الحيوانات تدفع ثمن بطش عدوان الاحتلال في غزة

1 يونيو 2021
الحيوانات تدفع ثمن بطش عدوان الاحتلال في غزة

وطنا اليوم:في ظل الهلع الناجم عن غارات الاحتلال الإسرائيلية على غزة الشهر الماضي، اضطرت ناريمان إلى ترك عصافيرها وسمكتيها في المنزل… فقد شكّلت معاناة الحيوانات المنزلية خلال الحرب الأخيرة مصدر حزن إضافي لهذه الطفلة على غرار كثيرين من سكان القطاع.
وقد كان للنزاع الأخير الذي استمر أحد عشر يوما بين الاحتلال الاسرائيلي وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، تبعات مأسوية على الصعيد البشري أوّلاً.
فبين العاشر من أيار و21 منه، قُتل 254 فلسطينيا في قطاع غزة جراء غارات الاحتلال الإسرائيلية، بينهم 66 طفلا وعدد من المقاتلين، وفق السلطات المحلية. كما أسفرت الصواريخ التي أطلقها نشطاء فلسطينيون عن مقتل 12 شخصا في كيان الاحتلال الاسرائيلي بينهم طفل وفتاة في سن المراهقة وجندي، وفق شرطة الاحتلال الإسرائيلية. كذلك جُرح أكثر من 1900 شخص في قطاع غزة.
لكنّ الوضع انعكس سلبا أيضا على الحيوانات المنزلية التي استحالت مصدر قلق إضافي لأصحابها.
تحمل الطفلة ناريمان العقاد ذات السنوات التسع وعاء زجاجيا تضع فيه سمكتها حور التي نجت من قصف الاحتلال الاسرائيلي قريب من منزلها في خان يونس جنوب قطاع غزة، على عكس سمكتها الاخرى حورية.
فبعد غارة جوية استهدفت الحي في 13 من أيار الماضي، ذهبت ناريمان مع ابن عمتها محمود إلى البيت وعثرا على السمكة بين الركام والدمار.
وانتشر شريط فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأحمد وناريمان يظهرهما فرحين بالعثور على السمكة.
ويقول أحمد في الفيديو مبتسما وهو يحمل الوعاء “أنقذناها من البيت”، لترد ناريمان “وسنذهب الآن لإحضار العصافير”.
واضطرت عائلة ناريمان العقاد لإخلاء المنزل بعد أن تلقت اتصالا تحذيريا بضرورة المغادرة لأن طائرات الاحتلال الإسرائيلية ستقصف مقر مصرف مجاور لهم.
كانت ناريمان قد حصلت على السمكتين الذهبيتين بالإضافة إلى طائرين أزرقين أطلقت عليهما اسم “علوش” و”ملوش”، كهدية من والدها في عيد ميلادها السادس.
وتقول الطفلة “أصرّيت على العودة إلى البيت مع والدي بعد توقف القصف لأخذها معي وإحضار ملابس العيد”.
ووجدت ناريمان الحجارة والركام تغطي ملابسها التي وضعتها على سريرها الذي تكسر، بينما سقطت نافذتا الغرفة.
وتتابع “سمعت زقزقة علوش وملوش تحت الركام، ووجدت حوض السمك قد تكسر”.
ويشير والدها بسام العقاد إلى أن ناريمان “أصرت على أخذ السمكتين، ووجدنا حوض الأسماك مكسورا. ووجدنا القليل من المياه فيه ثم نقلنا السمكة بسرعة إلى الوعاء الصغير وحملت السمكة، وأخذت قفص العصافير”.

– كلاب وقطط خائفة-

وفي مركز لرعاية الحيوانات غرب مدينة غزة، تقف أماني أبو شعبان وهي تحتضن قطتها سيلينا في انتظار دورها.
توضح “قطتي خائفة جدا منذ الحرب وترفض الأكل وشعرها يتساقط، صوت رنين الهاتف الجوال بات يرعبها”.
ويفحص الطبيب البيطري معتصم قدورة قطتين هزيلتين، موضحا أن إحداهما بحاجة لعملية جراحية بسبب كسر في عظمة الفخذ بينما تعاني الأخرى من جفاف وسوء تغذية.
ويتردد عشرات أصحاب الحيوانات للعيادة يوميا منذ انتهاء غارات الاحتلال الإسرائيلية بحسب الطبيب الذي يشكو نقص الإمكانيات.
ويقول “الوضع الطبي البيطري مأسوي في غزة، نستخدم جهاز الأشعة البشري ومسامير البلاتين المخصصة لتثبيت عظام الاطفال لعلاج الحيوانات”.
وفي المأوى الوحيد للكلاب الضالة جنوب غرب مدينة غزة، أصيبت الكلبة ساشا بجروح في عينها اليسرى بينما أصيبت عدة كلاب أخرى بجروح متفاوتة خلال قصف الاحتلال الإسرائيلي بحسب مؤسسه سعيد العر.
ويشير العر الذي تلقي تدريبا في روسيا لتعليم هذه الحيوانات وترويضها، إلى أن “ثلاثة كلاب على الأقل في المأوى بحاجة لتدخل جراحي من بينها عملية بتر لساق أحدها”.
ولم يتمكن العر من الوصول للمأوى لأيام عدة خلال قصف الاحتلال الإسرائيلي الكثيف الذي استمر أحد عشر يوما.
ويتابع “الكلاب التي ظلت في المأوى كانت خائفة وجائعة”.
وكان عادل الوادية (30 عاما) أحد سكان المنطقة الذين حضروا رغم القصف إلى المأوى لإطعام الكلاب.
ويتابع “الكلاب كانت تصرخ بصوت عال من الخوف والجوع. وكنت أشعر بالحزن ولهذا كنت أجازف بالذهاب إلى هناك لأضع لها الطعام في أقرب مسافة ممكنة”.
وهربت العشرات من الكلاب الضالة من المأوى بسبب شعورها بالخوف.
ويشير العر إلى منطقة قريبة قائلا “هناك دفننا الحمار والحصان، إذ وجدناهما ميتين اثر اصابتهما بالشظايا”.