مستثمرون: قطاع الصناعات التجميلية ينتظر تدخلا حكوميا

24 فبراير 2021
مستثمرون: قطاع الصناعات التجميلية ينتظر تدخلا حكوميا

وطنا اليوم:رغم أن قطاع الصناعات التجميلية كان يحتاج لتدخل حكومي سريع لحل المشكلات التي تواجهه قبل أن يعرف العالم “كورونا” إلا أن المعيقات نفسها مازالت قائمة ، فالحكومة بحسب مستثمرين لم تؤد دورها المطلوب لدعمهم حتى بعد الجائحة.
وأكد مستثمرون خلال لقاء صحفي نظمته جمعية مستثمري شرق عمان الصناعية أمس أن تحديات القطاع تفاقمت وفي مقدمتها ارتفاع كلف الطاقة وأجور الشحن وغياب التمويل وإجراءات بروقراطية تتعلق بالموافقات وتعدد جهات الرقابة.
وقال المدير العام لشركة فخر الشام لصناعات مواد التجميل عمر الابراهيم ان “جائحة كورونا اثرت بشكل عميق على عمليات الإنتاج والمبيعات لارتباط القطاع بالعديد من القطاعات الاقتصادية الاخرى التي أغلقت بسبب الحظر الشامل وتوقفت عن العمل”.
وأشار إلى أن مصنعه الذي تأسس العام 2015 ويشغل حاليا 30 موظفا عوض تراجع الإنتاج والمبيعات خلال الجائحة بالتوجه نحو صناعة المعقمات بعد ان سمحت الجهات الرسمية بذلك.
وبين ان غالبية إنتاجه تذهب إلى السوق المحلية وجزء منها يذهب كصادرات إلى العراق وفلسطين والسعودية، مؤكدا أن المنتجات الأردنية تضاهي مثيلاتها العالمية وتنافس بالأسواق الخارجية.
وأشار إلى أن صعوبة الحصول على التمويل وتعدد الجهات الرقابية وارتفاع كلف التشغيل والرسوم والضرائب والعمالة تعتبر ابرز التحديات التي تواجه صناعات مستحضرات بالمملكة.
وأكد الابراهيم (مستثمر عربي) الذي ينتج في مصنعه ما يقارب 30 صنفا ان تكاليف الاستثمار بالأردن عالية جدا مقارنة مع الكثير من دول المنطقة الا انه فضل الاستثمار بالمملكة لتوفر الأمن والاستقرار.
من جهته، قال صاحب مصنع الأنوار لمستحضرات التجميل فارس العزوني إن “الطاقة تشكل نحو 25 % من كلف الإنتاج، الأمر الذي يؤثر سلبا على تنافسية القطاع محليا وخارجيا”.
وأضاف العزوني ان المنتج الأردني يتمتع بجودة عاليا تضاهي المنتجات العالمية، ويستطيع المنافسة محليا وخارجيا مع توفر الدعم الحكومي على شكل تخفيض كلف الطاقة والشحن وتوفير نوافذ تمويلية بشروط ميسرة.
وبين العزوني الذي يعمل لديه 20 موظفا، ان الحصول على تمويل أصبح مسألة صعبة ومعقدة، وانه لم يستطع الاستفادة من قرض البنك المركزي الذي أعلنت عنه الحكومة سابقا بقيمة 500 مليون دينار لصعوبة الشروط.
وشدد على أهمية توفير قروض تمويلية للمصانع لتتمكن من الاستمرار في أعمالها نظرا لشح السيولة النقدية في الأسواق وارتفاع اعداد وقيم الشيكات الراجعة.
وأشار العزوني إلى ان مصنعه ينتج 44 صنفا يصدر نحو 75 % من منتجاته إلى الأسواق الخارجية، بيد أن التحديات التي تواجه قطاع مستحضرات التجميل كبيرة في ظل تفشي وباء كورونا والإغلاقات التي فرضتها الدول لمنع تفشي الوباء الأمر الذي اضعف الطلب على مستحضرات التجميل.
ولفت إلى حاجة القطاع إلى العمالة المدربة والمؤهلة، وان غياب العمالة المؤهلة يضعف عمل القطاع، مطالبا الجهات المعنية بتوفير عمالة مدربة ومؤهلة.
وأشار العزوني إلى تضارب التشريعات بين الجهات الرقابية، مثل وزارة الصناعة والغذاء والدواء.
من جهته، قالت مالكة مصنع جمان للمستحضرات الصيدلانية ومواد التجميل د.رشا العيد إن “جائحة كورونا أضرت بقطاع مستحضرات التجميل، وان الإغلاقات التي عمدت اليها مختلف دول العالم وما تبعها من توقف لكافة الفعاليات والمعارض والأنشطة أضعف الطلب على مستحضرات التجميل”.
وأشارت العيد إلى أن توقف المعارض الخارجية أثر سلبا على التصدير الخارجي وفرص فتح أسواق خارجية جديدة.
وبينت العيد التي يعمل لديها نحو 25 موظفا ان المنتج الأردني يتمتع بجودة عالية وبحضور كبير في الأسواق الخارجية، وان دعم الحكومة للقطاعات الصناعية من شأنها فتح أسواق وآفاق جديدة للتصدير.
وقالت العيد التي تنتج نحو 400 منتج ان كلف الشحن ارتفعت بسبب الجائحة، مطالبة في الوقت ذاته بضرورة تقليص زمن التخليص على البضائع.
واشار ممثل قطاع الصناعات الكيماوية ومستحضرات التجميل في غرفة صناعة الأردن المهندس احمد البس إلى أن جائحة فيروس كورونا المستجد اثرت على منتجات الأردن من مستحضرات التجميل وبخاصة صناعات “البحر الميت” لتوقف السياحة التي كانت تمثل رافعة للمبيعات.
ولفت كذلك الى تراجع المبيعات وعمليات الإنتاج لتوقف عجلة التصدير جراء إغلاق الحدود وتوقف حركة التجارة الخارجية.
وأكد البس ان مصانع مستحضرات التجميل بالمملكة لديها إمكانيات كبيرة لكنها بحاجة إلى البحوث لتطوير منتجاتها بالإضافة إلى تسهيل عمليات الحصول على الموافقات من بعض الجهات الرسمية المتعلقة بعمليات التصدير.
وشدد على ضرورة تشجيع الزراعات العطرية من خلال انشاء مختبر خاص لتكون مؤهلة في تسويق انتاجها بالسوق المحلية وخارج المملكة.
وأكد البس ضرورة مساعدة الشركات العاملة بقطاع مستحضرات التجميل، فيما يتعلق برديات ضريبة المبيعات تدفعها مقابل مدخلات الإنتاج بالاضافة الى منحها لقروض ميسرة تساعدها في ادامة اعمالها.
وأشار البس الى ضرورة وجود أسس واضحة للدعم المقدم من الجهات المانحة حتى تنعكس مخرجاته على التصدير للأسواق الخارجية.
ودعا إلى أن يكون هنالك نظرة خاصة لقطاع مستحضرات التجميل لاقناع المستهلك بجودة المنتجات المحلية التي وصلت الى العديد من الأسواق العربية والاجنبية.
وأشار المهندس البس إلى الفرص التصديرية المتوفرة بقطاع مستحضرات التجميل وما زالت غير مستغلة والبالغة نحو 40 مليون دولار لأسواق الصين وروسيا والولايات المتحدة.
بدوره، أكد رئيس جمعية شرق عمان الصناعية محمد زكي السعودي أن القطاع الصناعي الأردني أثبت قدرته ومكانته في الأسواق المحلية والعالمية، لاسيما في الجائحة، حيث أغلقت الدول حدودها ومنعت تصدير المواد الأساسية من غذاء ودواء.
وبين السعودي أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على مختلف القطاعات الصناعية ولكن بنسب متفاوتة، وأن قطاع التجميل تأثر سلبا بالجائحة بسبب توقف الانشطة والاحتفالات والمناسبات العامة.
وقال السعودي إن القطاع الصناعي المحلي يحتاج الى دعم حكومي ليتمكن من النمو وخلق فرص عمل والمنافسة محليا وخارجيا.
وشدد على ضرورة توفير نوافذ تمويلية بشروط ميسرة للقطاع الصناعي، وتذليل كافة العقبات التي تعترض الصانع للحوصل على قروض تمويلية ميسرة.
ولفت السعودي الى تراجع القدرة الشرائية محليا الأمر الذي اضعف معه الطلب على مختلف المواد والمنتجات وأدخل الاقتصاد في حالة ركود، مشيرا الى ضرورة تحسين القدرة الشرائية للمواطنين لدفع عجلة الاقتصاد.