موسم الحصاد

9 مارس 2021
موسم الحصاد

صالح الشرّاب العبادي
تنتظر شركات الكهرباء في الاردن اربعة اشهر في العام على احر من الجمر ، الا وهي ( شهر ١١ و١٢ و١ وشهر ٢ ) وهي الاشهر التي تمر على المواطن الاردني اقسى من الصخر وذلك لدخول موسم الشتاء والثلوج والصقيع وهو بنظر الخيرين يعتبر خير .. من الله … ولكن بنظر شركات الكهرباء تعتبره مكسب وموسم قطف الحصاد من جيوب المواطنين ..
خلال باقي الاشهر تهدأ حدة التهاب اسعار الكهرباء وتنخفض الفواتير …الشهرية ..لحين دخول هذه الاشهر والتي ترتفع فيها الاسعار بشكل جنوني وكارثي .. مع العلم ان الصرف هو نفس الصرف ، فالمواطن التي تتضاعف فاتورته مرتين او اكثر خلال فترة حصاد شركات الكهرباء لديه كما هو المعتاد ، لمبتين وثلاجة وغسالة حوظين وجيزر غاز نصف عمر يشعل حسب المواسم ايضا ..
فالمواطن العادي لا يوجد في بيته تدفئة كهرباء ولا سيارات كهرباء ولا برك مدفئة ولا مكيفات مركزية ولا إضاءة ضخمة او ملاحق مدفئة ولا صالونات حلاقة داخلية …
بيوت المسخمطين .. معظمها فيها ملحق خيمة او غرفة فيها مدفاة حطب … او صاج حطب او صوبة غاز عرجاء .. تشعل طول السنة على عين واحدة ..
موسم الحصاد لدى شركات الكهرباء اصبح سنويًا روتينيا .. عاديا .. يتم مضاعفة الفواتير على اساس تعويض سرقات السارقين من الكهرباء والذين لا قدرة لشركات الكهرباء على ملاحقتهم او قطع الكهرباء عنهم او رفع شكاوي عليهم ..
وعلاوة على ذلك .. اصبح توزيع الفواتير ايضا فيه خبث ودهاء حيث لا يتم ارسال الجباه للفواتير واحتساب الكميات شهرياً .. بل يتم جمعها كل شهرين حتى تتراكم على المواطن بحيث يتم رفع الفواتير وتضاعف حتى توهم المواطن انها جمعت لشهرين …. وهي بالاحرى مضاعفة ..من جراء ما يتم زيادة عليها من المفقود او المسروق ..
حتى ان موسم الشتاء اصبح البرد والصقيع والثلوج فيه على فترات حيث تراجعت حدة موسم الشتاء واصبح هناك زحف بالفصول حتى يكاد يبدأ موسم الشتاء في نهاية مربعانية ، لكن شركات الكهرباء لجمع الاموال لا تزال تختزل جهبذة رفع الفواتير ومضاعفة الاسعار في الموسم الشتوي كعادة اصبحت متوارثة لنهب وتعريض اموالها وعدم التراجع قيد انملة عن الارباح المجنية .. ..
لذلك لم يثني ذلك التغيير المناخي او يقنع شركات الكهرباء بان موسم الشتاء اصبح اشبه بموسم الخريف او الربيع .. متقارب من حيث درجات الحرارة .. وبالتالي متقارب من حيث معدلات الصرف .. ولكن ذلك لم يقنع تلك الشركات على نهب جيوب المواطنين.. باسلوب بشع .. وخداع مستمر ..
نعلم ان هناك اتفاقيات ابرمت وكانت مبهمة ونتائجها الكارثية والذعون لشروطها كله كان على قلب المواطن ومن جيوب المواطنين الذين لا ذنب لهم بتلك العقود ومن وقعها ومن تاجر لها او سمسر عليها .. فهل يدفع الشعب غباء ودهاء وسمسرة موقعين تلك العقود .. .
المسؤولين وكل المختصين والاقتصاديين حاولوا الولوج لمعرفة كيفية احتساب حسبة صرف الكهرباء ولم يفلحوا لغاية الان .. حتى تيقن الشعب … انه لا فائدة .. من الانين .. لعل وعسى .. ان باتي من أمة لا اله الا الله وينصفهم …