كورونا يفتك بآخر رجل في قبائل الأمازون حول العالم

18 مارس 2021
كورونا يفتك بآخر رجل في قبائل الأمازون حول العالم

وطنا اليوم:قالت صحيفة The Independent البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء 17 مارس/آذار 2021، إن آخر رجال قبيلة جوما الأمازومية توفي بسبب كوفيد-19، مِمَّا يمثِّل خسارةً لا يمكن تعويضها لتقاليد وطقوس شعبه.
إذ تُوفِّيَ أروكا جوما، في 17 فبراير/شباط، بسبب المضاعفات، في مستشفى بورتو فيلو، بعاصمة ولاية روندونيا غرب البرازيل.

كورونا يصل إلى الأمازون
وفقاً للتقارير، فقد أصابت أزمة فيروس كورونا المُستجَد السكَّان الأصليين في منطقة الأمازون بشدة، ويُعتَقَد أنها انتشرت من قِبَلِ أشخاصٍ غير أصليين يدخلون مناطقهم للقيام بأنشطةٍ غير قانونية مثل قطع الأشجار والبحث عن المعادن.
لدى جوما، الذي يُعتَقَد أن عمره يتراوح بين 85 و90 عاماً، ثلاث بنات، تزوَّجن جميعاً من قبيلةٍ مختلفة.
يذكر أنه في القرن الثامن عشر، كان هناك ما يُقدَّر بنحو 15 ألف شخص في قبيلة جوما، لكن الأعداد تقلَّصَت بشكلٍ كبير، بسبب الأمراض والمذابح.
أما بحلول العام 1934، فبقي نحو 100 فرد فقط من القبيلة، لكن بعد 30 عاماً، خلَّفَت مذبحةٌ ستة أفراد فقط من القبيلة على قيد الحياة، من ضمنهم جوما. وبعد وفاة صهره في عام 1999، أصبح آخر رجلٍ على قيد الحياة من أفراد القبيلة.

الانقراض بسبب المذابح
من جانبه قال مكتب المدَّعي العام الفيدرالي في روندونيا، في بيانٍ، عن وفاة جوما، إنه في منتصف الستينيات، كان شعب جوما على وشك الانقراض، بسبب المذابح التي عانى منها أقارب آخرون في العقود السابقة، على يد مستخلصي المطاط وقاطعي الأشجار والصيادين في الإقليم، الذي يقع على ضفاف نهر أسوا، في كانوتاما، على حد قول البيان
أضاف البيان: “كان أروكا أحد الناجين. ويترك الرجل ثلاث بنات، وهنَّ آخر مجموعة بنات من قبيلة جوما العرقية: ماندي، وميتا، وبوريها جوما”.
من ناحية أخرى قالت جماعاتٌ تدافع عن حقوق السكَّان الأصليين، إن إنكار الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، كوفيد-19 والافتقار إلى السياسات اللازمة لمواجهته، إلى جانب التحديات الجغرافية، تشكِّل تهديداً كبيراً لبقاء السكَّان الأصليين.
أشار تقريرٌ صادرٌ من مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان، إلى “نقصٍ مزمنٍ في الاستثمار” بنظام الصحة العامة في البرازيل، مِمَّا أدَّى إلى الوضع المزري للبلاد في ظلِّ الجائحة.

آلاف الوفيات بسبب كورونا
في حين عانت البرازيل ثاني أسوأ عددٍ من الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 بالعالم، حيث تُوفِّيَ 242 ألف شخص وأُصيبَ نحو 10 ملايين شخص.
أما السكَّان الأصليون فمُعرَّضون بشكلٍ خاص للمرض، لأنهم يعيشون في مجتمعاتٍ معزولة للغاية ولا يتمتَّعون بالمناعة نفسها ضد مسبِّبات الأمراض مقارنةً بالأشخاص الذين يعيشون في مناطق أكثر حضرية.
يُذكر أنه كانت هناك 50 ألف حالة مؤكَّدة الإصابة بكوفيد-19، وأكثر من 900 حالة وفاة بمجتمعات السكَّان الأصليين. وفي بيانٍ مشترك، كانت منظمات حقوق السكَّان الأصليين قد أدانت الحكومة البرازيلية؛ لوفاة السكَّان الأصليين.