الأغوار الوسطى: السكان لا يجدون قبورا لموتاهم

12 مارس 2021
الأغوار الوسطى: السكان لا يجدون قبورا لموتاهم

وطنا اليوم:فيما أغلقت الجهات المعنية مقابر عدة في عدد من مناطق الأغوار الوسطى بعد أن بلغت طاقتها الاستيعابية، تتعاظم معاناة الأهالي جراء بحثهم الطويل عن مكان فارغ لتوديع أحبائهم لمثواهم الأخير.
فكما يعاني الأحياء آلام فقد الأحباء، يعانون أيضا نتيجة الانتظار لحين العثور على مكان لحفر القبر أو الدفن في مقابر البلدات المجاورة، في الوقت الذي تعجز فيه الجهات المسؤولة عن توفير قطع أراض وتهيئتها كمقابر.
وتعد المقابر من الأماكن ذات الأهمیة الإنسانیة؛ إذ تشكل المحطة الأخيرة لرحلة الإنسان في الحياة وتجسد معاني الاهتمام والاحترام لكرامته بعد الموت.
يؤكد عواد الشطي، أن معظم الأهالي حاليا يقومون بالدفن فوق القبور القديمة لعدم وجود أماكن فارغة، موضحا أن بعض المقابر اعتاد الناس على الدفن فيها منذ مئات السنين وما تزال إلى الآن تستخدم للدفن.
ويشير إلى أن عدم توفر أماكن للدفن يسبب معاناة لأهالي الميت، في وقت هم بأمس الحاجة لما يخفف آلامهم، موضحا أن أقل ما يمكن تقديمه من كرامة للمتوفى هو دفنه، وهو أمر بات أكثر صعوبة من قبل.
ويبين أن بعض هذه المقابر تضم رفات صحابة وشهداء، واعتياد الناس الدفن العشوائي قد ينتهك حرمتها، مشددا على ضرورة تخصيص أراض جديدة وتأهيلها كمقابر وإغلاق المقابر القديمة نهائيا للحفاظ على حرمة الأموات.
ويرى عبدالرحمن مسلم، أن غالبية المقابر في المنطقة مقامة منذ القدم حتى أن بعض القبور القديمة اندثرت ولم يعد يرى منها سوى أطلال، موضحا أن التوسع العمراني والزيادة السكانية المطردة زادا من نسبة الوفيات، ما شكل ضغطا هائلا على المقابر التي لم تعد تتسع للوفيات الحالية.
ويضيف أن بعض الأهالي يقومون بالحفر مرة ومرتين ثم يقومون بالطمر بعد العثور على رفات قديمة لحين العثور على مكان فارغ بصعوبة ليتم حفر القبر، لافتا إلى أن غالبية مقابر المنطقة بلغت أقصى طاقة استيعابية لها، ما يستوجب العمل على استحداث مقابر جديدة.
ويلفت أحد سكان منطقة النهضة سليمان العمارين، إلى أن أهالي البلدة يقومون منذ عقود بنقل موتاهم إلى مناطق بعيدة وبلدات أخرى لدفنهم لعدم وجود مقبرة في البلدة، مشيرا إلى أنه تم الموافقة على تخصيص أرض كمقبرة، إلا أن القرار لم ينفذ إلى الآن، ما يبقي معاناتهم مستمرة. ويبين رئيس مجلس محلي الروضة عادل أبوشعبان، أن مقبرة البلدة قاربت من بلوغ كامل طاقتها الاستيعابية، ما سيوقع الأهالي في حيرة عند حدوث وفاة، لافتا إلى أن الحفر العشوائي في معظم مقابر المنطقة أسهم في تقليص المساحات الخالية، ما يشكل صعوبة في العثور على مكان لحفر قبر.
ويؤكد ضرورة إيجاد قطع أراض وتأهيلها كمقابر وتنظيمها بطريقة تسهل على الناس حفر القبور والحفاظ على حرمة القبور الموجودة، مشيرا إلى أن معظم القبور القديمة حاليا لا تتضح معالمها، ما يؤدي إلى الدوس عليها دون قصد من قبل الزوار أو المشيعين.
ويجمع الأهالي على ضرورة البحث عن حلول عاجلة لمواكبة الأعداد المتزايدة من حالات الوفاة، والعمل على إيجاد مقابرة كبيرة ومخدومة، لافتين إلى أن بعض الأراضي التي جرى تخصيصها سابقا كمقابر كانت جبلية وصخرية، ما يصعب من عملية حفر القبور.
ومن جانبه، أوضح رئيس بلدية الشونة الوسطى إبراهيم فاهد العدوان، أن مسؤولية البلديه تتلخص في تقديم الخدمات كافة اللازمة للمقابر من إنشاء أسوار ومظلات وأي خدمات أخرى تسهل على المواطنين عمليات الدفن، مبينا أن معظم أراضي الأغوار هي أراض زراعية تابعة لسلطة وادي الأردن أو أراضي حراج تابعة لوزارة الزراعة.
وأقر بحاجة معظم المناطق لمقابر جديدة بعد أن امتلأت المقابر القديمة ولم يعد بمقدور المواطنين الدفن فيها، مضيفا أن الحاجة ملحة لاستحداث أو تخصيص الجواز من الأراضي الزراعية أو أراضي الحراج لغاية إنشاء مقابر في ثلاث مناطق، علما أن البلدية قامت بتأهيل منطقتين لإنشاء مقبرتي الكرامة الجديدة والنهضة.
وأكد ضرورة تبني وزارة الأوقاف مسؤولية مخاطبة الدوائر الرسمية المعنية، لتسجيل قطع أراض باسمها لغايات إنشاء مقابر جديدة، موضحا أن البلدية على أتم الاستعداد لتأهيلها لتصبح جاهزة للاستخدام.