صواريخ المقاومة فضحت قبة إسرائيل الحديدية

22 مايو 2021
صواريخ المقاومة فضحت قبة إسرائيل الحديدية

وطنا اليوم –  جاء وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتجديد منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، مؤخرا، ليكشف وجود قصور في هذه القبة التي لم تتمكن من اعتراض نسبة لا يستهان بها من صواريخ المقاومة الفلسطينية التي سقطت بالفعل على أنحاء مختلفة من إسرائيل.

ولفت بايدن خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده في البيت الأبيض للإعلان عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إلى أن الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الصاروخية لحماس وغيرها.

وقال الرئيس الأمريكي إن رئيس وزراء إسرائيل، أعرب عن تقديره لنظام القبة الحديدية الذي طوره البلدان معا في إنقاذ حياة الآلاف، مشيرا إلى أنه أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي دعمه الكامل من أجل تجديد منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية بهدف تأمين الدفاع والأمن في المستقبل.

ولاشك أن الحديث بين الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية عن الحاجة لتجديد منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية بهدف الدفاع والتأمين والأمن في المستقبل، يعكس إدراكا من جانب الإدارتين للقصور الذي ظهر في المواجهات الأخيرة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وما حققته صواريخ المقاومة من تقدم نوعي بدا في القدرة على الوصول لكل أجزاء إسرائيل تقريبا.

وهذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها علامات استفهام حول القدرات الحقيقية لمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ وما تعانيه من قصور، حيث أثير الأمر قبيل المواجهات الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين عندما سقط صاروخ من الأراضي السورية بالقرب من مفاعل ديمونا الإسرائيلي.

ففي أعقاب ذلك، قال عضو الهيئة الرئاسية في البرلمان الإيراني، محسن دهنوي، إن الصاروخ الذي استهدف إسرائيل، وسقط بالقرب من مفاعل ديمونا النووي، هو صاروخ إيراني من الجيل القديم، مهددا إسرائيل بما وصفه بوابل من الصواريخ الإيرانية المتطورة.

وكتب دهنوي على «تويتر»: «القوة الواهية للقبة الحديدية الإسرائيلية تبددت بصاروخ إيراني واحد من الجيل القديم.. فماذا ستفعلون مع وابل من الصواريخ الإيرانية المتطورة؟»

في المقابل، يقول الجيش الإسرائيلي إن صواريخ القبة الحديدية اعترضت أكثر من 90٪ من الصواريخ المستهدفة في المواجهات الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وأنها لا تطارد كل صاروخ.

ووفقًا للبيانات الرسمية للجيش الإسرائيلي، دمر النظام أقل من نصف الصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقتها حماس والجهاد الإسلامي، بحسب تقرير لسي إن إن.

وحتى وقت متأخر من يوم الأحد الماضي، قال سلاح الجو الإسرائيلي إنه تم إطلاق حوالي 3100 صاروخ من غزة منذ بداية الصراع الأخير، في حين فشل حوالي 450 صاروخاً منها في اختراق أجواء إسرائيل. ومن بين الـ 2650 صاروخاً المتبقية، تم اعتراض حوالي 1210 صواريخ.

وبالنظر إلى الحجم الهائل للصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة، والتي تكون في كثير من الأحيان على شكل وابل كثيف، فإن القبة الحديدية، بحسب تقرير سي إن إن، تقرر أيها يشكل التهديد الأكبر للمناطق الحضرية والبنية التحتية، متجاهلة تلك التي يشير مسارها إلى احتمال ضرب مناطق غير مأهولة بالسكان أو أنها سوف تسقط في البحر.

ودخلت القبة الحديدية التي طورتها شركة أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة المحدودة الإسرائيلية والشركة الأمريكية رايثيون، حيز التشغيل قبل 10 سنوات.

وتتكون المنظومة من رادار لاكتشاف الصواريخ ونظام قيادة وتحكم يحلل البيانات التي يوفرها الرادار، وصواريخ الدفاع الجوي التي يتم توجيهها بعد ذلك للاعتراض، بينما يكلف كل صاروخ حوالي 40 ألف دولار، لذا فإن اعتراض 1200 صاروخ قادم هو اقتراح مكلف للغاية.

وفي حين أن الكثير من أنظمة الدفاع الجوي مصممة لمواجهة الصواريخ الباليستية، فإن القبة الحديدية تستهدف الصواريخ غير الموجهة التي تبقى على ارتفاعات منخفضة. وهذا النظام فعال حتى مدى 70 كيلومترا.

كما تمت ترقية القبة الحديدية مرارًا وتكرارًا لتكون قادرة على مواجهة تهديد قذائف الهاون، التي تبقى في الهواء لفترة أقصر بكثير من الصواريخ، ما يجعل اعتراضها أمراً صعباً.

ومؤخراً تمت ترقية النظام ليواجه خطر الطائرات بدون طيار وفقاً للجيش الإسرائيلي الذي قال في 13 مايو، إن النظام اعترض طائرة بدون طيار تابعة لحماس عبرت من قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية، وهي المرة الأولى التي يتم فيها اعتراض طائرة بدون طيار أثناء هذا الصراع.

ويعتبر المحللون العسكريون الإسرائيليون أن النظام نجح بشكل كبير في حماية المدنيين، لكنهم يرون أن القبة الحديدية مجرد عنصر واحد من بين عناصر استراتيجية عسكرية أوسع.

 لكن كل ما سبق لا ينفي أن القبة الحديدية فشلت بالفعل في التصدي لجانب من الصواريخ الفلسطينية كان كفيلا بشل كثير من مظاهر الحياة في إسرائيل، حيث تم إغلاق مطار بن جوريون الإسرائيلي أمام حركة الطيران، وتهاوت بورصة تل أبيب، وتضررت الحركة السياحية لإسرائيل إلى حد كبير، وتضررت معها معها بالتأكيد هيبة إسرائيل.