“اوكوزيون” السياسة والاعلام

3 مايو 2021
“اوكوزيون” السياسة والاعلام

كتب: اطراد المجالي
يعتقد البعض ان التخفيض والاستقطاب والتسويق فقط للمنتجات والسلع في حال رواجها او عدمه، فهذا ليس بصحيحا، فالتخفيض والاستقطاب ايضا برؤوس المنتقدين او رافعي السقوف او اولئك ” المشمشمين” للاخبار ونشرها والتسلق بها، او الباحثين الذين لا يعرفون شيئا في البحث الا النقد لاجل النقد.
دائما احمدالله اني كنت من اولئك الذين درسوا الاعلام والسياسة وعملت في مجال التشغيل والتوظيف والجودة بشكل مؤسسي ولم ادخل الى ذلك الجسم السياسي الاعلامي الذي يرتضي ان يعرض فيه البعض احيانا ضمن نظام” الاكوزيون” بل نظام المزايدة، لمن يدفع اكثر او من يقدم اكثر لمقتنصي الفرص وضاربي الطبول، حيث لا مكان لكفؤ او وازن. فتعظم فيه معنى ” كلمة حق اريد بها باطل”.
فاحيانا – مع تقديرنا للوازنين – يقوم احدهم بتشويه قطاع ما او شخص معين ودون قيود ويرى البسطاء ضالتهم به بالايمان بانه الوطني المعارض ،ويبدأ الجميع بالتصفيق لذلك البطل المطالب بالحقوق، ولا يرون انه لا اكثر من عرض في “اكوزيون”، لمع نفسه جيدا وتجهز ، فتتلاقفه الاتصالات من هنا وهناك، وحسب الفائدة يبدأ بكل حياكة وذكاء بتخفيض السقف او الاعتذار للتسرع او زيادة السقف، فكل له سعره. وعلى علو السقف تاتي الفائدة اما مالا او عطاء او منصبا.
ولاننا كل يوم بالقرب من اجسام السياسة والاعلام، فلدينا لا نقول المئات بل الالاف من القصص الموثقة، فكم اتلف مشروعا قد يشغل الناس افشله عصبة كان اكبر طموحا منصبا او بعض دراهم، وكم من قطاع تم تدميره حاربته عصبة باحثة عن عقد او عطاء او “كومسيون” ، ولن احدثكم عن اكوزيون “الكلاسين” فهذا موضوع اخر ، فصدقا بدأنا نشعر بالقرف من الجهتين، تلك الجهة المشترية وتلك السلع الرخيصة، فالقصص تتوالى يوميا دون توقف، ونقول قد يكون هذا جزءا من الفساد ايضا، ام انه يعد ضمن معادلة اخرى، كل شيء جائز.
فوالله ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن اخلاق الرجال تضيق، مهاجرين مهاجرين، وسنتركها لكم واكوزيوناتكم. وشكرا لحامل الطبلة.