وجدانيات من زمن النكبة وحيطان المبكى

20 مايو 2021
وجدانيات من زمن النكبة وحيطان المبكى

 

بكر خازر المجالي

حتى لا نكون امام مسرحية جديدة باساليب جديدة وتهيئة الموقف لقادة جدد سيقفزون على ملف القضية ويرسمون لنا قضية جديدة وينسفون النكبة وسيصنعون لنا نكبة جديدة ،

وحتى لا يكون دم الشهداء اكثر من وقود لمحركاتهم الشرقية والغربية والشرق الاوسطية ، وحتى لا تكون اجسادهم اكثر من حجارة يعبدون فيها طرق تسلقهم وسبيل وصولهم الى رضا قادتهم الاعلين . وقد يستعيرون بعض حناجرهم ويتخذون من قبورهم اكثر من حائط مبكى جديد ،

ولكن من نافذة امل قبل ان تغلق اقول :

سنكون نحن الثابتون الذين يقرأون كتاب القضية كما هو في الخمسينات والستينات وقد نصطدم من يقرأ في سفر القضية في الالفينات وعشرين ، ولكن سنبقى نغني درجت على التراب وملء نفسي ، وساحمل روحي على راحتي ، وفلسطين داري ،ولا نعرف قبلة تحرير الا القدس ،وكل انظارنا نحو الغرب الفلسطيني ،ولا نعرف غربا غير الغرب الفلسطيني ولا شرقا غير الشرق الاردني ، ولكن نرى الان ان الجهات الاربعة قد اصبحت عشرة وأكثر ، وان الرأس الواحد قد تعددت رؤوسه وحجرات القلب تضاعفت ، واصبحت القضية تسافر بين الاوطان بلا مستقر ، وكثرت حقائبها الى اصبحت الاوراق فيها هي الاقل واوراق النقد هي الاكثر ..

فلسطين داري ، مثل الكرك وعجلون داري ، فلسطين مهوى فؤادي وما تغير الهوى تجاهها ، بل زادته الشهادة عطرا وعبقا وتاريخا ، وازداد العشق لارضها ولاهلها ولشهدائها الذين هم قرابين القضية التي لا نعرف مدى الصمود لحملة اجنداتها ، وهل سيكونون بمستوى صمود اطفالها؟؟ ،

لله درك فلسطين عروس القضية ، وقد تعدد العرسان ، يا نبض روح العروبة ، في زمن النكسة والردة ، فلسطين تبقين انت الوحيدة كما انت قبل النكبة والنكسة ، ومهرك تحتضنه ارضك ، من جيش الاردن ، ليس فقط جيش حرب فلسطين 48 بل جيش الناصر قلاوون ، وجيوش الكرك وغيرها ،ومجاهدو قبائل الاردن .

فلسطين انت داري وضميري وفيك ارى مستقبلي ونهضتي وحياتي ووجودي على صفحات الطهر البيضاء ، وبشعار واحد وقلب واحد،

ارض الوفاء والعناق ، والمحبة تسري بين الجبال ، وبنسائم من ريح الشهداء

الشهداء السفراء في الارض انتم الحياة لنا واكرمنا ،

ونحن نتغنى هنا

ونأمل ان يكون التاريخ حادينا ، والمعرفة والعلم دربنا ،

وان نكون لفلسطين عربا ليسوا على ابواب السفارات واروقتها ومن اصحاب العمولات والمخصصات ،وقد حان الوقت لأن يغلق الكثيرون دفاترهم ويذهبون للنوم ، فقد تعبت القضية من اسفارهم ،

فلسطين الطهر والنقاء ، سيبقى ثوبك يرفرف على جناحينا الغربي والشرقي ، وستكون العباءة الاردنية سترا وكبرياء وشموخا .