لله ثم التاريخ وانصافا وليس مجاملة .

12 مارس 2021
لله ثم التاريخ وانصافا وليس مجاملة .

كتب الصحفي خلدون حباشنه

تمهيد لا ينقص من الفكرة ولا يزيد …

” احترم وزير الاوقاف الخلايله كونه من كبار السن ومن العلماء وهو افضل مني في الالتزام الديني ولكني احترمه اكثر لسبب بسيط هو انه لا يوجد في العالم الثالث كله وزير ابنه يعمل موظفا عاديا في شركة تأمين وهو الذي يستطيع باتصال ان يجعل ابنه سفيرا او مديرا ”

دخولا في الاساس ، حمل كثيرون ويحملون المسؤولية في حظر صلاة الجمعة لوزير الاوقاف في معالجة لا تخلو من مزاودة ، الوزير ليس رأس حربة في محاربة الدين ولم يتخذ اجراءات لاسقاط فرض من فروض الاسلام ولا هو مجاهر بعداء للدين يريد من خلاله الغاء ركن من اركان الاسلام ، انما هو مسؤول يعمل وفق قواعد الضرورة ، وهي حالة طارئة تنتهي بانتهاء مسببها …

منذ عقود وقبل الجائحة والصلوات الخمس في مساجدنا خاصة صلاة الفجر لا يؤديها الا قلة قليلة ومثلها المغرب و الظهر والعصر والعشاء ، بينما تكتسب صلاة الجمعة صبغة جماهيرية بسبب كونها اجتماعا عاما منصوصا عليه شرعا ، الحديث عن الواجب الديني ونظريته واحكامه مختلف تماما عن التطبيق العملي في بلادنا نعم بيننا من لا يصلي الا الجمعه فقط ، وبيننا من لا يصلي اطلاقا و بيننا ايضا ملتزمون باداء الصلوات في وقتها ولكن في غير المسجد ومنا ايضا مستمرون في الصلاة في المسجد طيلة ايام الاسبوع ولكن بعض الخطباء واامة المساجد يبالغ في المزاودة وكأن حربا تشن على الدين ، ثمة مبالغات تصل حدود مؤذية في بعض الاحيان ، ومن فئة مجتمعية لا تؤدي الصلاة اساسا واخرئ لا تتقن قراءة الفاتحة .

ربط حظر الجمعة بحالة التسوق اثناء فترات رفع الحظر فيه تجاوز لاعتبارات معيشية لا يمكن ان يتجاهلها الناس لادامة حياتهم معيشيا ، والعبرة بالتجمع لا بما يحدث اثناءه .

لن ادخل في صراع حول اوامر الله ونواهيه لكني ساركز على معطئ واحد ربما لم ولن يتقبله البعض بسبب قوة الضخ الاشاعاتي وحتئ الفردي لان البعض منا سلم ذقنه وعقله لوسائل التواصل الاجتماعي حتئ باتت المغذي الاول و الاخير معرفيا له اما المعطئ فهو انك تعيش في بلد امكاناته الطبية و العلاجية لها طاقة استيعابية مثله مثل اي بلد في العالم ، بلوغنا مرحلة التفشي الوبائي المجتمعي يعني حاجة الجميع الى الدخول الى المستشفيات وبالذات غرف العناية الحثيثة وهو مستوى لا يتناسب والامكانات الفنية والتقنية والتجهيزات وحتى الكوادر الطبية ، هنا تصبح الحاجة الئ الوعي اهم من اي شئ اخر ، السيطرة على المنحنى الوبائي مهمة قيادية ادارية تكاملية اساسها مبادرة كلا من موقعه الى اتخاذ الاجراء المناسب للوصول الى مرحلة ابقاء الوضع ضمن السيطرة …

من جرب الخوف والهلع عندما تتصل بصديق تحبه وتجده غير قادر على مجرد التحدث لابلاغك بانه مصاب بالكورونا وصوته يكاد يغيب ويختنق يعرف تماما ما اقول .

عندما تتحدث الى محب اخر وتجده يقول تعبيرا عن الشدة والضيق والاختناق التي عاناها ويقول لك بالحرف ودون اي تصرف في كلماته ” هذا الفيروس يستحيل ان يكون ابتلاء من الله لان الله عندما يمتحن يعين ” في دلالة على شدة الفيروس وما يلحقه من اذى وليس تثبيتا لنظرية المؤامرة التي لا ننفيها ولا نؤكدها لاننا في صدد معالجة نتيجة وليس البحث في السبب .

التشكيك في اعداد الاصابات والوفيات هو ايضا جزء من فوضى الاراء الذاتية والبحث عن مبررات لا تتجاوز حدود الثقافة العامة على حساب الخبراء والعلماء وذوي الاختصاص هو ايضا جزء من ثقافة التجاهل التي نعيشها والتي تعتمد الخبرة الذاتية فقط للحكم على الامور .

الحقيقه اننا بتنا نعيش واقعا نفسيا مريرا سببه معاينتنا اليومية لاسماء من نعرف ومن نحب من ضحايا هذه الجائحة وهو ما يستدعي تحكيم العقل وادارة الموقف وفق الاسس العلمية الطبية اولا ووفق جوهر ايماننا الحقيقي بالحياة والموت ومقاصد الدين المعروفة .

اعتقد لو ان وزير الاوقاف سمح بصلاة الجمعه اليوم الجمعه لكان اائمة المساجد قد جمعو تحاشيا للرياح او الامطار او ربما بسبب الغبار او الحر او البرد باختصار لان ايماننا بالذات ورؤاها يطغى على العقل الجمعي والرؤية العامة .