كاتب الصحوة والكاتب بالاجرة

8 يونيو 2021
كاتب الصحوة والكاتب بالاجرة

بسام الياسين

كاتب الصحوة شجاع، يتزنر بحزام ناسف من كلمات متفجرة،بيده المباركة، يسحب صاعق الحرف / السيف، الابجدية / الشفرة.يشهرها في وجه الظلم واهله.وحده من يؤرّق مضاجع دولة، ينزع النوم من عيونها.هو خيرُ و ابقى عند الله من عشرة احزاب مستأنسه،تقتات على التمويل وتقف على ابواب الداخلية كالذليل، ثم ترقد كالدجاج اللاحم في حاضنتها حتى يأتيها علفها الى معلفها.

الكاتب الاصيل يهز اركان المعبد، فوق الرؤوس المطأطئة التي لا تعرف من العبادة الا التمتمة، وطقطقة المسبحة. وحين يجد الجد ويحين الموعد،يزلزل الارض من تحتها، يفتحُ طاقات جهنم عليها. وحده القادرعلى استضافة شمس الله الموقدة في مقالته الملتهبة، لطرد شياطين العتمة وامراض الرطوبة من الزوايا العفنة. شغله الشاغل،زوبعة الرياح المزوبعة ،لكنس الهواء الفاسد من الدهاليز السرية وقلب الطاولة على ادعياء المعرفة .بالكلمة المقاتلة، يستطيع استحلاب الغيوم الشاردة لتفجير الينابيع الجافة.هو الكاتب ” البيرقدار ” حامل الراية،للسير في المقدمة لاحقاق الحق ومحاربة ظلم النخبة…على راسه تاج الدستور،وفي قلبه يصطخب نشيد بلادي بلادي.

البطولة ان لا يكتب الكاتب افضل من الآخرين .هذا ليس تميزاً،بل ان يضرم النار بالخطوط الحمراء المحرمة ، ليهتدي بهديها الاخرون ممن عميت بصائرهم وبصيرتهم. وهو من يصنع من التابوهات المحرمة، قوارب نجاة لتخليص الناس من اوهامها،وتحريرهم من امراضها.يحرق الخرافة،و يذرُ مع الريح الخزعبلات الفارغة والاكاذيب المفبركة.

عندها تكون مقالته فاعلة مؤثرة، لا صرخة تذهب ادراج الريح، في واد ليس له صدىً او نفخة رماد في يوم مزوبع.الكاتب الحق لا كغيره من كتبة المقاولة وكتاب القطعة وكاتب الآلو والكاتب المناسبة. الكاتب المبدع ضميره رقيبه، يحاسبه على كل كلمة،كل فاصلة،كل نأمة.لا احد غيره يحاسبه، ولا يخشى لومة لائم، سواء كان حاقداً،حاسداً او امعة.شرط ان يضع مخافة الله بين عينيه ويتقي الله حين يبدأ سطراً ويضع نقطة في نهاية كل جملة.

ساعتها يمتلك نفحة ربانية، روحانية عالية،قوة ذاتية لها ذبذبات كونية، تُلتقط في الاركان الاربعة على امتداد المعمورة، ويتسلح بحماية شعبية اكثر من الحصانة البرلمانية،لانه بحفظ الله….انك باعيننا. لينقل بامانة المؤمن بربه،ما وجع الناس وما فيه اضاءة لاهل القرار،لا يبغي سوى حقيقة خالصة لخدمة الناس وسيادة الحق وبسط القانون كي يتفيأ به الجميع كشجرة وارفة الظلال .غير هذا،يتحول من كاتب ثائر الى كاتب فاجر يبحث عن اعطيات،مكاسب شخصية،خدمات عامة،شأنه شان كاتب استدعاءات،ادواته طاولة مُخلَعّة،شمسية كالحة،دواة حبر مغشوشة، يمضي ايامه على الارصفة، يستجدي المارة ” الي بسوى وإلي ما بسوى”.كاتب اقرب ما يكون الى بوق إنشاد في جوقة،او حاوٍ وسيلته اللعب على عباد الله بـ ” بالحجر والبيضة “.همه جمع الدراهم نهاراً،والبحث عن الحانات والاقبية بنصف اضاءة ليلاً.