75 دقيقة لورقة الرياضيات تثير استياء طلبة توجيهي

3 مارس 2021
75 دقيقة لورقة الرياضيات تثير استياء طلبة توجيهي

وطنا اليوم:أثار مقترح لوزارة التربية والتعليم بشأن تخصيص ساعة وربع الساعة لامتحان الرياضيات استياء العديد من طلبة شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي)، الذين قالوا ان “الوقت الزمني المخصص لتأدية الامتحان لا يتناسب مع طبيعة المبحث”.
لكن “التربية” أوضحت ان “القرار مدروس بشكل جيد وأن واضعي الأسئلة يعطون 3 أضعاف الوقت الذي يستغرقه الطالب للإجابة عن السؤال”.
وكانت الوزارة نشرت مؤخرا جدولين مقترحين لامتحان “التوجيهي” 2021، تضمنا تقسيم امتحان الرياضيات الى ورقتين منفصلتين خصص لكل ورقة امتحانية 75 دقيقة.
وبحسب الجدولين المقترحين، فإن الورقة الاولى لامتحان الرياضيات او “عربي تخصص” خصص لهما ساعة وربع، وكذلك الورقة الثانية على أن يتقدم الطلبة للامتحان بهما خلال يومين مختلفين، وليس في يوم واحد.
واعتبر طالب “التوجيهي” يوسف ياسر ان “الوقت المخصص لورقة الرياضيات غير كاف إطلاقا لتأدية امتحان مصيري”، داعيا وزارة التربية لإعادة النظر في مسألة المدة المخصصة للامتحان.
وبين ياسر ان الوزارة قررت هذا العام “العودة الى الاسئلة الانشائية في مبحث الرياضيات إلى جانب الأسئلة الموضوعية فكيف سيتمكن الطالب خلال ساعة وربع من الإجابة على كافة الأسئلة، مشيرا الى أن هذا سيسبب حالة من الارباك والقلق لدى الطالب خشية عدم قدرته على الإجابة عن الأسئلة كافة.
من جهتها رأت الطالبة بيان عمر أن هذا “القرار لا يراعي مصلحة الطلبة كون مبحث الرياضيات له طبيعة مختلفة عن باقي المواد الانسانية التي تعتمد على الحفظ”، مشيرة إلى ضرورة اعادة النظر بهذا القرار كون المدة الزمنية للورقة الامتحانية لا تراعي تباين قدرات الطلبة والفروقات الفردية بينهم.
وأوضحت أن الطلبة عادة ما يتخوفون من مادة الرياضيات فكيف اذا كانت مدة الامتحان ساعة وربع الساعة لكل ورقة امتحانية، مؤكدة أن “هذا سيضع الطلبة تحت وطأة ضغط نفسي كبير اثناء تأدية الامتحان وبما ينعكس سلبا على ادائهم”.
مدير إدارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم علي حماد أكد أن الوزارة قررت العمل بالقرار السابق لمجلس الامتحان العام والمتعلق بعقد امتحان “التوجيهي” لبعض المباحث بورقتين امتحانيتين في جلستين منفصلتين وعلى يومين في الدورة الامتحانية 2021 “سيما بعد توحيد الأوزان النسبية لجميع المباحث ولجميع الأوراق الامتحانية بنسبة 50 % لكل فصل دراسي”.
وقال إن المباحث التي سيمتحن بها الطلبة بورقتين منفصلتين “هي الرياضيات للفرع العلمي وكذلك الرياضيات واللغة العربية تخصص للفرع الأدبي والشرعي، ومبحث العلوم الصناعية الخاصة للفرع الصناعي إضافة الى مباحث الإنتاج النباتي للفرع الزراعي، وإنتاج الطعام وخدمته للفرع الفندقي، والعلوم المهنية الخاصة لفرع الاقتصاد المنزلي”.
وأوضح حماد أن القرار يصب في مصلحة الطلبة “كونه سيساعد الطلبة على المذاكرة والاستعداد بشكل جيد للامتحان والتركيز على المادة الدراسية بشكل أفضل بعد أن تم تجزئتها على ورقتين منفصلتين بيومين مختلفين سيما وأنه توجد مطالبات للطلبة بتقسيم بعض المباحث على ورقتين امتحانيتين”.
وبين أن المدة الزمنية لم تختلف عما كانت عليه في الدورة الامتحانية الماضية؛ فمثلا “خصص لمبحث الرياضيات في الدورة الامتحانية الماضية ساعتان ونصف الساعة فكل ما حدث الآن هو أن تقسيم المدة الزمنية المخصصة للامتحان على ورقتين بمعدل ساعة وربع لكل ورقة؛ وسيضاف أيضا لها 10 دقائق كما هو معمول به في الدورات السابقة”.
وأكد حماد أن الوزارة راعت في تصميمها للبرنامجين المقترحين أن تكون الورقتان في يومين منفصلين “كون هذه الفواصل الزمنية بين الامتحانين ستمنح الطلبة مزيدا من الوقت للمذاكرة والدراسة بشكل جيد وسيشعرهم بالراحة والاطمئنان”.
وأشار الى أن الوزارة “تدرك وجود تخوفات وقلق من قبل الطلبة كون مدة الامتحان ساعة وربعا، لكن هذا القرار مدروس بشكل جيد فضلا عن أن واضعي الأسئلة يعطون 3 أضعاف الوقت الذي يستغرقه الطالب للإجابة عن السؤال”.
الى ذلك قال أستاذ الرياضيات مصطفى العفوري ان الوقت المخصص للورقة الامتحانية الواحدة “غير كاف على الإطلاق ولا يتناسب مع طبيعة مبحث الرياضيات”.
واضاف ان طبيعة مادة الرياضيات تختلف كليا عن باقي المواد ولذلك يجب أن لا تتم معاملتها بنفس المعيار، لافتا الى ان الاجابة عن سؤال الرياضيات يتطلب من الطالب أولا قراءته ومن ثم تحليله وبعد ذلك الإجابة عنه وهذا الأمر يتطلب من الطالب وقتا.
وبين العفوري أن الطلبة في الدورات الماضية عادة ما يشكون من ضيق الوقت خاصة في مبحث الرياضيات والذي كان يخصص له ساعتان إلى ساعتين ونصف خاصة في مبحث الرياضيات بسبب طبيعة المادة، فكيف إذا أصبحت مدة الورقة الواحدة ساعة وربعا؟
وأوضح أن الامتحان المدرسي في مبحث الرياضيات لطلبة الصف التاسع ساعة ونصف الساعة وبالكاد تكفي، “فما بالنا بامتحان مصيري يحتاج الطالب إلى التركيز في تأديته؟”.
ولفت العفوري إلى أن “تحديد وقت الامتحان بساعة وربع سيأتي على جودته خاصة وأن الامتحان يجب أن يراعي جدول المواصفات ويقيس قدرات الطلبة المختلفة ويراعي الفروقات الفردية بينهم”.
وأشار إلى أن “تقسيم مبحث الرياضيات على ورقتين منفصلتين إيجابي ولصالح الطلبة ولكن الوقت المخصص للامتحان ليس لصالحهم وعلى الوزارة إعادة النظر في مدة الامتحان”.
بدوره، أكد أستاذ اللغة العربية الدكتور سهيل عفانة أن هذا القرار “لا يشكل عبئا على طلبة الفرع الادبي وإنما لديهم وقت كاف لقراءة كل سؤال بدقة وتركيز أثناء تأدية الامتحان”.
وقال ان تقسيم مبحث العربي التخصص على ورقتين منفصلتين بيومين مختلفين “أمر بغاية الأهمية ويساعد الطلبة على المذاكرة والاستعداد بشكل افضل للامتحان”.
وأضاف أن المدة المخصصة للورقة مناسبة لطبيعة الأسئلة الموضوعية (الاختيار من متعدد) خاصة إن كان عددها 25 دائرة الأمر الذي سيمكن الطالب من قراءة السؤال بتمعن والتركيز على الاختيارات بشكل اكثر دقة، مؤكدا أن الطلبة سيتمكنون من إنهاء الامتحان قبل نهاية الوقت بشكل كاف ومراجعة إجاباتهم أيضا.