العمرو يكتب: الاعلام سلطة رابعة لا تحرفوا مسارها

23 يناير 2021
العمرو يكتب: الاعلام سلطة رابعة لا تحرفوا مسارها

بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو

يقوم الاعلام بشكل عام بدور مهم لنقل المعلومة الصحيحة الى المتلقي وتقديم التفسير المناسب في حالة الغموض؛ عن قضية يدور حولها نقاش، حتى لا نكون ضحية للاعلام الخارجي الذي ينتهز كل الفرص لتوسيع حالة عدم الثقة بين الحكومة والشعب، ولكن للاسف نجد بعض الوسائل الاعلامية لا تلتزم بالمهنية وتقدم معلومات مضلله لها اهداف تقف وراء سلوكها هذا، اما مادي نفعي او تضليلي بهدف كسب ود هذه الجهة اوتلك على حساب الوطن وما أكثر هذه الوسائل.

لربما اننا في هذا البلد الطيب احوج ما نكون اليه هو اعلام نقي مهني، متوازن اعلام دولة يساهم في كشف الفساد والفاسدين والمنتفعين والمنافقين لا اعلام قائم على تضليل الرأي العام وتقديم المعلومات المغلوطة للدفاع عن هذا الشخص او ذاك، والسؤال المطروح لماذا يدافع البعض عن اشخاص في محاولة منهم  لستر فسادهم وعوراتهم مفضوحة امام الجميع.

الاعلام سلطة رابعة تستفيد منه المؤسسات الرسمية ويستقي منه المواطن المعلومة الصحيحة حتى لا يكون فريسة الاشاعة والغمز واللمز من هذه القناة او تلك، في ظل ميمعة الاستعلام عن رواتب بعض الجهات التي حملت الوطن خسائر كبيرة في مشاريع وهمية لا يصدقها الا من اختمرت الفكرة في مخيلته ويريد اقناع 10 مليون مواطن فيها بالقوة (قوك غصب) وفي كل دول العالم تنجح المشاريع وتفشل الا عندنا يصورون الفشل نجاح علما بان الفشل نتيجة كما أن النجاح  نتيجة ايضا، فلماذا لا نعترف بفشلنا في هذا المشروع او ذاك خصوصا عندما لا يكون هناك بوادر لا ي نجاح مقابل كل هذه الخسائر؛ ونتراجع حتى نختصر مزيدا من هدر الاموال والوقت والجهد ونحن نركض وراء السراب.

أليس من المنطق عمل مراجعة حقيقية  والوقوف عند الاخطاء والاعتذار عنها عندما تكون بحسن نية، وهذا  افضل بكثير من المكابرة وتحميل الناس المسؤولية وتكميم افواههم هذا الوطن ملك الجميع وكل فلس يدفع لاي جهة هو من دم وعرق ابنائه فمن حقهم ان يتساءلوا ومن حقهم الحصول على الاجابة، وفي غمرة هذا الجدال تطل علينا بعض الوسائل المغمورة لتنشر معلومات مجزوءة غير دقيقة حتى تسدل الستار على أمر يثير الجدل ولم يحسم.

الديمقراطية تعني احترام القانون وتعني حرية الرأي وهذا كله لن يكون ان لم تكن هناك شفافية في الاجابة وطرح المعلومات علىى المتلقي بكل حيادية لان الجميع يركب في هذه السفينة التي يقودها سيد البلاد لتصل الى شاطئ الامان دون العبث بمحتوياتها وتدميرها حتى لا تغرق، نصيحة لا تدافعوا عن الخطأ فإن لم تكن قادرا على قول الحق فلا تصفق للباطل.

حفظ الله الوطن وقائده وشعبه من كل سوء

استاذ العلوم السياسية جامعة البترا

ناشر موقع وطنا اليوم الاخباري