جذور قضية “حي الشيخ جراح” وردود الفعل العربية والدولية ومواقع التواصل الاجتماعي

7 مايو 2021
جذور قضية “حي الشيخ جراح” وردود الفعل العربية والدولية ومواقع التواصل الاجتماعي

وطنا اليوم –  تمتد جذور قضية حي الشيخ جراح إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما قررت الحكومة الأردنية بالتعاون مع الأونروا توطين وبناء وحدات سكنية ل28 عائلة لاجئة من أراضي عام 1948 بعد تهجيرهم قسرًا من الداخل المحتل وحدات سكنية مقابل التخلي عن حقوقهم كلاجئين.

وتعاقدت الأردن مع هذه العائلات على دفع إيجارات ل3 أعوان لتصبح المنازل بعدها ملكًا لهم، وانتهت عقود الإيجار عام 1959 لتصبح هذه العائلات مالكة لهذه العقارات.

وبعد احتلال القدس عام 1967، وضم الجزء الشرقي تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي توجهت لجان يهودية لدائرة الأراضي عام 1972 وسجلت ملكيتها لهذه الأراضي البالغة 18 دونمًا.

وذكرت جماعة “السلام الآن” الإسرائيلية أن مستوطنين قدّموا دعاوي إخلاء منازل الفلسطينيين، مدعين أنهم اشتروا الأرض بشكل قانوني من منظمتين يهوديتين

كيف ردت الحكومة الأردنية؟

أعلنت وزارة الخارجية الأردنية في 29 أبريل الماضي عن مصادقتها على 14 اتفاقية وتسليمها لأهالي حي الشيخ جراح في القدس الشرقية عبر وزارة الخارجية الفلسطينية. وهي وثائق جديدة تضاف إلى مجموعة من وثائق سابقة كانت قد سلمتها أيضا للجانب الفلسطيني، تدعم تثبيت حقوق أهالي الحي بأراضيهم وممتلكاتهم. وتوضح أنها تعهدت بموجب الاتفاقيات أن يتم تفويض وتسجيل ملكية الوحدات السكنية بأسمائهم، ولكن نتيجة لحرب 67 فإن عملية التفويض وتسجيل الملكية لم تتم.

وأشارت وزارة الخارجية الأردنية إلى أنها زودت في وقت سابق، الجانب الفلسطيني بكافة الوثائق المتوفرة لديها والتي يمكن أن تساعد المقدسيين على الحفاظ على حقوقهم كاملة، من عقود إيجار وكشوفات بأسماء المستفيدين ومراسلات، إضافة إلى نسخة من الاتفاقية عقدت مع الأونروا عام 1954.

تُنصب موائد رمضانية للإفطار في حي الشيخ جراح تضامنًا مع الأهالي المهددين بالإخلاء، إلا أن هذه الموائد يتم تكسيرها من قبل المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال ليستمر الفلسطينييون بعدها بالمواجهات وهم صائمون.

وتتواصل الاحتجاجات في حي الشيخ جراح من أهالي الحي والمتضامنين منذ أكثر من 10 أيام، فيجتمع الجميع ويرددون الهتافات الوطنية والأغاني الشعبية.

ويتدخل الجنود في محاولة لتفريق الفلسطينيين باستخدام الخيالة وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والمياه العادمة، في نفس الوقت الذي يردد فيه المستوطنون هتافات عنصرية ضد العرب والفلسطينيين.

وسجلت هذه الأيام ارتفاعًا في عدد الإصابات بسبب المواجهات من حالات اختناق ورصاص مطاطي وضرب وقمع وتكسير، كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددًا من الشبان المشاركين في الاحتجاجات.

مواقع التواصل الاجتماعي ساحة جديدة للنضال

أطلق مجموعة من الشباب الفلسطينيين مبادرات شبابية لدعم قضية حي الشيخ جراح على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف إيصال الحقيقة للمجتمع العربي والدُولي وزيادة التفاعل مع القضية.

فضح مباشر لجرائم الاحتلال على أنستجرام

لجأ العديد من أهالي الحي والمتضامنين معهم إلى خاصية البث المباشر على أنستجرام، لنقل الأحداث أولًا بأول بالصوت والصورة.

واعتمد الشباب على فتح بث مباشر مشترك مع مؤثرين على أنستجرام ممن لديهم أعدادًا كبيرة من المتابعين بهدف الوصول إلى شريحة أكبر من المشاهدين والحصول على دعم أكبر.

واشتهر باستخدام هذه الخاصية الشابة منى الكرد، وهي من أهالي حي الشيخ جراح المهددين بإخلاء منازلهم. وحوّلت منى صفحتها على أنستجرام لمنصة إعلامية تنشر من خلالها قضية حي الشيخ جراح وتبث بشكل حي ومباشر الاشتباكات اليومية ومعلومات توثق الحدث.

وسجلت الكرد من خلال حسابها جرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال اعتداءه على الشبان المتضامنين وأهالي الحي ومنازل الحي، وفي المقابل يحمي المستوطنين في اعتداءاتهم على الفلسطينيين.

وتستخدم الكرد حسابها للدعوة إلى التضامن مع أهالي حي الشيخ جراح.

كما وينشر أخوها محمد الكرد، والذي اعتُقل من جنود الاحتلال قبل ثلاثة أيام، على أنستجرام الأحداث باللغة الإنجليزية.

 هاشتاق #أنقذواالشيخ جراح

انتشر هاشتاق #أنقذوا_الشيخ _جراح باللغة العربية والإنجليزية على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء الأحداث الجديدة في حي الشيخ جراح.

ونشر النشطاء والمتضامنون لقضية حي الشيخ جراح معلومات عن القضية وبدايتها وسببها، بهدف التوعية بالقضية والحصول على الدعم.

كما وشارك المتضامنون فيديوهات وصور توثق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وتعديهم على أهالي حي الشيخ جراح والمتضامنين معهم.

إغلاق لعشرات الحسابات المتضامنة مع حي الشيخ جراح على تويتر وفيسبوك

كشف مركز فلسطيني أمس الخميس أن إدارة منصة تويتر للتواصل الاجتماعي أغلقت عشرات الحسابات التي نشرت أو تعاطفت مع سكان حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة جراء أحداث القمع والاعتقال التي يتعرضون لها منذ أيام.

كما أغلقت فيسبوك 30 حسابًا لناشطين بقضية الشيخ جراح.

ويُعتبر إغلاق حسابات النشطاء تواطء من إدارة هذه المواقع مع سياسية الاحتلال الإسرائيلي وقمعٌ للحريات.

تحذير فلسطيني.. سيدفع الاحتلال الثمن غاليًا

حذّر محمد الضيف، قائد هيئة أركان كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين أنه “إن لم يتوقف العدوان على أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، في الحال، فإن كتائب القسام لن تقف مكتوفة الأيدي، وسيدفع الاحتلال الثمن غاليا”.

وأكد الضيف أن قيادة المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام تراقب ما يحدث في القدس من كثب، موجّهًا التحية إلى أهالي حي الشيخ جراح.

ومن جهتها، حذرت حركة الجهاد الإسلامي الاحتلال الإسرائيلي من رد لا يتوقعه إذا لم يتراجع عن قراراته واستمرار اعتداءاته بحق أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.

ودعت الحركة الجماهير الفلسطينية في القدس المحتلة إلى التصدي بكل قوة لمخططات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى في 28 رمضان.

كما حذرت الجبهة الشعبية من عواقب اقتحام المتطرفين اليهود المسجد الأقصى، وإصرار الاحتلال على طرد مئات السكان المقدسيين من حي الشيخ جراح.

ووقّعت 14 نقابة ومنظمة من المجتمع المدني في بريطانيا بيانا تطالب فيه الحكومة البريطانية باتخاذ إجراءات بشأن التطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة.

وأدانت المنظمات الموقعة على البيان إجلاء إسرائيل غير القانوني للعائلات الفلسطينية وتسليم منازلها لمستوطنين.

وأشارت المنظمات إلى ما وصفته بالتلاعب الديمغرافي والتطهير العرقي من جانب إسرائيل، مستشهدة بما يحدث في حي الشيخ جراح.

ومن بين الموقعين على البيان الاتحاد الوطني لعمال النقل، والاتحاد الوطني للمعلمين، ومنظمة حملة التضامن مع فلسطين، ومنظمة يهود من أجل العدالة للفلسطينيين، ومنظمة “أوقفوا الحرب”، إضافة إلى منظمة اللجنة الإسرائيلية ضد تدمير المنازل.

تحركات فلسطينية دُولية

تجري فلسطين تحركات مكثفة في الأمم المتحدة، في محاولة منها لمنع استيلاء مستوطنين إسرائيليين على منازل فلسطينية بحي الشيخ جراح.

وأعلنت فلسطين إحالة ملف البيوت الفلسطينية المهددة بمصادرة المستوطنين لها في حي الشيخ جراح، إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم، عبر صفحته الرسمية بفيسبوك، إن ملف البيوت المستهدفة بالاستيلاء عليها في الشيخ جراح أحيل إلى محكمة الجنايات الدولية باعتبار ذلك جريمة حرب وفق ميثاق روما، ومخالفة صريحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وعقد مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور اليوم الخميس اجتماعين طارئين مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن للشهر الحالي تشانغ جيون، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

ردود فعل دُولية

– الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بضبط النفس

طالبت الأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي بالتزام أقصى درجات ضبط النفس في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، وذلك على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت ضد محاولات الاحتلال إجلاء عائلات مقدسية من منازلها لصالح المستوطنين.

وأعربت الأمم المتحدة -في بيان للمنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند- عن قلقها من تصاعد التوترات والعنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.

ودعا وينسلاند القادة السياسيين والدينيين والمجتمع الأهلي من كلا الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) إلى الوقوف بحزم ضد العنف والتحريض، مشيرا إلى أنه إذا لم يتم التعامل مع الوضع فقد يخرج عن السيطرة.

 الاتحاد الأوروبي يدعو الاحتلال للتخلي عن القرار

دعا الاتحاد الأوروبي، الاحتلال إلى التخلي عن قراره بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وجاء ذلك بحسب بيان صادر عن مكتب جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية والسياسة الأمنية، تعليقا على اعتزام إسرائيل توسيع مستوطناتها، فضلا عن التطورات بالقدس الشرقية.

وأوضح البيان أن “زيادة تدمير المباني الفلسطينية وإجلاء الفلسطينيين في القدس الشرقية واحتمال هدم منازل جديدة، أمور تبعث على القلق”. واستطرد مؤكدا أن “مثل هذه الأعمال أحادية الجانب غير قانونية في القانون الإنساني الدولي ولن تؤدي إلا إلى زيادة التوتر على الأرض. ويجب على السلطات الإسرائيلية وقف هذه الأنشطة وإصدار التصاريح المناسبة لتنمية المجتمعات الفلسطينية”.

الحزب الحاكم في تركيا يدين وبشدة

أدان حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، مساعي الاحتلال الإسرائيلي للاستيلاء على منازل حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة. وكتب المتحدث باسم العدالة والتنمية عمر اتشليك في تغريدات على حسابه في “تويتر” قائلا: “إسرائيل تسرق منازل الفلسطينيين مرة أخرى، وفي رمضان تقوم بتسريع احتلالها”. وشدد على إدانة بلاده للاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدا وقوفها إلى جانب الفلسطينيين “أمام هذه السرقة والاحتلال والظلم”. وتابع: “يضعون أيديهم على منازل الناس، ويأتون إلى هذه المنازل ويقولون لأصحابها “هذه ليست لكم بعد الآن”. ويخرجونهم بالقوة، ثم يعطون هذا المنزل لشخص آخر”.

الجامعة العربية: “التهجير القسري جريمة مكتملة الأركان”

قالت الجامعة العربية، أمس الخميس، إن التهجير القسري لسكان حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، يُمثل جريمة مكتملة الأركان.

جاء ذلك وفق بيان للجامعة، بالتزامن مع تهديد القوات الإسرائيلية لعدد من العائلات المقدسية بحي الشيخ جراح، بإخلاء منازلها لصالح جمعيات استيطانية.

وطالبت الجامعة العربية المجتمع الدولي بالتدخل لمنع هذه الإجراءات التي تنتهك أبسط حقوق الفلسطينيين، وتُرسخ نظاماً للفصل العنصري في الأراضي المحتلة.

وأضافت أن “تصاعد سياسات التهويد و الاستيطان و التهجير قد تؤدي إلى إشعال الموقف في الأراضي المحتلة، خاصة في القدس، على نحو لا يمكن تصوره أو التنبؤ به”.

ودعت الجامعة العربية، “المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على “إسرائيل”، لمنع التهجير القسري لسكان الشيخ جراح، قبل أن ينزلق الموقف إلى مزيد من التصعيد”، حسب البيان

الأزهر الشريف يدين بأشد العبارات

أدان الأزهر الشريف بأشد العبارات “إرهاب الكيان الصهيوني وانتهاكاته الغاشمة في حق أهالي حي الشيخ جراح بالقدس”.

وأكد الأزهر تضامنه الكامل مع أهالي حي الشيخ جراح والشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد استبداد الكيان الصهيوني ومخططاته الاستيطانية، داعيا العالم أجمع لإدانة هذه الأفعال الهمجية، والوقوف في وجه الكيان الصهيوني الغاشم، ومناصرة الشعب الفلسطيني صاحب الحق والأرض والقضية العادلة.