إندكاردين

18 يناير 2021
إندكاردين

صالح الطراونة

يئست من وجع هذا القلب الذي يتسارع حيناً بطريقه تجاوزت عدد الدقات المسموح بها طبياً لهُ , فما أن يلبث ليعود مجدداً طبيعياً فبت أنا وهو في سجال بين ” إندكاردين 10ملغم” وبين لا حاجة للدواء مطلقاً فكل هذا الخفقان مُبررهُ أمراً واحد لا جدال فيه وهو إننا نحدق كثيراً ” بالأمل وأرصفة المدينة والسماء الموصده بالتعب والسفر المثقل بالحنيين بين رحلة الشتاء والصيف في وطن أشتهي أن يشاركني بعض بعض مسراتي ووجعي .

فأنا حين أرجع متعباً للبيت وحدي في مساء لا صوت أطفال يلهينا أو ضجيج عبدالرحمن في ألعابة الغريبة يبقيني اليه شاخصاً دون النظر لوجع قلبي أستل بعض ألوان أعددتها للرسم لمناظر طبيعية تأخذني اليها الطبيعة في الأحلام على الرغم من إننا بالواقع لا نملك منها أي طبيعه مماثله ومع ذلك تستهويني رسومات بيت وأطفال يلعبون وقارب يتجه الى السفر في مياة النهر ليصطاد ويعود في رحلة المساء مثقلاً ” بالسيلمون”, ” والسردين “.

ما زلت أحاول مسح حزني وتلك الصور التي نقشت بعضها على الصوان بجانب حروف بدأتها بحرف ” ص” وانهيتها الآن بحرف ” خ ” اذ تصبر على كتاباتي الموجعه من عمق التجربة فتقرأ لي بعض الحين والحين الآخر تمر عليها دون نبش أي من مفرداتها ولو بالسؤال عن كل هذه الفوضوية التي تملئ المكتبة بكتب فيها ” يتسع المكان لعالم المعرفة الذي أخذ نصف مصروفي حين كنت طالباً يتعلم علِم الإحداثيات بعمان فأقرأ أكثر من الكتب المقرره فهجاني ” صديقي الراحل الدكتور جميل علوش إستاذ اللغة العربية حين منحني علامة النجاح فقط باللغة التي أحبها واميل اليها حتى حينما أخفقت ببيع كتاب واحد لة من ” جراح على الطريق ” بالكرك وهي التي تتلمذ على ” سقوف من الكتب وتبسط بشارع القلعة وجدان ” الناي الحزين ” وشارع طلال موسوعة اللغة لنايف النوايسه وجهاد جبارة وابراهيم العجلوني حين كانوا يتوسطون حروف الكتابه بعيداً عن التهويل وزيف الكلمات .

ما زلت شقياً بقلمي وبعض قصاصات كتبتها من مفردة الشعر الذي أحبه مودعاً صديق بحجم ” راضي المرافي ” وفيصل في وادي موسى الحزين ” وبعض شجوني العروبية في حب فلسطين حتى الممات وبكائي الممتد من الحسين مروراً بعبدالله البردوني إنتهاءاً بمحمود درويش وخبز ” أمي ” رغم بلوغي هذا العمر المثقل بحنيين لكتاب أقرأ فيه ومن كل نافذهٍ وباب أسعى لأن اشد للصبح البهي ركابي فيه , فقد كحلت من هذا التراب كتاباتي وعجنت من طين مؤابيتي أصوات تؤاخي شرفتي وخروجي من زنزانة هذا الفضاء الى مساء فيه أشعل فانوس قلمي لأكتب فوق الغيم أغنيتي وأغرس نبتتي