انقذوا ما تبقى منا

6 مايو 2021
انقذوا ما تبقى منا

بقلم :  سيمياء إبراهيم 

ربما لست بموقع إداري أو بمنصب يجعل كلامي يبدو منطقيا لكم، ولكني أحدثكم من بين جمهرة من الطلاب و من مكاني كطالب قضى في التعليم سنينا طويلة و عاشر مرحلة مخضرمة ما بين لعب الأتاري على التلفزيون و حضور مسلسل الجدة “حسنى حسنة” و بقفزة غريبة دخل عالم الثورة التكنولوجية الرابعة…

في الآونة الأخيرة ارتفعت معدلات البطالة لدى جيل الشباب فلم يعد طابور ديوان الخدمة المدنية مجديا كما في السابق ليس لخلل فيه و إنما لأن التوقيت و الزمن قد تغيرا و آن أوان تغيير المفاهيم و قبول الواقع الجديد و حلول التكنولوجيا في عالمنا، لن أقول لكم علينا جميعا أن نصبح مبرمجين و مصممين و غيرها و ليس علينا أن نتخلى عن طموحاتنا ولكن أمامنا عائق اجتماعي كبير علينا تفكيك أواصره و تغييره لدى عقول شبابنا لنخرج من مفهوم “مشان الله وظيفة” إلى مفهوم لدي عملي الخاص أو مهاراتي تواكب العصر الحديث و بإمكاني إيجاد الفرص بسهولة.

بنظري المتواضع و تجربتي البسيطة لا يوجد تخصص راكد و تخصص مشبع بل علينا تغيير أسلوب المناهج تماما لتواكب موجة الثورة التكنولوجية الرابعة و تصنع من جيلنا جيلا مؤهلا بكل معنى الكلمة لكل جديد مسلّح بما تقتضيه المرحلة، ربما لو نظرنا لعبارة “مهندس و بشتغل أوبر” أو “معي دكتوراة و فش شغل” لوجدنا بأن الكثير من المهندسين مثلا أو حملة الشهادات العليا ممن غيروا نظرتهم للعمل و انفتحوا على الأنترنت لتعلم مهارات عصرية و دمجوها مع تخصصاتهم عندها أصبحوا بوظيفة كما يحلمون لوجدنا كلمة السر تقول ادخلوا التكنولوجيا في كل أمر يوجد طريقة ما لتطبيق ذلك في جميع المجالات…

بنظري ليس على الطبيب ان يتخلى عن حلمه حتى يواكب الزمن و يذهب لتخصصات الذكاء الاصطناعي فقط بل عليه أن يدرس الطب المطّعم بكل تكنولوجيا طبية تؤهله أن يبتكر ويبرمج كل ما هو طبي و كذلك المهندس و كذلك حملة الشهادات من كليات العلوم الإنسانية و الآداب و اللغات و العلوم التربوية، ربما بعضنا ينظر للتطور بأنه خروج عن العادات وهذا كارثي يمنعنا من التقدم و المضي تجاه تطوير عقولنا و أوطاننا..

رسالتي ببساطة أن علينا إعادة النظر فيما نطرحه في التعليم و التعلم و عدم فصل مادة الحاسوب و الذكاء الاصطناعي عن التخصصات بل إيجاد طرق ذكية خاصة تجعل من التخصصات كافة العلمية و الإنسانية تخصصات حيوية مسلّحة تخدم الزمان و المكان و الحقبة الحالية.. فلن يستقيم أن نتسلق الجبال و الموج عالٍ بل وجب السباحة و الغوص حينها…لن نحل مشكلة البطالة من خلال توفير الوظائف بل من خلال رفد القرى و المدن بمراكز التعلم للذكاء الاصطناعي و غيره و ابراز قيمة العلوم الإنسانية و الاجتماعية..