إلى دولة رئيس الوزراء الأفخم….. مرة أخرى

12 مارس 2021
إلى دولة رئيس الوزراء الأفخم….. مرة أخرى

     د. هاني العدوان

    ابتداء ازجي لك خالص التحايا وانت ابن العشيرة الأردنية ضاربة الجذور التي نكن لها كل محبة واحترام وتقدير ، واستميحك عذرا ان تتحملني وتوسع صدرك حبتين على رأي اخوتنا في مصر العروبة ، وتأخذ بكلماتي بإحساسك الوطني وبحسن نيتي من ناصح أمين أو ان شئت فمن مبدأ .. خذ الحكمة من أفواه المجانين …

    دولة الرئيس ، بالأمس علقت على تشكيلة حكومتك ليس انتقادا بل من باب حاجة الوطن الملحة إلى الطاقات الوطنية المؤهلة وضرورة وجودها في هذا الوقت الذي بات الوطن بأمس الحاجة ليكونوا له وعونا لك وهم الاقرب لقضاياه وقضايا شعبه الطيب.

    واليوم بعد كثرة ما عجت به مواقع التواصل الاجتماعي من نقد لأداء بعض الوزراء وقرارات حكومتكم الأخيره وفرض حظر الجمعة الشامل وتمديد ساعات الحظر الجزئي فأنني أرى نفسي أمام واجب وطني بضرورة ان اضعك في حقيقة الواقع المرير الذي يعيشه الوطن واهله والذي بالتأكيد يتم تغييبه عنك كما هو الحال مع كل رؤساء الحكومات من قبلك لمصلحة ما في نفس يعقوب وأقصد بيعقوب ليس نبي الله عليه السلام بل ذلك المسؤول الذي لم يعد يهمه من الوطن إلا تعلقه بالكرسي وما يعود عليه من منافع ومكاسب بعيدا كل البعد عن اهتمامه واحساسه بأين تكمن مصلحة الوطن وهموم الشعب الكثيرة .

    بالأمس لفت انتباهي اعلان تصدر بوابة أحد محال بيع الملابس بعبارة اي قطعة داخل المحل بدينار وساقني فضولي إلى الدخول وعاينت البضاعة ووجدت انها من أرقى الماركات وبضاعة جديدة مغلفه وسألت صاحب المحل عن سر عرضه هذا فكانت الإجابه صاعقه مع انها متوقعه في ظل الظروف التي بات يعيشها كل الشعب على

 حد سواء .

    قال انني لا أملك ثمن فاتورة الكهرباء ولا فاتورة الماء ومسكور علي ستة أشهر اجور المحل وصاحبه يطالبني بالاخلاء ناهيك عن أجرة البيت المكسور من سنه ونصف وعن حاجة الأسرة للمأكل والملبس والكثير الكثير من الضروريات التي تحتاجها اي اسرة اردنية ، مما اضطرني ان اضع هذا الاعلان لعلى وعسى أن يدخل علي اي مبلغ مالي لانني لم ابع اي قطعه من شهرين .

   طبعا هذا الإعلان بات يتكرر على واجهات كثير من المحال التجارية ويعيشوا اصحابها ظروف أصعب بكثير من صاحب هذا المحل .

  الصورة الثانية ما من شارع على ساحة ومساحة الوطن يعج بالمحال التجارية إلا ويدهشك كثرة ما يلصق على ابوابها عبارة … للبيع … ؟!

    ثالثا ، يا دولة الرئيس ، كم تتوقع عدد الذين فقدوا مصادر رزقهم من وراء إغلاق هذه المحال ، وكم الأسر التي باتت بلا مصادر دخل وما المصير الذي آلوا اليه ناهيك عن الألاف من الذين عادوا للوطن بعد تسريحهم من اعمالهم في دول الخليج العربي ، وعن مئات الالاف ممن هم مطلوبون للتنفيذ القضائي بقضايا العسر المالي ، ومئات المزارعين الذين تضرروا ، وآلاف العاطلين عن العمل جراء تفشي البطالة ، ماذا تتوقع منهم مقابل ما أصابهم هل مزيد من الانتماء والانصياع للأوامر ام العكس تماما ، انهم قنابل موقوته يا دولة الرئيس ستتفاجأ بالتحامهم لأي دعوة تظاهر تناهض الحكومة وتطالب بالحقوق ، وهذا ما يخيفنا ويقلقنا ويدعونا إلى تقديم النصح لكم لكي ننأى بوطننا الانجراف لما لا يحمد عقباه .

    دولة الرئيس مواقع التواصل الإجتماعي باتت تعج أيضا بأصوات تدعو للخروج إلى الشارع ومواجهة الواقع المرير الذي يعيشه الشعب فقر وظنك وبطالة وجوع وأوامر دفاع معظمها جباية وارتفاع أسعار لكل شيء وتفعيل لقوانين العقوبات وتراكم ديون وانتشار امني لم يسبق له مثيل وكأن الحكومة في عداء ومواجهة مع شعبها في وطن لم يعهده العالم إلا موئلا للأمن والأمان واصدقك القول ان هناك تضامن السواد الأعظم من الناس لهذه الدعوات بل وباتت تكرر عبارة ، مهي خربانه خربانه واذا ما خربت ما تعمر …

   دولة الرئيس ، انني اسمع ما لم تسمعه وارى ما يحجب عنك مشاهدته، ان الامور لا تبشر بخير ابدا ولا اريد ان اقول كما يردده البعض اننا أمام مفترق بل أقول اننا في قلب معترك خطر جدا ، ولا بد من الحكمة في اتخاذ كل القرارات ومراجعة شامله سريعة لكل أوامر الدفاع وقوانين العقوبات والافراج عن الشعب من الضائقة التي يعيشها.

   دولة الرئيس هذا وطن شيده الأجداد والآباء وكلنا شركاء في تحمل المسؤولية وعلينا جميعا تقع مسؤولية حمياته وصونه من العبث ومن الفساد ومن الترهل الاداري .

   وعليه فمن واجب الحكومة الوطني ان تسمع وتأخذ برأي موطنها لانه ملتحم بوطنه واقرب أليه من ذلك المسؤول المتعلق بالكرسي والمنصب فشتان ما بين من يدفع بنفسه وروحه فداء للتراب الذي يعيش عليه وبين من يتبع ارصدته في الخارج .

نعم يا دولة الرئيس ان ما سطرته لك انما هو جزء يسير من القلق الذي يساور المواطنين جميعا .

                  . خالص التحايا .