أولويات المسلم في شهر رمضان المبارك

10 أبريل 2021
أولويات المسلم في شهر رمضان المبارك

الدكتور صالح نصيرات

شهر رمضان موسم روحي له أبعاده الاجتماعية والاقتصادية. وللمسلم أولويات للإفادة من هذا الشهر، وتحويله من شهر التكاسل والاهتمام بالطعام و الشراب إلى شهر العمل المثمر. أولى أولويات المسلم هو أن يدرك المؤمن أن العبادة في ديننا ليست مقتصرة على الطقوس والشعائر، وإن كانت مهمة ولابد منها. فالصلاة وقراءة القرآن الكريم والذكر والابتعاد عما يجرح الصيام أو يذهب الأجر ضروري حتى يستفيد المؤمن من هذا الشهر. ولكن العبادة تغطي مناشط الحياة كلها.
الأولوية الثانية تتعلق بأسرته الصغيرة حتى يصل الأبوان بأولادهم إلى مستوى عال من الروحانية والعمل الإيجابي الذي يثمر إنسانا صالحا مصلحا، محبا لله ولرسوله، ومحبا للخير والناس. وذلك بغرس مفاهيم التكافل والرقابة الذاتية والضمير و الوازع الأخلاقي. ولايكون ذلك إلا بتفهم الأبناء وخصوصياتهم، وما يحتاجون إليه من رفق وثقة واحترام. فلا يمكن أن يكون التأثير عظيما بالعنف و التعنيف واستخدام لغة تتنافى مع طبيعة المسلم. ولكن ذلك لايعني بحال التهاون أو التغاضي عن التهاون في الطاعات والعبادات. وليكن للجميع جلسة يومية لقراءة القرآن و التفاكر والتعاون على العمل الصالح، والصلاة جماعة. كما أن من المهم غرس قيم القناعة وعدم الإسراف و التبذير وتقديم العون للأم والأخوات في كل ما يحتجن. والأب هو القدوة في ذلك.
الأولوية الثالثة هي المجتمع القريب من الارحام و الأقارب والجيران بتعهدهم وتقديم ما يستطيع للمحتاجين منهم من بر وصلة ونفقة.
والأولوية الرابعة هي المجتمع الكبير، بالابتعاد عما يؤذي الآخرين، بكظم الغيظ والعفو عن المسيء، و النصح برفق وبأحسن الأساليب. إضافة إلى مد يد العون للمحتاج ليكون الشهر شهر محبة وتعاون وتكافل يفيض فيه العامل بعلمه على الناس، الغني بماله على الفقراء، ويجود ذو الخلق الحسن بأخلاقه على المسيء. والا يستغل الموظف رمضان بعدم القيام بواجباته في وظيفته
بحجة الجوع أو التعب او العبادات غير الفرائض فهذه خيانة لله ولرسوله وللمحتمع
اسأل الله سبحانه أن يجعلنا من الموفقين في هذا الشهر، وأن يبارك لنا فيه وأن يجعله شهر رحمة وبركة ونصر وعزة.