” عندما تتحول المخالفات إلى مكآفئات ،  و إعلام البغبغاء إلى إعلام اللقلاق  ستنتهي إقامة كورونا في الأردن والعالم  غداً

24 فبراير 2021
” عندما تتحول المخالفات إلى مكآفئات ،  و إعلام البغبغاء إلى إعلام اللقلاق  ستنتهي إقامة كورونا في الأردن والعالم  غداً

لين عطيات

ماذا حصّلنا من الإغلاقات غير الخسائر المادية والنفسية ! ،فالاقتصاد هُدم ،والمشاريع توقفت ، وجيوب الشعب تتقطع من الفراغ  ،وعلى تتابع الحكومات في زمن الكورونا لم تفدنا إغلاقاتهم سوى أنها أخرت انتشار الفايروس قليلا لتمددت فترة إقامته، و يصبح كابوساً يحاوط الأردنيين بأسئلته المحبطة والمكررة و برفقة صخب الانتظارات المزعجة (  ” ما القطاع التالية الذي ينتظر على لحائحة الإغلاقات؟ ” ” هل هذه الجمعة آخر جمعة قبل الحظر، وهل سيدوم الحظر عدة أيام أم أنه لإشعار آخر؟ “) قد تبدو هذه الأسئلة سخيفة نوعا ما لِتَفكُر فيها ،ولكنها ثقيلة على البعض ،  فعمال المياومة ومن يلتقطون رزقهم اليومي يحملون هذه الأسئلة على أكتافهم، وكأنها جبال لا ترحم صاحبها بأثقالها  ، ما الحل ؟!
إغلاقات جديدة ،و أنظمة حظر أخرى تمدد مدة إقامة الفايروس سنة أخرى  أم حلول جديدة! ، فلمَ  نتبع أنظمة الخارج لمحاولة ضبط تفشي الوباء لمَ لا نبتكر حلولا جديدة يستخدمها العالم خلفنا للقضاء على الفايروس ، هل قدراتنا التفكيرية في إيجاد حلول إبداعية مترهلة أم أنها معطلة أم نحن لا نريد أن نتعب أنفسنا في إيجاد ما ينقذنا وينقذ البشرية بعدنا .
قد تبدو المسألة صعبة قليلا فأي حل من الحلول التي سيتم التحدث فيها هي ما تزال عبارات  لا فائدة منها طالما أنها لم تطبق ،وترصد نتائجها يبدو التضحية بالنتيجة صعباً ،ولكن لن تكون أصعب من استخدام حلول بثت لنا من الخارج ،وكشف الفايروس  اليوم عن هرمها وموتها .
تطوير الرقابة في مرحلة حساسة كهذه هي واحدة من الحلول الابتكارية التي يتوجب العمل عليها وتطويرها، وهذا لا يعني ابداً رفع حدتها وشدتها ، فالمخالفات اليوم بدت تظهر  للمواطن بصورة لا تلزمه بقدر ما هي تخيفه ،فعند غياب أول رقيب باتت الكمامات تنتزع من الأوجه ، الحل بطرح أسئلة كهذه ؟
ما الشيء الذي يجعل الفرد رقيبا على نفسه بدلا من الرقابة الخارجية !؟
مثلا لنستبدل العقوبات بالمكآفات التحفيزية  لننتزع الصورة النمطية  ، لنحفز الناس على ارتدائها  ، فلمَ لا يتنافس الأفراد على الإلتزام !!!
فلمَ لا نقدم لهم مكافآت بسيطة تحفزهم على ارتدائها بدلا من مخالفات تسحقهم وتغضبهم! .
ولمَ نهيب أولادنا ونخيفهم مقابل ارتداء الكمامة !، لمَ لا نضع لهم تقديرا مقابل إلتزاهم لا مخالفة لعدمها!  .
الإعلام اليوم يتسابق ليستعرض أعداد الإصابات والوفيات ،ويهاجم القرارات الحكومية على النقاط ، فلمَ لا تعمل هذه السلطة بصورة تساهم في تشجيع الناس على الإلتزام ، فلمَ لا تكثف جهودها بالتوعية بطرق مختلفة ، ولمَ برامج التلفاز  جميعها مناقشات حول القرارات الحكومية ،واستضافات للوزراء والمدراء والسياسيين ، لما نتحدث فقط ، لمَ لا نسعَ للحل والمساهمة في خلق بيئة توعوية وتحفيزية على الإلتزام .
لمَ لا تتفن في إقامة منافسات خاصة للجمهور تحفزهم على الإلتزام ، ومقابلات مع العائلات التي افتقدت أحبتها بسبب الفايروس لتخلق فيهم بذرة الحرص والمسؤولية .
لمَ لا نفكر خارج صناديق العقول التي وضعنا فيه الفايروس؟!