التربويون ! من ساواكم بالنواب ما ظلم !!

12 يونيو 2021
التربويون ! من ساواكم بالنواب ما ظلم !!

الدكتور ذوقان عبيدات

تشكلت اللجنة الإصلاحية، وتعرض تشكيلها منذ اللحظة الأولى إلى تحليلات متباينة، معظمها سلبي

 

قيل الكثير عن رئيسها ! وقيل الكثير عن سيطرة اليساريين عليها! هناك من تم تمثيله وهناك من لم يمثّل!

 

لاحظ كثيرون أن مجلس النواب غاب تماما! ولاحظت – أنا المواطن- أن المعلمين والتربويين غابوا أيضا، فقيل لي : من ساواكم بالنواب ما ظلم ! فهنيئا لكم نوابا أو ما ” يعادله ” في الغياب !!

 

ويرى التربويون أن مشكلتنا تتمثل في التعليم، وحين سيطر الفكر الداعشي على التعليم، حصلنا على مناهج محدودة ، وعلى معلمين محدودين ! بل قيل صراحة إن مناهجنا كانت داعشية !! قدموا أدلتهم حين قالوا : هناك داعشية سلبية تتمثل في غياب الحرية والتفكير الناقد، والفن والجمال والموسيقى، ومجالات الإبداع المختلفة، وهناك داعشية إيجابية تمثلت بدعوات صريحة إلى غياب القانون وإحلال شرعية مجتمعية مكان الشرعية القانونية، وأفكار عديدة يمكن للمعلمين عبر المنهاج الخفي أو المنهاج الصفري ان يتحركوا خلالها .

 

ما يهمني أن واقع مجتمعنا:

 

يصدق كل ما يسمع دون فحص أو شك أو نقد !

 

وأن أي إشاعة غير منطقية تنتشر بسرعة ويتداولها كثيرون: فمثلا يكفي أن يقول أحدهم : احتوت اللجنة على أحد المرحومين – وهذا ليس صحيحا –حتى تداول الخبر مواطنون من حملة الدكتوراة.

 

نعم ‘ يتعرض مجتمعنا إلى إعلام زائف ومع ذلك تراه موثوقا.

 

وحين نريد أن نقول : المناهج والمعلمين وراء تعطيل التفكير، يعترض كثيرون، وحين تريد أن تدرس نظرية علمية يعترض كثيرون إذا خالفت بعض التفسيرات. وحين تريد تدريس المنطق والتفكير يقولون لك : من تمنطق تزندق . والمنطق مدخل الفلسفة، ومدخل الشر شرّ .

 

إن معظم الدول العربية والإسلامية عدلت مناهجها لتشمل الفكر والمنطق وأشياء أخرى، ونحن هنا جالسون نناقش ما هو المسموح والممنوع والمتاح ! وكيف نعلم التفكير؟

 

هذه مقدمة، للقول بأن الإصلاح يجب أن يكون تربويًا.

 

وأن التربويين “المعلمين” هم من سيقود الإصلاح. وأن غيابهم عن لجنة الإصلاح يجب أن لا يعني غيابهم عن الاستشارات .

 

ففي اللجنة كثيرون يؤمنون بأهمية إصلاح التعليم بل تحريره من العقل القابل إلى العقل الفاعل ! وبالمناسبة أساتذة الجامعات وهم كثر في اللجنة، ولكن لم يعرف عن أحدهم أنه كتب كلمة عن التعليم وثقافته .

 

وأخيرا ، إن مساواة المعلمين “التربويين” بالنواب قد لا يسعد النواب ولا يسعد المعلمين – مع أنهم –كلاهما في الهمّ شرق !!