجية و التناقض الواضح والصريح في هذه العملية الإصلاحية و الكيل بمكيالين في هذا الموضوع و السلبية التي تمارسها شرائح واسعة من المجتمع الأردني والذين يطالبون بانتخابات نزيهة ،حرة ،في ظل غيابهم و عدم مشاركتهم في الانتخابات، لا بل حتى يمنعون غيرهم من مشاركتهم في الانتخابات و بعد النتائج يبدأون برشق المجلس بالشتائم والانتقادات الهدامة والسلبية دون علم مسبق بماهية أدائهم، متناسيين سلبيتهم و ذنبهم في هذا الإفراز و مثل هذه النتائج، وأخرون سببا في مثل هذا النمط من المجالس بسبب بيع أصواتهم و إيصال البعض إلى البرلمان من خلال المال الأسود ،وبعد ذلك يشتمون المال الأسود وهم من طلبه و انساقوا خلفة و في نهاية المطاف يطالبون بمجالس قوية  ” .

ولفت عشا إلى أن السخط الكبير على الفساد و المطالبة بمحاربة الفساد و الترويج لكلمة الفساد أصبح منشرا اليوم بشكل كبير وكأن الأردن أجمع أصبح فاسدا ، مشيرا إلى أنه إذا أُتهم شخص من ذويهم بالفساد طرقوا كل الأبواب لإنتشاله من هذه القضية و خلقوا الوسطاء والواسطات لإخراجه من هذه القضية .

وتساءل عشا ” كيف لنا أن نكون جادين في محاربة الفساد وكل منا في داخلة قابلية للفساد ” .

ونوه عشا إلى أن أخطر مانعيشة من تصرفات و تناقضات و سلبيات واضحة هو الانفصام في شخصياتنا السياسية و العملية لأن جلنا أصبح يستقبل الأمور بسلبية و أنانية و بتوجيه سؤال إلى الذات ،لماذا ليس أنا و لماذا فلان و علان، فمن المعيب في مجتمعنا هو تقديم و تضخيم الذات والأنا على المجتمع.

وبين عشا أننا نعاني من حالة فصام و إنفصام في حياتنا مابين أحوالنا وأفعالنا، وأن أكبر خلل و فساد نعاني منه هو فساد أنفسنا و منظومتنا القيمية ، الاخلاقية ، الاجتماعية ،وتفككنا الترابطي القومي وذلك بسبب غياب مرجعياتنا ألتي نستند عليها في قراراتنا و في حياتنا اليومية و قضايانا المصيرية.

وختم عشا بالقول ” لابد من أن نبدأ بإصلاح أنفسنا و إصلاح قيمنا قبل البدء بأي إصلاح أخر،فالإصلاح الأخلاقي و القيمي هو اللبنة الأساسية لكل الإصلاحات و تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة و دعم المصلحة الوطنية العليا ” .