التحقيق في منشأ كورونا تكشف ادله جديده بعد طلب بايدن في فتح الملف

29 مايو 2021
Workers in protective suits help residents in their transfer to a quarantine facility following new infections of the coronavirus disease (COVID-19), near Renji Hospital Affiliated with Shanghai Jiao Tong University Medical School, in Shanghai, China January 21, 2021. Picture taken January 21, 2021. China Daily via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. CHINA OUT.

وطنا  اليوم  – عربي دولي

كشفت مصادر مطلعة ومسؤولون بالإدارة الأميركية أن رفض الحكومة الصينية المشاركة في تحقيق بشأن أصل فيروس كورونا، فضلاً عن وجود “أدلة جديدة” بناءً على معلومات استخبارية، دفعت الرئيس جو بايدن إلى إصدار أمر لأجهزة الاستخبارات بـ”تكثيف جهودها” لتوضيح منشأ الفيروس.

وقال مصدر مطلع لشبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية، الجمعة، إن طلب بايدن يعود لأسابيع، بعد أن تلقى معلومات سبق أن طلبها في مارس الماضي، ووردت في الإيجاز اليومي للرئيس، وهو موجز سري للغاية تعده أجهزة الاستخبارات.

وأوضح المصدر الذي لم يُذكر اسمه، أن بايدن سأل عما إذا كان بإمكانه رفع السرية عن جزء من التقرير دون تعريض المصادر والأساليب للخطر، حتى يتمكن البيت الأبيض من مشاركة المعلومات.

ولفت المصدر إلى أن قرار الصين عدم التعاون “زاد الاهتمام بأن نكون أكثر شفافية بشأن الخطوات التي نتخذها”.

وأضاف: “ما زلنا نعتقد أن الصين لديها معلومات مهمة حول أصول الجائحة، لا تشاركها مع المجتمع الدولي”.

“أدلة جديدة”

في السياق ذاته، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين وصفتهم بأنهم رفيعو المستوى في الإدارة، قولهم إن دعوة الرئيس لخوض “سباق لمدة 90 يوماً” لفهم منشأ كورونا، جاءت بعد أن أخبر مسؤولون استخباراتيون البيت الأبيض بأن لديهم “مجموعة أدلة لم يتم فحصها بعد”، إذ تتطلب “تحليلاً إضافياً بالحاسوب” ربما يلقي الضوء على لغز “منشأ الفيروس”.

ورفض المسؤولون الكشف عن ماهية الأدلة الجديدة، لكنهم أعربوا عن أملهم في تطبيق قدر غير عادي من إمكانات الحاسوب لبحث احتمال تسرب الفيروس بطريق الخطأ من مختبر صيني.

وبالإضافة إلى حشد الموارد العلمية، يهدف دعم بايدن إلى حث حلفاء الولايات المتحدة ووكالات الاستخبارات على التنقيب في المعلومات الموجودة، مثل التسجيلات والشهادات والأدلة البيولوجية، والبحث عن معلومات استخباراتية جديدة لتحديد ما إذا كانت الحكومة الصينية تسترت على حادث تسرب عرضي من عدمه.

وتعهد بايدن، الخميس، بإعلان نتائج هذه المراجعات، لكنه أضاف: “ما لم يكن هناك شيء لست على علم به”، حسبما نقلت الصحيفة.

في المقابل، انتقد مسؤولون صينيون إعلان بايدن، معتبرين أن الولايات المتحدة “تم خداعها” لتصديق نظريات المؤامرة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، للصحافيين: “بعض الناس في الولايات المتحدة يتجاهلون الحقائق والعلوم تماماً”.

“تداعيات سياسية”

ووفقاً للصحيفة الأميركية، تنطوي دعوة بايدن لبحث هذه الأدلة على تداعيات سياسية على المستويين المحلي والدولي، إذ شجعت هذه الرسالة، من ناحية، منتقديه على القول بأن الرئيس تخلى عن إمكانية أن يكون المختبر هو منشأ فيروس كورونا حتى رفضت الحكومة الصينية، هذا الأسبوع، السماح بإجراء مزيد من التحقيقات من قبل منظمة الصحة العالمية.

ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين استخباراتيين، حاليين وسابقين، قولهم إنهم يشكون بقوة في أن يعثر أي شخص على رسالة بريد إلكتروني، أو رسالة نصية، أو وثيقة “تظهر دليلاً على وقوع حادث مخبري”.

ونقلت إحدى الدول الحليفة لواشنطن معلومة تفيد بأن 3 من العاملين في مختبر ووهان لعلوم الفيروسات تم نقلهم إلى المستشفى بأعراض خطيرة تشبه أعراض الإنفلونزا في خريف 2019.

وتعد هذه المعلومة مهمة، لكن المسؤولين حذروا من أنها “لا تشكل دليلاً دامغاً على إصابتهم بالفيروس داخل المختبر”، وإنهم ربما جلبوه إلى هناك، وفقاً لـ”نيويورك تايمز”.

“شبكات مصادر”

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن البيت الأبيض يأمل في أن يتمكن الحلفاء والشركاء من “الاستفادة من شبكات مصادرهم البشرية” للعثور على معلومات إضافية عما حدث داخل المختبر.

وبينما تعيد الولايات المتحدة بناء مصادرها داخل الصين، فإنها لم تتعافَ بعد بشكل كامل من القضاء على شبكتها هناك قبل عقد من الزمان.

ونتيجة لذلك، فإن قيام الحلفاء بالضغط على مصادرهم لمعرفة ما حدث داخل معهد ووهان لعلوم الفيروسات يشكل “جزءاً محورياً من تحقيق أجهزة الاستخبارات تقدماً ملموساً على هذا الصعيد”.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن لـ”نيويورك تايمز” إن “التحقيق لم يصل بعد إلى طريق مسدود”، ولم يصف المسؤولون نوع التحليلات الحاسوبية التي يريدون إجرائها، وفقاً للصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة وأجهزة الاستخبارات، قولهم إن “العلماء معنيون بهذا العمل شأنهم شأن الجواسيس في محاولة الكشف عن كيفية انطلاق الجائحة”، لافتة إلى أن الإدارة “تعمل بجد على تطوير خبراتها العلمية في مجلس الاستخبارات الوطني”.

وقال مسؤولون رفيعو المستوى في أجهزة الاستخبارات الأميركية إن الأقسام العلمية التي تعمل على هذه القضية منذ شهور، “ستلعب دوراً حاسماً في إعادة تنشيط التحقيق بهذا الشأن”.

وقال المسؤول الكبير بالإدارة لـ”نيويورك تايمز”، إن “التحقيق الجديد سيستفيد أيضاً من المختبرات الوطنية والموارد العلمية الأخرى التابعة للحكومة الفيدرالية” التي لم تشارك في السابق في الجهود الاستخباراتية بشكل مباشر.