إدارة بايدن تدافع عن نفسها في أول أزمة كبرى تواجهها

22 مارس 2021
إدارة بايدن تدافع عن نفسها في أول أزمة كبرى تواجهها

وطنا اليوم:سعت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأحد 21 مارس/آذار 2021، إلى الطمأنة بشأن طريقة تعاطيها مع أوّل أزمة كبرى تُواجهها الرئاسة، المتّهمة بالسماح بتدفّق آلاف المهاجرين، مشدّدةً على أنّ “الحدود مغلقة”.
كان بايدن قد انتُخب بعد التعهد بطي صفحة جائحة كوفيد-19، ومعالجة الركود الاقتصادي الناجم عنها، لكن بعد شهرين فقط على تولّيه السلطة، اتّهمه الجمهوريّون، وبعض الديمقراطيين أيضاً، بأنّه أوحى بحرّية تجاوز الحدود مع المكسيك، وتورّط الآن في أزمة هجرة، وهو ما يرفض الاعتراف به.
الرئيس الأمريكي أعرب عن نيّته، أمس الأحد، التوجّه إلى الحدود المكسيكيّة، مشيراً إلى أنّ إدارته ستُشدّد على رسالته التي تُطالب المهاجرين بعدم محاولة الوصول إلى الولايات المتحدة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
في حديثه للصحفيين، قال بايدن: “سنفعل ذلك ونتأكّد من أننا سنُعيد ما كان معمولاً به في السابق، ألا وهو أنّه يمكن (للمهاجرين) البقاء في بيوتهم والتقدّم بطلبهم من بلدانهم الأصليّة”.
من جهته، أصدر الرئيس السابق دونالد ترامب بياناً اعتبر فيه أنّ سياساته الحدوديّة كانت ناجحة، وهاجم بايدن، وقال إن “كلّ ما كان عليهم فعله هو إبقاء هذا النظام الذي يعمل بسلاسة (..)”، مضيفاً: “بدلاً من ذلك، وفي غضون أسابيع قليلة فقط، حوّلت إدارة بايدن انتصاراً وطنيّاً إلى كارثة وطنيّة”.
من جانبه، قال وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، أمس الأحد: “نحن نطرد العائلات، ونطرد الكبار القادمين بمفردهم”، مكرّراً على أثير أربع محطات تلفزيونيّة أمريكية رسالة مفادها أنّ “الحدود مغلقة”.
كان الوزير وهو أوّل أمريكي من أصل لاتيني يتولّى هذا المنصب، قد أقرّ في منتصف شهر آذار/مارس الماضي بأنّه من المتوقّع حدوث تدفّق غير مسبوق للمهاجرين، هو الأعلى منذ 20 عاماً على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
كما تعرّض لانتقادات بعد مناشدته المهاجرين من أمريكا الوسطى عدم القدوم إلى الولايات المتحدة “في الوقت الحالي”، من أجل منح إدارة بايدن الوقت اللازم لكي “يعيد بناء” نظام الهجرة الذي “فكّكه” ترامب.

آلاف الأطفال في العزل
كذلك استنكر النواب الديمقراطيون من هذه الولاية الحدودية رسالة الحكومة، وأكد العديد من المهاجرين أن ما شجعهم يعود بشكل ما إلى وعد بايدن بانتهاج سياسة أكثر “إنسانية”.
لذلك تحاول إدارة بايدن تصويب رسالتها مع تجنب الحديث عن “أزمة” والتطرق فقط إلى “مشكلات على الحدود”.
كان بايدن قد توجه الأسبوع الماضي إلى المرشحين للهجرة، قائلاً: “أستطيع أن أقول بوضوح: لا تأتوا”.
لكن وبغض النظر عن تدفق المهاجرين، فإن ما يثير الجدال هو مصير الأطفال المفصولين عن عائلاتهم، حيث تعهد بايدن بمحو “العار الأخلاقي والوطني” الذي ورثه عن سلفه، أي فصل آلاف العائلات المهاجرة التي لم يتم لمّ شملها بعد.
إلا أنه في حين لم يعد الأطفال يُفصلون عن والديهم، تواجه الولايات المتحدة مشكلة قدوم عدد كبير من القُصر غير المصحوبين من ذويهم، وتجد صعوبة في توضيح سبل الاعتناء بهم.
في هذا الصدد، أكد مايوركاس على قناة “سي إن إن” التلفزيونية أن إدارة بايدن اتخذت قراراً “بعدم طرد الأطفال المعرضين للخطر”، ولم ينف الوزير وجود 5200 طفل محتجزين حالياً في مراكز للراشدين على الحدود، وهو رقم يتجاوز بكثير الذروة المسجلة في ظل ولاية ترامب.

ظروف صعبة
من جهته، قال السناتور الديمقراطي كريس مورفي، يوم الجمعة الفائت، بعد أن زار أحد المراكز المثيرة للجدل، إن “مئات الأطفال” “كانوا محشورين في غرف كبيرة مفتوحة”.
كتب في تغريدة “اضطررت إلى حبس دموعي عندما شرعت فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً بالبكاء بشكل لا يحتمل”، فيما “كانت تشرح مدى خوفها عندما انفصلت عن جدتها وفي غياب والديها”، الموجودين في الولايات المتحدة.
وعلى قناة Fox News المحافظة وعلى شبكة “سي إن إن” القريبة من الديمقراطيين كذلك، تم استجواب الوزير مايوركاس أيضاً حول عدم السماح للإعلام بالوصول إلى المراكز الحدودية التي يوجد فيها هؤلاء الأطفال.
الصحفية دانا باش التي تعمل مع “سي إن إن” قالت إنه “في ظل رئاسة ترامب، تم السماح للصحفيين بدخول هذه المراكز”. وعزا مايوركاس سبب فرض تلك القيود إلى جائحة كورونا.