بوح مسن صامت …الكاتبة ردينة قرالة

13 فبراير 2021
بوح مسن صامت …الكاتبة ردينة قرالة

من أكثر المشاعر التي تثير الحزن والغصة في قلبي مرض كبار السن؛ المرض الذي يصبح عنوانه ورفيقه حينما يعز الاصدقاء!!

يؤلمني وجعهم…أنينهم…ابتلاعهم للغصة تلو الاخرى …دموعهم التي لا تكون الا في آخر الليل خوفا من أن يتسببوا بوجعنا!!
تنهار الدموع من عيني حينما يراجع احدهم الطبيب يشكو له وكأنه يرجوه أن يعطيه الترياق …فقد انتظر لحظة أن ينتهي من تربية أبنائه ليعيش احلامه التي تأجلت كثيرا حتى هرمت وأصبحت على شكل مرض مزمن يرافق كل تحركاته!!
وابكي كثيرا حينما نهرول دون وعي للطبيب نرجوه الا يقول ان هذا العارض هو مرض عضال لا شفاء منه؛ وأن علينا الا نخبرهم ليعيشوا مابقي من عمر على امل أن القادم لايزال يحمل لهم الخير والسعادة!!
في نظرة سريعة للمستشفيات وأسرتها المليئة بالمرضى رسالة قصيرة مفادها《الحياة تمثيلية قصيرة؛ وأنت أحد شخوصها فلا تظن أن الدور الذي تمثله اليوم لن يتغير غدا》
وحينما تسمع عن ابن قد تخلص من عبء والديه _كما يظن_والقاه قي ملجأ العجزة…يصاب قلبك بوخزة تكاد تأتي على ما تبقى من حياة؛ إذ كيف نرمي من حرم نفسه الحياة لاجلنا؛ ومن منع نفسه كل الطيبات لنهنأ نحن بها؛ ومن لبس المرقع لنلبس آخر موضة؛ ومن نام دون غطاء في الشتاء لننام بدفء؛ من غسلت ملابسنا بالماء البارد والثلج يهطل حتى نظهر بآخر شياكتنا؛ من مسحت دموعنا وأوساخنا ونحن صغار دون أن ينتابها شعور الاشمئزاز والقرف ؛ ومن سهرت طويلا لتطمئن أن الحرارة قد انخفضت وأنك اصبحت بخير؛؛ ولا تزال القائمة مليئة بالكثير…
كيف استطعنا نسيان كل هذا والتبرأ منهم والخجل أن يبدو عليهم ارتجافة او فقدان ذاكرة لاحداث ربما كان من رحمة الله أن انساهم اياها؛ أمام زملائنا لنخجل ان يروهم او نعرفهم عليهم؟؟!!
نصيحة لكل من لازال الله مكرمه بوجود والديه…او احد اقاربه الكبار في السن….لا تزال ابواب الجنة مشرعة لكم …فادخلوها ببرهم!!
اللهم اشف وارفع المرض عن كل كبير في السن يأن ويتألم ولا أحد يعلم بحاله؛ اللهم ان كان المرض لهم تمحيصا وتنقية فارزقهم الصبر على البلاء واقبضهم اليك وأنت راض عنهم.
اللهم ومن مات منهم فأبدله دارا خيرا من داره وأكرم نزله وتقبله في الصالحين جزاء ما اكرمونا وعطفوا علينا واحسنوا الينا.