معركة الكرامة تقهر الصلف والغرور والمد الاسود 

21 مارس 2021
معركة الكرامة تقهر الصلف والغرور والمد الاسود 

 

اللواء م. عوده ارشيد الشديفات

نترحم على شهدائها وقائدها الحسين الذي خلد نصرها وتضحيات رجالها بصوته وهيبته وحضوره وشجاعته ، ونستذكر بطولات رجالها و صبر الامهات والثقة بالنصر وكبرياء الجندي الاردني الذي لا يقبل الذل والعار والهزيمه ، وانما كان شعاره المنيه ولا الدنية .

لقد استغل العدو الاسرائيلي المتغطرس ما حققه في حرب عام 1967 وحاول ان يستثمر ذلك بنشر الخوف والفوضى وتحطيم الروح المعنويه لدى الاردنيين ، واشاع بان اهدافه تتمثل بالقضاء على جيوب المقاومه التي لم تكن تمتلك من السلاح الا السلاح الفردي الذي لا يهدد العدو ويمكن وقفه بغارات محدوده او انزال مظلي مثل ما تعودت الحركات الصهيونيه على ذلك والتي لاتستطيع المواجهه كحرب جيش لجيش وانما كان سلاحها الرئيسي هو الطيران والغارات السريعه على الاهداف التي تدعي انها تشكل تحديا لأمنها.

الحشود الاسرائيليه غرب النهر وعلى واجهة اربع محاور تمتد من غور الصافي جنوبا الى الغور الشمالي تشير الى اهداف اكبر وابعد مما كانت تتحدث عنه دوله العدو والتهيئه النفسيه والاعلاميه وتشكيل الراي العام ايضا كان ممزوجا بالغطرسة والغرور والاطماع التوسعيه و احتلال اجزاء استراتيجيه من الاراضي الاردنيه وخصوصا المرتفعات التي تسيطر على الغور سله الغذاء للاردن وتهدد المدن الرئيسيه عمان والسلط والكرك واربد فالعدو كان ينوي تحقيق هذا المبتغى ويجعله سلاحا للتفاوض والتوسع باالاحتلال وتحقيق الحلم الصهيوني الكبير .

لقد كانت ساعة الصفر في معركة الكرامه هي ساعة وقف ولجم غرور العدو واطماعه وغطرسته ومده الاسود ووضعت هذه المعركه بكل بطولاتها وتفاصيلها وصبر ابطالها والثقه المتبادله بين الشعب والقياده والجيش والايمان بالله وعدم التنازل عن النصر او الشهاده وضعت حدا للاطماع اليهوديه واوقفت امالهم وطموحاتهم ومرغت انوفهم في ثرى غور الاردن الذي تحول الى محرقه لهم ولالياتهم واطماعهم ، فانكسرت شوكتهم وغرورهم وارتفعت اصواتهم بطلب وقف اطلاق النار ، ولكن دون جدوى وكان القرار بان لا يتم وقف القتال مادام هناك جندي اسرائيلي شرق النهر .

لقد خسرت اسرائيل في هذه المعركه اكثر مما خسرته في حربها عام 1967 على كل الجبهات فتركت العديد من الياتها وقتلاها في ميدان المعركه التي استمرت اكثر من 15 ساعه تلقى العدو خلالها درسا لن ينساه ابدا واعترف قادته السياسيين والعسكريين بالهزيمه ووصفوا المعركة التي كانوا يعتبرونها نزهة بانها اشرس معركه يواجهونها مع الجيش العربي الاردني وان ما لحق بهم خلالها من هزيمه وخسائر لم تكن متوقعه على الاطلاق .

انها معركة الجيش العربي وكانت معركة جيش صابر مرابط في وجه جيش طامع مغرور متغطرس وكان الذل والعار له عندما عاد يجر اذيال الخيبه والهزيمه فتحطمت على ثرى الاردن كل اماله واحلامه .

الكرامه دروس وعبر للاجيال ، معركة الارادة والثقه والصبر والتعاون ونكران الذات ، معركة التضحية والشهادة والايثار ، ستبقى صفحة ناصعة في تاريخ الجيش العربي ، وعبرة للاجيال فالتحديات تصنع الابطال والاردن واجه العديد من التحديات بصمود رجاله والتفافهم حول قيادتهم وصبر اهله فتجاوز هذه التحديات وهو اكبر قوة و اراده وتصميما على المضيء قدما نحو مستقبل مشرق بعون الله .