ماذا بعد….!؟

7 أكتوبر 2020
ماذا بعد….!؟

 

بقلم : أريج صافي

كلما تقدم به العمر كان يردد في نفسه غدا سوف تتحسن الأحوال ، يبتسم ويمضي قدما يصارع الحياة ، راضي عن نفسه ولكن لم يتردد لحظة في المضي نحو الأفضل حين كان يجلس على كرسيه الخشبي مساءا يتناول كأس الشاي ينظر من نافذته يراقب المارة يرتشف بعض الشاي يشعل سيجارته يأخذ نفسا عميقا يستفيق من خياله على صوت حفيده الذي تعلم الكلام حديثا يتشبث برجله يرفع يديه إليه ليحمله يطفئ سيجارته و يحمله يجعل من حجره مقعدا له يبتسم له و يحدثه

يا بني لقد كنت في عمرك يوما ما وكانت لي ام تجعل مني حبيب قلبها و وحيد حياتها تحملني و تقذفني إلى السماء كنت ابتسم لاني اعرف انها لن تجعلني أسقط ارضا و بعدها كبرت وذهبت للمدرسة وبدات امي تمارس معي كل انواع الحنان و القسوة لاتعلم و اكتسب كل المهارات و كان لي ذلك حتى وصلت للثانوية فحصلت على معدل عالي و دخلت كلية الطب راغبا اكملت دراستي و ذهبت للتخصص في دولة اوربية ذهبت لسنتين او ثلاث و لكن مرت ثلاثون سنة لم اشعر بها خطفت اجمل ايام عمري و حين عدت وجدت امي قد غادرت البيت لغير رجعة فما كان مني الا ان ازور قبرها الذي يجاور قبر ابي وجدت نفسي غريبا وحيدا فعدت من حيث اتيت لكن الحنين بداخلي بدا يضرب بقوة فعدت ادراجي برفقة زوجتي و أولادي مارست عملي كطبيب متخصص لكن لا اعلم لماذا فقدت اللذة في كل شيء ، لذة العمل و لذة النجاح ، لذة العائله و لذة الحياة

ربما استنفذت سنين عمري في مكان خاطيء

و أخذت سطوة الغربه مني الكثير

ربما أجهضت كل أحلامي هناك

و عدت هنا لا اصلح لانجاب الافكار

عقيم الروح وحيد الفكر يتيم الشعور متقوقع على ذاتي مستنفذ لمهاراتي

ابحث عن نفسي بين اثاث بيتنا القديم فلا اجدها

اقلب البوم صور قديم لعله يكون شاهدا على حدث ما فلا اجد

ازور اماكن قديمة و امشي تحت المطر و ابحث عن اصدقاء الطفوله لكن ما زالت نفسي تائهة في ملكوت هذه الدنيا .

 

ابتسم الطفل لجده الذي لم يفهم من كلامه شي فما كان منه الا ان طبع قبلة على خد جده ونزل مسرعا من حجره وعاد لالعابه يلهو بها .

 

عاد الرجل يرتشف الشاي و اشعل سيجارة اخرى يتابع المارة يستمع لضجيج السيارت و يشاهد فوضى الشارع لعله يستعيد نفسه .

عندها همس و ماذا بعد ؟؟

 

#خربشات_غربه