الاصلاح يبدأ من هنا

8 يونيو 2021
الاصلاح يبدأ من هنا

بقلم عبد الحكيم الهندي

لم يكن الاصلاح يوما الا مطلبا ينشده الجميع ،مطلبا شرعيا يقصده كل من في نفسه الوطنية والانتماء، كل نفس بعيده كل البعد عن الاتانية والنرجسية. لا يكاد عصرا من العصور و لا امة من الامم الا وكان المصلحون والمنادون بالاصلاح لهم الصوت العالي، واصحاب عزيمة و صبر في اقناع الاخرين باهداف الاصلاح وغاياته النبيلة، أن تجويد القوانين التي تنظم الجميع وتسعى الى تحسين حياتهم ضمن ضوابط من الحقوق والواجبات و ضمن اطر قانونية محددة تكاد تكون من اصعب الادوار التي يمارسها المصلحون من مبدأ “رضا الناس غاية لا تدرك ” في المطلق .

نحن في الاردن وفي المئوية الثانية من عمر الدولة الاردنية ،وبعد مرور سنوات طويلة، رسمت من خلالها معالم الدولة الاردنية وهويتها الوطنية الجامعة ،و اتضحت الرؤيا في الكثير من القضايا المصيرية ،وثبتت فيها اركان الدولة على اسس واضحة وركائز لا تقبل الشك لا على المستوي القومي العروبي ولا على مستوي الثوابت الدينية والتاريخية، انطلقت بعدها الدولة بعنفواها و بشرعيتها تبشر بمراحل عديدة من البناء والتقدم والازدهار والاصلاح.

لا شك أن المعيقات الاقتصادية والجيوسياسية شكلت عائقا في مرات ،و قلصت سقف التوقعات ،الا انها كانت فرصا للتعلم و المزيد من الاصرار على النجاح والعبور بآمان في مرات اخرى ، فالانجازات المتراكمة بمرور الايام والسنوات في تاريخ الدول لا تتبخر وانما تضاف الى رصيدها و تشكل خطوة باتجاه حركة التصحيح والبناء، و في حالتنا الاردنية كم من ايام خالدات شكلت نقاط تحول فارقة ،انبثقت من خلال عقد اجتماعي رصين بين شعب اصيل و قيادة هاشمية ملهمة وحكيمة.

الاصلاح مطلب محمود ينم عن فكر عظيم باتجاه الافضل والاحسن،فكان جلالة الملك عبدالله الثاتي ابن الحسين المعظم اول المنادين بالاصلاح المنشود من خلال الاوراق النقاشية الملكية، والتي اسست لنهج جديد في عمر الدولة، و و ضعت اسسا لمناحي الحياة السياسبة في الاردن،وشكلت من خلال تفاصيلها رؤية عميقة للواقع الاردني، وحلا لقضايا تحتاج الى اصلاح حقيقي، كانت بمثابة نقطة بداية ثمينة كان لا بد من البناء عليها، والسعي الجاد لاستثمارها، وترجمتها لتشريعات وقوانين على ارض الواقع.

ان مفهوم الاصلاح الحقيقي يتعارض مع مفهوم المعارضة الهدامة والنقد الذي لا يقوم على اسس منطقية وعقلانية ،بل هو عملية تراكمية مستمرة، فيها نوايا صادقة تسعى للاصلاح والبناء ،لا معاول هدم تلعن اسلافها ،وتسعي للانحراف عن ثوابت اصيلة ومرجعيات ادبية واخلاقية مغروسة في وجدان وعقول الاردنيين، واصبحت حكما من المسلمات.

الاصلاح يحتاج كل واحد فينا ،يحتاج الى سواعد الجميع،سواعد تبني بجد وتحافظ على ثوابت الدولة ومنجزاتها،يحتاج الاصلاح الى عقول همها المصالح الوطنية العليا، وقلوب بوصلتها الاردن ،ترنوا لتقدم الاردن وازدهاره في كل مناحي الحياة ، نحتاح الى المزيد من العمل والبناء، والتفاني، كل واحدا منا في مجاله ومكامن ابداعه، العامل في عمله، والصانع في صنعته، والمهندس والطبيب والجندي و الفلاح، كل واحد فيهم على ثغرة من ثغور الوطن، و الجميع بإذن الله سينهض بهمم الجميع العالية، وسيتحقق الاصلاح ااذي نريد.

اللهم اعز الاردن ،وقيادة الاردن وشعبه الاصيل

رئيس جمعية الفنادق الأردنية
نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة