شذرات عجلونية (23)

11 أبريل 2021
شذرات عجلونية (23)

الدكتور: علي منعم القضاة

 

ألا حيّها عجلون من بُرْدَةِ الهوى                   أسامرها بدراً؛ فترسمني شمســا

 القراء الأعزاء أسعد الله أوقاتكم بكل الخير، حيث كُنتُم، وحيث بِنتُم، أعود معكم من جديد بـ(شذراتي العجلونية)، نتذاكر في كل شذرة منها فكرة في شأن ذي شأن، ننطلق من عجلون العنب والذهب، عجلون الحب والعتب، لنطوف العالم بشذراتنا، راجياً أن تروق لكم.

جهازنا العصبي أصابه الخلل

يزعم خبراء الإعلام، أنه الجهاز العصبي المركزي في المجتمع، الذي يوجه بقية مؤسسات البناء، التي لا يمكن لها جميعها أن تتواصل، وتتفاعل وتقوم بواجباتها كما ينبغي لها أن تكون دون، استخدام وسائل الاتصال، أو أحد مستوياته، فالإعلام هو الخيط الذي نحبك به نسيج المجتمع.

ولكن الناظر في إعلامنا الأردني من خلال مجريات الأحداث، يعلم علم اليقين أنه إعلام أصابه الخلل، وفقد بوصلته، بل إنه مصاب بصدمة عصبية، ولوثة نفسية من غرابة التصريحات، العالم مشغولٌ بنا، ونحن مشغولون بالقطايف.

لا أخلاقيات للمهنة

تجاوز بعض الكتاب كل معاني الصدق، والأمانة، والموضوعية، وكل الحدود المقبولة في تناولهم لمجريات الأحداث؛ أنا شخصياً استخدم بحقهم ومنذ ما يزيد عن عشرين عاماً في كتاباتي مصطلح “كُتّاب التدخل السريع” وهم الذين يكتبون في كل الاتجاهات، وفي كل المتناقضات بالحماس نفسه، والسرعة نفسها، مما يكل خرقاً لكل مواثيق الشرف الأخلاقية ومهنة الصحافة، وأكرر قولي لهم بأن نسيج المجتمع لا يُحبك بخيط عَفِنْ. وأن المشكلة في كثير من الذين يكتبون ويكذبون، يعلمون أنهم يكذبون ويعلمون أن المجتمع يعلم بأنهم كاذبون!!

أما آن لكم أن ترتقوا

عم الفساد بلادي، ونخرت أوصاله أمراض الترهل الإداري، والفساد المالي، وبلغ السيل الزبى، بينما وسائل إعلامنا، دون استثناء تستضيف شخصيات ليس في تحليلاتها روح، ولا في تصريحاتها معنى، ولا في نقاشاتها فائدة، وليس فيهم من يتقي الله ويشير إلى مواطن الخلل، فهم يقدمون صوراً سلبية عن بلادي الزاخرة بالعلماء والعظماء والحكماء والشرفاء؛ ولعلي لا أبالغ حين أقول أن الإعلام هو المؤسسة الاجتماعية الأولى في بنائنا الاجتماعي التي يجب أن يطالها التغيير الجذري، فحريتنا سقفها السماء، لماذا نذهب إلى القيعان، والوديان، ونختبئ في الكهوف، شمس الحقيقة بادية، في كل روض وبادية، انهضوا من سباتكم أيها الغافلون المغفلون، وارتقوا إلى مستوى الحدث، فقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.