لا حقيقة للكورونا، انها ببساطة مجرد مؤامرة

24 فبراير 2021
لا حقيقة للكورونا، انها ببساطة مجرد مؤامرة

د. عادل يعقوب الشمايله

ترددت قبل ان اكتب هذا المقال. السبب، انه يفترض ان يكون الموضوع قد اصبح محروقا كما يقول الفقهاء بعد أن غرق في براميل الحبر.
تطالعنا الاخبار اليومية على وسائل الاعلام العالمية عن عدد الوفيات في الدول الاقوى والاكثر تقدما في العالم، حالات الخروج من السوق تجنبا للخسارة، والخروج بسبب الخسارة الفعلية ثم الافلاس، لشركات عملاقة وشركات متوسطة وشركات صغيره. فقد افلست شركات طيران وفنادق من مختلف النجوم، ومطاعم وحانات وحتى كهوف العهر. وخسرت بعشرات الملايين بنوك وشركات تأمين ومصانع سيارات ومصانع طائرات، ومصانع الاثاث والملابس ومستلزمات الانتاج وقطع الغيار، وقطاع العقارات وروافده. هذه مجرد امثله. لم تصب الكورونا البشر وحدهم بل اصابت الانتاج المادي للحضارة الانسانية برمته.
هذا بالنسبة للقطاع الخاص. أما القطاع العام في معظم الدول، فقد رقت ينابيعه، وابتلت اكياس الملح على ظهره. اي قلت ايراداته من الضرائب وزادت اعباء مسؤولياته الاجتماعية لانقاذ الفقراء ومن اصبحوا فقراء، والعاطلين عن العمل ومن اصبحوا عاطلين عن العمل، والمفلسين ومن هم مهددون بالافلاس. وخابت خطط الحكومات التي بدأت منذ الازمة المالية العالمية لتخفيف مسؤولياتها لتخفيض انفاقها ومن ثم لتخفيض مديونيتها. اذ اضطرت للاقتراض من جديد لضخ مئات وعشرات المليارات من الدولارات كل حسب حجمها سكانيا واقتصاديا، للقيام بمسؤولياتها الاجتماعية التي بينتها سابقا، ولانعاش اقتصاداتها المتعثرة وتقليل وتيرة ومعدلات انكماشها.
ملايين من الناس ماتوا، أكثرهم في الولايات المتحدة واوروبا وروسيا وكندا واستراليا، والبرازيل وهي الدول الرأسمالية الكبرى والمتنفذة سياسيا وعسكريا. وهي ذاتها الدول التي طالت اقتصاداتها النسب الاعلى من الانكماش.
بعد كل ذلك، ورغم هذا الواقع القاتم والمؤلم الذي تبثه المحطات الفضائية كل يوم، يخرج من لا عقل لهم ولا ضمير لهم ولا خلاق لهم ولا علم لديهم ليشككوا الناس، ويخربشوا عقولهم، ويحشروهم في زنزانة التردد واللايقين.
كلمة مؤامرة لم تغادر تغريدات توتر ولا صفحات الفيس بوك ولا تبادلات الواتسب.
السؤال الذي يحتاج الى اجابة، هل يعقل ان تقبل كافة الحكومات الغربية المتقدمة المسيطرة المتنفذة، التي هي وحدها القادر على حياكة المؤامرات وتنفيذها، ان تقع ضحية لمؤامرة عريضة وعميقة هزت اركان تلك الحكومات وافقدتها ثقة شعوبها؟ هل تقبل تلك الحكومات بهذا الوباء الذي اصاب ملوكها ورؤسائها ووزرائها وحكمائها؟ هل تقبل تلك الحكومات ان تتراجع قوتها الاقتصادية وتبعا لذلك قوتها العسكرية والسياسية لتتقدم عليها الصين؟
السؤال الثاني، ما هي الفوائد المرتجاة من هذا الوباء المؤامرة ومن المستفيد منها؟ هل هو بيل قيت؟ بيل قيت الملياردير المسن الذي تبرع بمعظم ثروته للاعمال الانسانية؟ ولنفترض أن بيل قيت هو الشيطان او الاعور الدجال، اليس في هذا العالم المترع بالاقوياء ماليا ونفوذا من هُم اكبر من بيل قوت وقادرون على التصدي له بعد ان تضررت مصالحهم وتهددت ارواحهم وفقدوا بعض محبيهم؟
هل يعقل ان يقبل اقوى رئيس لاقوى دولة في العالم ان يطأطأ رأسه لمؤامرة اصابته في صحته وربما كانت تهدد حياته. مؤامرة قوضت نجاحاته الاقتصادية وكانت تهدد فرصة نجاحه في الانتخابات خصوصا بعد أن اصبحت أداة في يد خصومه ومنافسيه الديموقراطيين مما اسفر عن خسارته وخسارة حزبه المدوية؟ مؤامرة من فرد من افراد شعبه، وشركة من شركات وطنه؟ من امريكي يهودي بعد كل ما فعله لليهود؟
أم أن المستهدف بالمؤامرة الشعوب العربية والاسلامية؟ ام الشعوب الافريقية؟ أم شعوب امريكا اللاتينية؟ اذا كان الجواب نعم، فلماذا؟ ماذا سيستفيد المتآمرون؟ وما هو الخطر الذي يمثله هؤلاء المتآمر عليهم؟ وما هو موقعهم من الاعراب في معلقة الشعر العالمية؟
على هواة نظرية المؤمرة والمتعفنين من مايكروباتها ان يجيبوا على هذا الاسئلة لو سمحوا. او أن لا يشتروا المزيد من براميل الحبر.