وزير الاعلام الجديد سجل انتقادات غير مسبوقة في زمن قياسي

11 مارس 2021
وزير الاعلام الجديد سجل انتقادات غير مسبوقة في زمن قياسي

بقلم:  الصحفي فارس جباشنه

فرغم قصر عمره في الوزارة ، فانه ضرب رقما قياسيا في التصريحات والنفي والتراجع عن التصريحات ، والاعتذار عن تصريحات .

قد يكون من المبكر الحكم على اداء معاليه و تعاطيه مع مهنة الاعلام الشاقة و المعقدة والتي تحمل اوزار صحية و سياسية واقتصادية في بلد موبؤ .

الوزير كان يمكن يأخذ راحته في وزارة الثقافة مثلا . وما دام معاليه من اهل البلاغة والمجاز ، و من اصحاب ملكة التشفير في الخطابة و الكلام و التصريح ، فلو اختار الثقافة لابدع ، وصنع من المستحيل ممكنا في المجاز و التورية و البلاغة ، و الاستعارات ، والتشبيهات .

فما نيل البلاغة بالتمني كما يعرف الجميع . وفي انتظار أن تؤخذ الدنيا غلابا . معاليه موهبة واكتشاف جديد بما يملك من بلاغة و لغة مجاز ، وصانع مفارقات لغوية .

ولكن ما اعرفه ، ماذا دهى عقله و هو يعلن قرارات الحظر القاسية ليستعمل هذه المفردات دحرجت الرؤوس . هل أراد ان يوصل رسالة بانه محمي برئيس حكومة كالحجاج مثلا ؟

سواء اعتذار الوزير ام لم يعتذر فقد أوصل رسالة من عقله الباطن . فمعاليك ازيدك من الشعر بيت ما دمت من جماعة المجاز ، فان أي سياق كلامي يخفي ماورائية نفسية نابعة من اللاوعي القريب والبعيد . ارجع لفرويد وتلميذه فروم ، وماذا قالوا في هذا الخصوص ، ونوع مصادرك في القراءة .

رسالة الوزير لربما حلمها من الغرف الخلفية في رئاسة الحكومة . فأبو يوسف الثقفي “الحجاج ” و بولدوزر الحكومة وترهيب و ارعاب الأردنيين ، قال ما معناه : سنضرب بيد و سيف من حديد ، و من لا يخاف سنجعله يخاف قسرا ، و من لم يأكل صفعة من كورونا فسوف تطعمه إياه الحكومة .

لعل معاليه لا يعرف أن اكثر ما استفز الأردنيين لون ربطته . و لعله من لون الربطة متأثر بفناني مصر في الأربعينات و مطربي لبنان في الستينات ، و فن المسارح ، والتي تقوم على مزج الألوان و الغاء الحدود بين المناسبة و الملابس ، فالعرب قالوا لكل مقام ومقال ، ولكل مناسبة لباس !

وهناك تفسير اخر .. و الله العليم أن الوزير تحرك على خلفية فنية بالمعنى الاضيق للكلمة . وانه لا سمح الله ، مثل صفوت الشريف وزير الاعلام المصري و فاروق حسني وزير الثقافة المصري .

بفارغ السرعة شرح و فسر و عرف الوزير معنى الانتقام ، وماذا يعني الانتقام و كيف ينطق مسؤول بمفرداته . ولعل مفردة الانتقام الأكثر رواجا و استعمالا في السياسة الأردنية ، واعيد انتاجها لتشغل رحى ماكينات القرار الرسمي . انتقام تسمع صداها في كل قرار و اعلان رسمي .

فرص ثمينة امام الاعلام الأردني ليثبت أداة خشنة و غليظة و قامعة للأردنيين . و ان الاعلام يقوم بدور الأجهزة الخشنة ، فتصور وزير الاعلام حامل لمسيل دموع و عصا وقنوة .

يبدو ان الفرجة ستكون مرحة ومسلية على الحكومة ووزير اعلامها الجديد ؟