الأردنيون يحيون اليوم الذكرى الـ 65 لتعريب قيادة الجيش العربي

1 مارس 2021
الأردنيون يحيون اليوم الذكرى الـ 65 لتعريب قيادة الجيش العربي

وطنا اليوم:يحتفل الأردنيون في الأول من آذار/ مارس من كل عام, بذكرى القرار التاريخي الذي اتخذه جلالة الملك الحسين، رحمه الله، بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني، وإعفاء الجنرال كلوب من منصبه، إضافة إلى بقية القيادات الإنجليزية.
ولم يمض على الملك الشاب على توليه سلطاته الدستورية ثلاث سنوات، حيث استطاع بشجاعته، وحكمته، وقوة بصيرته إعادة ترتيب البيت الأردني، ومن سعة إدراكه بأن الجيش هو أساس الدولة، وسر منعتها، اتخذ قراره الشجاع الذي انبثق منه أهداف رسمت للعروبة بصمة. ويقول جلالته في كتابه “مهنتي كملك”، “يجهل الرأي العام عموما أن عزل الجنرال كلوب كان قضية أردنية تماما، لأن كلوب كان قائدا عاما للجيش العربي الأردني، وكان يعمل لحساب حكومتي”.
القرار كان مفصليا في حياة الأردن السياسية والعسكرية، وكان الحسين يدرك أبعاد خطوته الخطيرة والجريئة وما سيترتب عليها ولكنه كان مؤمنا واثقا بنفسه وبمن يعمل معه على صعيد القوات المسلحة، فهم أحرار حلموا باستقلال قياداتهم وتربعت أحلامهم على عرش العروبة.
وأمر جلالته بترقية العميد راضي عناب إلى رتبة لواء وتعيينه رئيسا لأركان الجيش العربي وبذلك يكون اللواء عناب أول ضابط عربي أردني يتولى رئاسة أركان الجيش العربي.
وألقى الملك الحسين القائد الأعلى كلمة للشعب الأردني أوضح فيها سبب اتخاذه هذا القرار التاريخي الذي رأى أنه لمصلحة الأردن والجيش العربي، وبُث الخطاب عبر الإذاعة الأردنية.
لقد كان قرار الحسين بتعريب قيادة الجيش قرارا مهما وتاريخيا ومفصليا، حيث كان قرارا استراتيجيا بدأ بتعريب رأس الهرم فكان قرار إعفاء الجنرال البريطاني كلوب نقطة تحوّل في الحياة السياسية والعسكرية في الأردن، كما كان قرارا شجاعا وحكيما وجريئا من جلالته، ويعتبر استكمالاً للقرار السيادي العسكري والسياسي في الأردن حيث ترتبت عليه نتائج كبيرة ومهمة كان لها الأثر البالغ على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.

– ظروف عسكرية محلية –

تولى جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله سلطاته الدستورية في الثاني من أيار/ مايو عام 1953، بعد أن نودي به ملكا على المملكة الأردنية الهاشمية في 11 آب/ أغسطس عام 1952، وكان لا يزال طالبا في كلية ساند هيرست العسكرية، ولم يكن قد أكمل السابعة عشرة من عمره بعد، في تلك الفترة.
وكانت المملكة الأردنية الهاشمية حصلت على استقلالها في وقت غير بعيد، فالوقت بين الاستقلال وتسلم جلالته سلطاته الدستورية لم يتجاوز ست سنوات، ولكن المملكة خلال هذه الفترة كانت قد اجتازت ظروفا صعبة، حيث مرت بمنعطفات مهمة على الصعيدين العسكري والسياسي، فما إن حصلت على الاستقلال عام 1946 حتى بدأ الصراع العربي الإسرائيلي.