المونيتور: هل يمكن أن تحدث أعمال شغب بالكنيست شبيهة بالكابيتول؟

16 يناير 2021
المونيتور: هل يمكن أن تحدث أعمال شغب بالكنيست شبيهة بالكابيتول؟

وطنا اليوم – رصد :  قال الكاتب في موقع “المونيتور” الإسرائيلي، بن كَسبيت إنه في “إسرائيل” أيضاً، بدت مشاهد غزوة الكابيتول الأميركي “لا يمكن تصورها”. واحتفل المعارضون المحليون للرئيس دونالد ترامب، الذين يشكّلون أقلية بين الإسرائيليين، بانتصار أخلاقي بينما تحصّن أنصاره وراء إحراج غير مريح. وتساءل: هل يمكن إعادة تمثيل مثل هذا الصِدام في القدس؟ هل يمكن للقاعدة السياسية المتحمسة والمندفعة الموالية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي تُقسم به وتصدّق كل نظريات المؤامرة التي ينشرها، رغم ضعفها، أن تشن هجوماً على مؤسسات الديمقراطية الإسرائيلية وتحاول القيام بانقلاب عنيف؟

 

ورأى الكاتب أن الإجابة تعتمد على من تسأل. شخص عمل عن كثب مع نتنياهو لسنوات عديدة قال لـ”المونيتور” بشرط عدم الكشف عن هويته: “لا تنخدع. ما حدث في واشنطن يمكن أن يحدث في القدس”. وبحسب هذا المصدر، الذي كان يراقب بصدمة المحاولات الممنهجة لنتنياهو وأتباعه لتفكيك الديمقراطية الإسرائيلية، فإن الأحداث في واشنطن هي “بالضبط خطة عائلة نتنياهو لإشعال النار في الشوارع والدولة إذا ومتى اضطر لمغادرة مقر إقامة رئيس الوزراء. هذا هو بالضبط ما يعتمدون عليه، وهذه هي خطتهم للحظة الحاسمة، إذا ومتى حانت”.

 

وأشار الكاتب إلى أن كثيرين آخرين يتفقون معه. شخص يعرف نتنياهو جيداً وعمل معه عن كثب لسنوات، قال لـ”المونيتور” شرط عدم كشف هويته: “نتنياهو الأصلي، المحترم والرصين الذي يكره المغامرة، لم يكن ليحلم أبداً بتحريض جماهير أتباعه ضد الكنيست. المشكلة هي أننا فقدنا نتنياهو الأصلي منذ زمن طويل. تمّ استبداله بطفرة مشيحانية (خلاصية) لديها إيمان صوفي بمهمتها وقوتها ولا يمكنها تحمل فكرة ترك منصب رئيس الوزراء بشكل عام، ولا سيما الخضوع لمحاكمة جنائية بتهمة الرشوة”.

 

وأشار إلى أن الجواب على السؤال عما إذا كان هجوم على شاكلة الهجوم على الكابيتول ممكناً في “إسرائيل” لا يقتصر على نتنياهو وزوجته سارة وابنه يائير. ولفت إلى أن المجهول الآخر هو أنصار نتنياهو. وتساءل: هل نتنياهو قادر على دفع الجماهير التي ستشن حملة عنيفة على مؤسسات الحكم؟ هل المشاهد التي لا تصدق، التي رآها العالم في السابع من كانون الثاني/يناير عندما نهبت الغوغاء الكونغرس، يمكن أن تتكرر في القدس أيضاً؟

 

بن كسيت رأى أنه هنا يصبح الأمر معقداً. على الرغم من الدعم الهائل والواسع الذي يحظى به نتنياهو بين ما يقرب من نصف الناخبين الإسرائيليين، فإن الاحتجاجات التي نُظمت نيابة عنه في الأشهر الأخيرة لم تجذب سوى حفنة من المتظاهرين. فمنذ اندلاع الحركة الجماهيرية المناهضة لنتنياهو في جميع أنحاء البلاد الصيف الماضي، يحاول أتباعه تنظيم تظاهرات مضادة لمواجهة المعارضين المصممين المحتجين على استمرار حكمه. في أحسن الأحوال، جذبت هذه الاحتجاجات المضادة بضع عشرات من المشاركين، لا شيء أمام عشرات الآلاف على الجانب الآخر.

 

ولفت إلى أنه يمكن احتساب عدد الموالين لنتنياهو الراغبين في تكريس الوقت والطاقة لمواجهة الحركة المنظّمة جيداً، “أي شخص ما عدا نتنياهو”، على أصابع يدٍ واحدة أو اثنتين على الأكثر. وتساءل: هل هذا يعني أنه لن يكون هناك إقبال كافٍ من الأشخاص المستعدين لانتهاك القانون من أجل زعيمهم في يوم الدينونة. ورأى أن اللحظة الحاسمة عندما تقتنع الجماهير أن نتنياهو ضحية لبعض الليبراليين اليساريين الكونيين العابرين للقارات، مؤامرة ما بعد-صهيونية لطرده من منصبه؟

 

وتابع الكاتب، أنه في الوقت الحالي، لا أحد يعلم. هناك مقولة في “إسرائيل” مفادها أن خصوم نتنياهو يخرجون إلى الشوارع وأنصاره يخرجون إلى صناديق الاقتراع. ومع ذلك، فإن وسائل التواصل الاجتماعي غارقة في نظريات المؤامرة الجامحة التي يتم الترويج لها نيابة عن عائلة نتنياهو، والتي بموجبها تآمر كبار مسؤولي إنفاذ القانون في البلاد (المعينين في ذلك الوقت من قبل نتنياهو نفسه) لإطاحته من خلال اتهامه بجرائم لم يرتكبها. هذه النظريات ترسّخت في أذهان مئات الآلاف من الإسرائيليين. هل سينجح نتنياهو وأنصاره في ترجمة الأفكار إلى أفعال في الوقت المناسب؟ سيتعين علينا أن ننتظر بتشويق ونرى، بحسب بن كسيت.

 

وقال إنه على الرغم من الاختلافات الرئيسية بين نتنياهو وترامب، بالنظر إلى أن نتنياهو سياسي مخضرم، ومثقّف، ومتمرس، ومسؤول، ومتزن، هناك أوجه تشابه واضحة بين أتباع الذي سيصبح قريباً الرئيس السابق لولاية واحدة وبين أتباع المخضرم، رئيس الوزراء الإسرائيلي. كلاهما تغذّيه نظريات المؤامرة المجنونة التي تبناها الأنصار المتشددون كعقيدة. كلاهما شارك في تحريض مستمر ضد السلطات وأجهزة إنفاذ القانون، وكلاهما خرج إلى الشوارع وسبحا في أنهار الصرف الصحي التي تتدفق عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعنف بالكاد قُمع.

 

وأضاف، لقد أرهب نتنياهو نواب حزب الليكود الذي ينتمي إليه بنفس طريقة التفكير التي تلاعب بها ترامب بأعضاء حزبه الجمهوري. هؤلاء، الذين كانوا حريصين على تجنّب العبث بقاعدة الرئيس الغاضبة، فضلوا الانسجام مع سلوكه المتقلب طوال فترة ولايته الأولى والأخيرة. في حالة نتنياهو أيضاً، عدد غير قليل من أعضاء الكنيست والوزراء من حزب الليكود، الذين أعربوا عن صدمتهم واستيائهم في أحاديث خاصة بشأن التطورات التي حدثت في الأشهر الأخيرة، لا يجرؤون على التغريد بأفكارهم لتجنب أن يصبحوا هدفاً للتحريض والافتراء الموجّهة من مقر الإقامة في شارع بلفور والفيضانات السيبرانية.

 

أما في حالة ترامب، يبدو أن الأمر قد انتهى. انتصرت الديمقراطية. على الرغم من المحاولات التي لا تصدق من قبل أنصاره لاحتلال مبنى الكابيتول، وتدنيس رموز الديمقراطية الأميركية، قامت واشنطن في نهاية المطاف بتطهير الأجسام الغريبة التي غزت نظامها المناعي.

 

وختم بن كسيت، الوضع في “إسرائيل” أكثر تعقيداً. ديمقراطيتها أكثر هشاشة. أسسها أقل استقراراً بكثير. لا تزال لحظة الحقيقة أمامنا، وربما تكون قريبة من الانتخابات المقبلة في 23 آذار/مارس. هل سيعود نتنياهو، في اللحظة الأخيرة، إلى نوع الزعيم الذي كان عليه في الماضي، واضعاً رفاه الديمقراطية الإسرائيلية فوق نفسه؟ أم أنه سيخسرها بالكامل وينقضّ بكامل القوة ضد من وصفهم بأنهم مصممون على خلعه؟ معظم الناس الذين يعرفونه ليسوا متفائلين