هل تعرف كيف يمكن أن تحارب مواقع التواصل؟

25 مارس 2021
هل تعرف كيف يمكن أن تحارب مواقع التواصل؟

بقلم سيمياء ابراهيم

لربما كثرت الأمور السلبية المنتشرة في الأنترنت في الآونة الأخيرة وتكاثر المحتوى غير المرغوب به ثقافيا وتقليديا وبدأ المحافظون من الناس يطالبون بإغلاق منصات التواصل ومحاربتها أو منع أبنائهم عنها، ستتعجب لو قلت لك بأن ذلك خاطئ وبأنك تعالج الأعراض لا الأمراض اسمح الي أيها القارئ بأن أقول لك بأنك كمن يمتنع عن النظر من النافذة لأنه قد وجد ما لا يسرّه أو كمن توقف عن الكتابة عندما جرحه القلم صدفة، لماذا لا نحاول التمعن والتفكير بطريقة مختلفة؟ مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت دكانة للبعض ومتجرا للآخر وقناة تعليمية وسينما ترفيهية لم تعد الحياة كما السابق.

إنك كمن يخاف الموج فيغرق بدلا من أن يتعلم السباحة فينجو، ليس الانترنت وحده الممتلئ بذلك الكم من السلبية بل لو تمعنت حولك في الشارع والحياة اليومية ستجد ما لا يتوافق ونمط حياتك من لباس أو تصرف أو سلوكيات لا تتوافق والمجتمع فهل ستمتنع من الخروج من بيتك لأنك وجدت أحدهم يفعل أمرا لا يعجبك؟ الجواب بالتأكيد لا بل ستخرج مرة أخرى ولك حرية تجنب أي مكان لا تحبه أو لا يعجبك ولك أحيانا أن تغض البصر وغالبا ستكون قدوة وتؤثر بالكثيرين دون علمك لمجرد أنك ساعدت أحدهم.

إن ما يحدث في الانترنت هو أمر طبيعي إذ إن الحياة اليوم تحولت فجأة بسبب جائحة كورونا نحو الأتمتة و نحو مواقع التواصل الاجتماعي فكل ما كنت تراه في الشارع من تجمعات أصبح بقروبات فيسبوك و تيك توك و تيليغرام و غيرها فمن الطبيعي جدا أن ترى الكثير و القليل و تعتقد بأن الانترنت يزخر بما هو غير مفيد.

ولكن هل تعلم بأنك مسؤول عن نشر المحتوى الضار؟ لمجرد سكوتك وتوقفك فقد قمت بالمساهمة بنشر المحتوى الضار وأخليت له الساحة تماما، فلو قمت بنشر محتوى خاص بك مهما بدا متواضعا فقد أسهمت في التغطية التامة على ذلك المحتوى الذي يسود الأنترنت ويشكل خطرا على أبناء وتذكر بأنك لن تستطيع إيقاف موج التكنولوجيا ومواقع التواصل الذي اجتاح العالم وأصبح مصدر أرزاق حتى لأبسط الأعمال البيتية دعونا نغير النهج…