ارتفاع نسبة الطلاق بين الشباب

5 يونيو 2021
ارتفاع نسبة الطلاق بين الشباب

ميس النصر _ وطنا اليوم

ظاهرة ارتفاع نسبة الطلاق بين الشباب هي ظاهرة عالمية وتثير اهتمام الرأي العام لما لها اهمية بالنسبة للكثير من عامة البشر

وعندما يقع الطلاق بين الزوجين فهذا يؤدي الى تفكك اسرة وتفككها يؤدي الى ضيعان الاطفال وتشتيتهم والاطفال هم أمل البلاد وقوتها وبهذا فأن الطلاق لا يشتت اسرة فحسب بل من الممكن ان يؤثر على استقرار البلاد

وصنف المحامي احمد النافع اسباب الطلاق الى اسباب اجتماعية واسباب اقتصادية ومن الاسباب الاجتماعية التي اعرب عنها اختلاف الطبقات البيئية كأن يكون الزوج من طبقة والزوجة من طبقة اخرى ولا يكون بمقدور الزوج تلبية الطلبات للزوجة بالشكل الذي كانت عليه في منزل عائلتها والاختلاف في المستوى التعليمي او ان يكون احد الزوجين متعلم والاخر آميٌّ هو سبب من الاسباب التي تؤدي الى الطلاق

واضاف النافع ان من الاسباب اجتماعية ايضا اختلاف مستويات الازواج بين الاخوات فعلى سبيل المثال: اب يزوج بناته لأزواج من طبقات مختلفة فيزوج الابنة الاولى لدكتور والثانية لمهندس والثالثة لعامل والرابعة لشاب فقير مما يسبب غيرة بين الاخوات ومشاكل مع ازواجهم توصل بهم الى الطلاق فعلى الاب ان يحسن اختيار ازواج مناسبين وبنفس المستوى للحفاظ على استقرار الحياة الزوجية لبناته

ومن الاسباب التي افصح عنها ايضا قصر مدة الخطوبة وعدم تمكن الزوجين من معرفة بعضهما بشكل كافي وينصدمون من حقيقة الطرف الاخر بعد الزواج فكثير من الاحيان احد الزوجين يتصنع بتصرفات هو ليس عليها بل يمثلها ويوهم الطرف الاخر بها وهو بالحقيقة عكس ذلك بتاتًا فيجب ان تكون فترة الخطوبة مناسبة لمعرفة كل منهما الاخر بشكل كافي وعدم سؤال الاب عن الشاب وعائلته الذين تقدموا لخطبة ابنته غلط فادح يرتكبه الاب تجاه ابنته مما يؤدي الى الطلاق اذا كان الشاب غير مناسب لها في نهاية المطاف والزواج عن طريق التعارف على المواقع الاجتماعية ويكتشفون بعد مدة من زواجهما انهم لا يستطيعون اكمال حياتهم الزوجية مع بعضهما او ان الشخص الذي كان يكلمه ليس نفس الشخص الذي تزوج به ويريد ان يكمل حياته معه

وقال النافع ان من الاسباب الاقتصادية للطلاق هي غلاء المهور وكثرة طلبات اهل الزوجة التي تسبب عبء كبير على الزوج ويدخل حياته الزوجية وهو غير مكمل تكاليف متطلبات الزواج كأثاث المنزل والمهر بالإضافة للتكاليف المفروضة عليه في حياته الزوجية كالأنفاق على المنزل وعلى زوجته مما يسبب للزوج الضغط النفسي والمادي والنفور وطلب الطلاق

وبين ان جائحة كورونا اثرت بشكل سلبي على الطلاق اذ ارتفعت نسبة الطلاق في هذه الجائحة فكثير من العائلات كانت تعتمد على مصدر دخل معين كعمال المياومة واصحاب المحلات التجارية ففي جائحة كورونا انقطع عنهم الدخل وتدهورت حياتهم المعيشية والاقتصادية وعدم مقدرة الزوج على الانفاق مما يؤدي الى الطلاق

وذكر النافع ان الجهل بالأحكام الشرعية المتعلقة بالطلاق والزواج كالتلفظ بالطلاق بعد عقد القيران (فترة الخطوبة) يقع طلاق بائن بينونة صغرى ولا تعود الزوجة على ذمت الزوج الا بعقد ومهر جديد والظهار بأن يقول الزوج لزوجته أنتِ مثل امي او اختي وهنا يقع الحرام وهذا السبب يجري على كافة الاسباب التي تم ذكرها

وصرح ان اكثر نسب قضايا الطلاق التي تتقدم للمحكمة هي قضايا الشقاق والنزاع فالزوجة تتقدم بطلب الطلاق للشقاق والنزاع للتخلص من اذى الزوج لها سواء عنف جسدي كالضرب او معنوي كالإساءة لها وتعرضها للإهانة ويتقدم الزوج بطلب الطلاق للشقاق والنزاع للتخلص من المهر المؤجل واحتساب ثلثي المهر ومشيرا اثناء حديثه ان الزوجة تستطيع ان تتقدم بطلب الطلاق فداء او خلع
وعرفت المحامية فريال المنصوري الطلاق بانه انفصال الزوجين عن بعضهما بفسخ عقد الزواج بشكل نهائي

وذكرت المنصوري بعض الاسباب التي تؤدي الى الطلاق واهم هذه الاسباب زواج القاصرات اللواتي يرون الزواج انه سفر ورحلات و يدخلون في احلامهم الوردية ولا يدركون الحقيقة الكامنة للزواج والمسؤولية التي تقع على كاهلهم كتربية الاطفال والاعتناء بهم وبزوجهم وغير ذلك من الامور

وتطرقت الى اسباب اخرى وهي فهم الزوجين الخاطئ للزواج يعتقدون ان الزواج هو مثل المسلسلات التركية ويحاولون تقليد الاتراك الذين يظهرون الزواج بشكل مختلف عن الحقيقة والادمان على الهواتف الذكية الذي يعد اخطر من الكوكايين اذ يتصفحون هواتهم 32 مرة في اليوم الواحد مما يعود عليهم بأثار اجتماعية واقتصادية وفسيولوجية ومن اثار الهواتف الفسيولوجية انه يؤثر على خلايا الدماغ وممكن ان يقود بهم الامر الى العلاج في المصحات العقلية وايضا تدخل عائلة الزوجين في شؤون ابناءهم بمحاولة رسم حياتهم الزوجية وعدم احترام اي من الزوجين لشريك حياته

ونوهت المنصوري اثناء حديثها عن الطلاق من منظوره الشرعي قائلة اباح الله الطلاق لأسباب لا يمكن تفاديها منها ما هي واجبة او محرمة او مستحبة او مباحة ومن حالات الطلاق الواجبة عدم قيام الزوج بواجباته كرجل حيال زوجته وفي الشقاق والنزاع الذي لا يمكن علاجه ويكون الطلاق مباحا اذا كان خلق الزوجة سيء وحراما اذا لم يكن للطلاق داعي او سبب او اذا طلق الرجل زوجته 3 تطليقات مرة واحدة او وقع في فترة الحيض ويكون الطلاق مستحبا اذا طلبت الزوجة المخالعة واصرت على ذلك

واشارت الى بعض الاثار التي يسببها الطلاق على نفسية الزوجين منها شعور احد الزوجين او كليهما بالألم والخسارة عند انقطاع العلاقة مع شريكه بغض النظر عن الاسباب والاحساس بالذنب من الاخرين بعد الحصول على الطلاق وتملك الزوجين سلسلة من المشاعر المعقدة كالحزن والاكتئاب والفوضى الداخلية بعد تجربة الطلاق

واضافت المنصوري بعض الاضرار التي يلحقها الطلاق بالأطفال اذا وقع الطلاق بين زوجين وكان بينهم اطفالا هناك اضرار تعود عليهم منها شعورهم بالحزن والقلق والاكتئاب وعدم تصديق حقيقة الامر واحساس الاطفال ان هم السبب في الطلاق والعيش مع احد الوالدين يؤدي الى الاجهاد العاطفي لديهم والتغير السلوكي وضعف العلاقة مع احد او كلا الوالدين

وقدمت بعض الحلول لتجنب وقوع الطلاق منها التواصل الجيد والحفاظ على مبادئ الزواج واساسياته بمعنى الحفاظ على الالفة والمودة والعلاقة المتوازنة والمترابطة بينهما وتقديم التنازلات واعطاء المزيد من الفرص للحفاظ على الحياة الزوجية والتسامح والمغفرة والاحترام المتبادل بين الزوجين فالاحترام احد اسباب الزواج الصحي والناجح وسبب رئيسي لاستمرار العلاقات ورضى الزوجين عن بعضهما .