صحيفةمعاريف: المعركة مع حماس باغتتنا ولم غير مستعدّين

16 مايو 2021
صحيفةمعاريف: المعركة مع حماس باغتتنا ولم غير مستعدّين

وطنا اليوم –  نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية مقالاً للباحثة في المسلكية في عهد الديجيتال، ومركز هرتسيليا المتعدد المجالات ليراز مَرغَليت، قالت فيه إنه “إذا كان هناك كلمة واحدة تصف شعورنا في الأيام الأخيرة فهي “مفاجأة”. المعركة الدائرة في هذه الأيام باغتتناـ إذ إننا غير مستعدين، في موقفٍ هو الأقل راحة بالنسبة لنا”.

واضافت “بالضبط فيما بدأنا نعود إلى حياتنا (من كورونا)، وبدء التعافي، واستعادة روتين حياتنا الذي افتقدناه كثيراً في العام الأخير، تلقينا تحذيراً من واقع كنّا قد نسيناه”.

وقالت الكاتبة “منذ عصر يوم الاثنين، حماس لا تكف عن مفاجأة “إسرائيل”. القصف الصاروخي المكثف نحو غوش دان (الوسط وضمنه تل أبيب)، أتى كاستمرارية مباشرة للقصف نحو القدس. هذا دليل على اللامبالاة التي كنّا فيها، في الوقت الذي بنت فيه حماس والجهاد الإسلامي، في السنوات السبع الماضية منذ الجرف الصلب، قدرات عسكرية قادرة على ضرب صميم قلب “إسرائيل”: قلبها العاطفي، القدس العاصمة، وعاصمة الأعمال والتجارة التي لا تُقوّض “تل أبيب””.

واضافت “أحد الأسئلة التي أُثيرت في هذا الأسبوع كان كيف حصل أن باغتتنا حماس ونحن لسنا مستعدين. كيف حصل أن الجيش الإسرائيلي لم يعرف عن القدرات التي طوّرتها حماس في السنوات الأخيرة. لكن المعطيات الاستخبارية الجافة ليست هي التي ينبغي أن تقلقنا. المشكلة الأهم هي القدرة على استخلاص خلاصات من المعطيات وتقدير النوايا. من الممكن أن يزعم أحدٌ ما في الجيش الإسرائيلي، في شعبة الاستخبارات، أو في الشاباك، أننا علمنا بتعاظم حماس. قد لا تكون هذه مفاجأة، لكن قدرة الاستخبارات تُقاس في قدرتها على استخلاص تنبؤات من المعطيات، معطيات عن النفس الإنسانية بما يمكّننا من معرفة كيفية تصرّف أعداءنا في أوضاعٍ مختلفة”.

وتابعت “هذه كانت المشكلة في التصور في حرب يوم الغفران، وهذه هي المشكلة اليوم أيضاً. هذه المرة أيضاً، في المعركة الحالية، يبدو أن الجيش الإسرائيلي قدّر أنه على الرغم من تسلّح حماس في غزة، الردع لا يزال في مكانه، وهذا كان خطأ حاسماً في التقدير. ليس فقط أن حماس ليست مردوعة، إنها تؤسس مصداقية لم تصل إليها لغاية اليوم. من بدء العملية، كل تهديد من حماس تحقق بأكمله. في كل مرة كان فيه التقدير في “إسرائيل” أنهم “يقولون هراءً” – رأينا أنهم يفون بكلمتهم”.

وقالت “يبدو أن الجيش الإسرائيلي عمل وفق التصور بأنه كلما تحسّن وضع سكان غزة وخفّت ضائقتهم الاقتصادية والصحية، هكذا سيكون من الأصح لحماس الموافقة على ترتيبات وتهدئة طويلة الأمد مع “إسرائيل”. “إسرائيل” من جانبها معنية بإبقاء حماس حاكمة في غزة، ولذلك لدينا في الظاهر حالة ربح ربح. “إسرائيل” قدّرت أن خشية حماس الكبرى هي خسارة سلطتها في غزة. وفق هذا المنطق، حماس لديها مصلحة واضحة في التخفيف عن السكان والحفاظ على سلطتها”.

واضافت “لكن هذا المنطق في مكان والواقع في مكانٍ آخر، وهذا المنطق انهار كلياً في الأسبوع الأخير. الأمر الذي يظهر لنا، وليس لأول مرة، أن الفجوة بين المعطيات الموضوعية وبين تقديرات نفسية وتنبؤات حيال المسلكية البشرية هي فجوة مهمة. يبدو أن لحماس دوافع أخرى تحرّكها، وفقط أن “إسرائيل” لم تأخذها بالحسبان”.

وتابعت الكاتبة في مقالها “خطأ “إسرائيل” الثاني: إنها متأخرة أيضاً في الحرب على الوعي. في كل حرب هناك لعبة مزدوجة. هناك ما يجري على الأرض، وهناك ما يُسوّق للجمهور. لسببٍ ما، “إسرائيل” تتوانى في الرسائل التي تبثها. رسائل تؤثر بصورة مهمة على صياغة الرؤى والمواقف التي تُشكّل فيما خص المعركة الحالية. قسم الدفاع الأميركي يعرّف الحرب النفسية على أنها “استخدام مخطط للدعاية وعمليات نفسية إضافية، هدفها الأساسي التأثير على الآراء، المشاعر، العلاقة والمسلكية مع العدو، بطريقة تساعد في تحقيق هدفٍ وطني””.

وقالت “تعالوا لنقل أن شل غوش دان، و”تل أبيب” بوجهٍ خاص، لا يُعتبر حرباً نفسية ناجعة. رئيس الأركان أفيف كوخافي ألمح إلى ان غزة تدفع ثمناً باهظاً، لكن لسببٍ ما، مخططو الحملة في جانبنا يختارون عدم التركيز على الثمن الباهظ الذي يدفعه الطرف الثاني”.

واضافت “أساس الحرب النفسية هو فهم في قبال من أنت تعمل وأي وسائل عليك استخدامها من أجل التأثير عليه. في هذا، هذا لا يختلف عن حملة تسويق منتَج. كي تستهدف رسائلك الطرف الثاني بصورة دقيقة، عليك أن تفهم من هو جمهورك وما الذي يفعّله. هذه هي بالضبط الفكرة من وراء مفهوم “صورة انتصار””.