المصارحة الحكومية السياسية تبدأ منذ تاريخ اليوم ولغاية نهاية العام ولكن … ماذا عن التحسن الوبائي ؟؟

21 أكتوبر 2020
المصارحة الحكومية السياسية تبدأ منذ تاريخ اليوم ولغاية نهاية العام ولكن … ماذا عن التحسن الوبائي ؟؟

بقلم : لوزان عبيدات

بشكل مفاجئ جاء اليوم خبر اعلان الحظر الشامل ليوم الجمعة من كل اسبوع ويستمر على طوال اليوم اي لمدة 24 ساعه ، جاء هذا الخبر دون مرافقه جملة حتى اشعار اخر او حتى تحسن الوضع الوبائي بل جاء مرافقا لجملة ” حتى نهاية عام 2020 اي لتاريخ 31-12-2020 مما اثار حالة من الأستغراب الكامل لدى الشعب الأردني وذلك لعدم بعث الطمأنينه ، كبعد اي قرار تتخذه الحكومة على عكس ما كانت تعلن عنه سابقا وهنا اقصد ” حكومة النهضه ” فنحن تعودنا بعد اعلان اي قرار حكومي يأتي مرافقا للقرار جملة حتى يتسحن الوضع الوبائي ولكن بعد المصارحة السياسية عالية المستوى اليوم هل الوضع الوبائي لن يتسحن ابدا حتى نهاية هذا العام ؟؟ وما سر هذه القرارات المطولة نوعا ما ؟؟

لم يكن اليوم اي حرية مطلقه شهدناها في ” حكومة النهضة سابقا ” بل كان حكومة الخصاونه اليوم وانا اقصد وزير الصحه و وزير الإعلام عبارة عن واجهه تمثيلية لا اكثر ، حيث تم عرض وكشف جميع القرارات من قبل رئيس الوزراء و وزير الدفاع الدكتور بشر الخصاونه سواء متعلقه بالحكومة كاملة او بوزارة الصحة فقط بالرغم من وجود وزير الصحة ولكن ما سبب حضور وزير الصحة اذا لم يكن لوجوده اي اضافه حقيقية للمؤتمر؟؟ فهو لم يقوم بإعطاء اي معلومة جديدة وهذا الحديث ينطبق ايضا على معالي وزير الإعلام فهو لم يقوم بعرض قرارات الحكومة كناطق رسمي بإسمها ، بل من قام بعرض وكشف كل شئ هو رئيس الوزراء ، على عكس ما كان يحدث في زمن حكومة النهضة وبمؤتمرات العضايلة وجابر …

وكان من المفاجئ ايضا اقرار وزارة التعليم العالي بعد انتهاء المؤتمر بعدة ساعات اجراء الامتحانات النصفية ” المد ” لطلبة الجامعات عن بعد !! مما اصاب حالة من عدم الفهم اي لماذا لم يحضر معالي وزير التعليم العلي المؤتمر ويعرض المستجدات النهائية لوزارة التعليم العالي حيث لم يبعد كثيرا المؤتمر عن موعد إعلان هذا القرار ، وبالتالي اخذ مستخدمي منصات التواصل الإجتماعي يتداولون عبارة ” الحكومة تحظر نفسها عن الشعب ” وهذه العباره انا اقوم بتأيديها بالكامل فحكومة الخصاونه يعاني منها الاعلاميين كثيرا وذلك بعدم استجابتهم للهاتف المحمول على عكس ما كان في حكومة الرزاز سابقا فما الهدف من هذا الشئ ؟ هل يكون الهدف هو عدم التخبط بالقرارات الحكومية المتخذه ام ان الوزراء يطبقون ألية حظر الحكومة عن الشعب ؟؟

كيف سيحصل الأعلاميين على المعلومات الصحيحة والموثوقه اذا لم يقم الوزير المعني والمسؤول بالرد على هاتفه والإجابة عن كافة الإستفسارات ؟؟ ، اذكر في زمن حكومة الرزاز كان وزير الصحة الأسبق الدكتور سعد جابر يقوم بالرد على جميع الاستفسارات وهذا الكلام كان ينطبق ايضا على الناطق الرسمي بأسم الأوبئة الدكتور نذير عبيدات ولكن مالذي حصل مع الدكتور عبيدات بعد تولية حقيبة وزراة الصحة ؟ لم يعد يظهر كثيرا بالرغم من ظهورة قبل تشكيل حكومة الخصاونه بشكل مستمر في البرامج التلفزيونية على القنوات المختلفة ؟؟

يبدو ان المنصب يغير النفوس كثيرا والكرسي له تأثيره السحري على جميع من يجلس عليه حيث ان الكراسي هذه قامت بتغيير نفوس كثيرة جلست عليها منذ سنوات عدة ، لفت انتباهي اليوم العديد من التعليقات والتي كتب فيها ” وين ايامك يا جابر ” و ” رجعولنا العضايلة ” يبدو ان الشعب قد اشتاق جدا لهذه الأوجه والتي كانت تبعث الطمأنينه بشكل مستمر .

مازلت تدور في بالي جملة قالها جابر في إيجاز صحفي وهي ” إذا لم تجد سريراً لأبيك أو امك او احد افراد اسرتك ستفقد وقتها رجوليتك ” ان تهون على قلوب الشعب اعظم بكثير من ان تخرج بتصريحات وقرارات غير مفهمومة ، اود ان اوجه رسالة قصيرة لحكومة الخصاونه وارجو تقبلها بشكل كامل :

دولة رئيس الوزراء الأعظم

ان فرض الحظر الشامل قد صرح قبل ذلك به وزير الصحه و مسؤول ملف كورونا في الوزراة قبل استلامهم هذه المناصب انه لا يوجد له اي جدوى ، دولتك الشعب اصبح يخاف ان يموت من وباء الجوع والعطش وليس من وباء كورونا يوجد هنالك مواطنين كثيرين لم يذوقوا طعم الراحه والنوم منذ بداية هذه الجائحة وذلك بسبب الخسائر والديون المتراكمة عليهم والتي تراكمت ايضا على صحتهم وجعلتهم ينسون طعم النوم .

دولة الرئيس ما فائدة الحظر الشامل في ظل فتح المطارات ؟ اذا قمنا بالسيطره على العدوى بالداخل فقد يأتي احد العائدين الى ارض الوطن يحمل في جهازة التنفسي هذا الفيروس والذي قد يسبب الى نقلة حادة الى جميع المخالطين له وخصوصا بعد جعل الحجر منزلي .

دولة الرئيس ان لقمة الخبز اصبحت اليوم ذو سعر باهظ جدا على المواطنين وكأس الماء اصبح كمشروب اساسي للكثير من العائلات المحتاجة والذي يشكل الحظر الشامل لهم وحش وعدو كبير اصبحوا ضعيفين جدا امامه دون قوه او مواجهه شرسه ، دولة الرئيس الوباء لم يعد عدو للشعب لان لقمة العيش اصبح اقوى من العدو بكثير فما الحل برأيك ؟ نعم قد يكون يوما واحدا فقط ولكن لا نعلم حجم خسارته على نصف الشعب الأردني اذا لم يكن على غالبيته العظمى .

الأردن يستحق النجاح يستحق الإزدهار يستحق محاربة كل عدو على ارضه ، يستحق ان يعش هو والنشامى دون اي وباء قد يهاجمهم ولكن اذا كان هنالك وباء اشرس منه وهو وباء الجوع ، علينا من نحارب هل نحارب كورونا ام وباء الجوع ؟ ” للأردن رب يحمية ” …

  • كلية الصحافة والاعلام / جامعة اليرموك