اعتداء “أمني” على إعلامية لبنانية وزوجها أمام طفليهما

5 يناير 2021
اعتداء “أمني” على إعلامية لبنانية وزوجها أمام طفليهما

 

 

وطنا اليوم –  “ما تضربو ما تضربو رح يموت”… بهذه العبارات كانت تصرخ ابنة المحامي جيمي حدشيتي والإعلامية في قناة “الجديد” اللبنانية كلارا جحا، وهي ترى والدها يتعرّض للضرب على يد عناصر من قوى الأمن الداخلي في اعتداء موثق بمقطع فيديو أثار غضب روّاد مواقع التواصل الاجتماعي.

 

صراخ ابنة الستّة أعوام وشقيقها (5 أشهر)، ضجّت به “ساحة تويتر” منذ يوم أمس، التي تحوّلت إلى منصّة استنكر من خلالها الناشطون وزملاء جحا الصحافيون ما حصل، ويتكرّر في الفترة الأخيرة، مع الإعلاميين والمحامين بشكل خاص، واستنكروا استمرار توقيف المحامي حدشيتي وتجاوز الأصول القانونية في التحقيقات.

 

 

تروي كلارا جحا ما حصل مع زوجها قبالة “قاروط مول” في محلّة غاليري سمعان في منطقة الشياح- ضواحي بيروت، بسبب “موقف سيارة”، وتقول: “نزل زوجي لشراء بعض الأغراض، وبسبب الزحمة والسيارات التي تقف في أكثر من صفّ، بقيت مع ولدَي في السيارة بحال أرادت إحدى السيارات المرور، عندها يمكنني أن أقود السيارة إفساحاً في المجال لخروجها، وهذا ما يحصل عادة، مع الجميع، وفجأة، أتى عنصر الدرك، وتحدّث إليّ بطريقة فوقية وغير مؤدبة وطلب مني إزاحة السيارة، وبدأ بتصويرنا، وتحرير محضر الضبط”.

 

وتضيف جحا،  “نحن تحت القانون، ولا مانع من دفع محضر الضبط، رغم أن سيارتنا لم تكن الوحيدة المركونة بهذه الطريقة، وبمجرّد علمه بأني كلارا جحا التي تعمل في قناة الجديد، بدأ يشتم صاحب القناة والتلفزيون، ويقول إنه يريد توثيق اللحظة لإظهار الفساد عندنا أمام الرأي العام، وما إلى ذلك. عندها سألته ما الرابط بين المخالفة الآن والقناة؟ ولماذا هذا الكمّ من الشتائم الذي انهال علينا ولا دخل له بما يحصل؟ وقلت له إنه بإمكاني أيضاً حمل هاتفي مثلك وتصوير الحدث وهذا ما فعلته”.

 

وتتابع جحا: “اتصلت بزوجي، وأخبرته بما حصل، بينما كان متجهاً إلى السيارة، فتوجّه إلى العنصر واعترض أمامه على التعرّض لي، وتصويري، قبل أن يحصل تلاسن بينهما، ويأتي عنصر آخر، الذي سرعان ما تلقى اتصالاً، بدأ الاعتداء على زوجي أمام ولدَي وضربه على رأسه، فراحت ابنتي تصرخ وتبكي وهي ترى والدها يتعرّض للضرب، ولا تزال حتى الساعة قلقة عليه وتخشى أن يكون قُتِلَ، وتعاني من تروما بسبب ما رأته”، لافتة، إلى أنّ “زوجها حافظ على أعصابه قدر الإمكان احتراماً للبزة الأمنية، ولمهنته كمحامٍ، رغم الضرب، وهو يُحاسب اليوم على الشتمِ!”.

 

 

وتشير إلى توجه مديرة الأخبار والبرامج السياسية في القناة مريم البسام وفريق من العمل إلى المكان، وكذلك فعل نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف، الذي اعترض على الاعتداء الذي طاول المحامي حدشيتي، وأنها ليست المرة الأولى التي يعتدي بها عناصر أمنيون على محامين، وذهبنا إلى فصيلة الشياح، لاتخاذ صفة الادعاء، وإذ بهم يريدون الادعاء علينا أيضاً، وطلبوا مني توقيع سند إقامة للخروج، والإبقاء على زوجي موقوفاً حيث تعرّض أيضاً للضرب وهذا ما رفضته، وبقيت موقوفة مع عدد من المحامين، إلى أن تطوّرت الأمور وانتقل الملف من قاضٍ الى آخر، وكذلك أحيل زوجي إلى فصيلة أخرى هي حمانا، من دون أن نعرف الأسباب، حيث صدرت إشارة بتوقيفه.

 

وتقول جحا: “حتى الساعة لا أفهم ما حصل ويحصل، ولماذا يعامل زوجي وكأنه معتقل، وما هي القصة الحقيقية وراء هذه التصرفات، فهل هي تصفية حسابات بين النقيب خلف، ووزارة الداخلية وقوى الأمن أم أن هناك أمراً آخر؟ طالبنا بسحب الكاميرات من المكان وحتى اللحظة لم يتم ذلك وهذا تمييع للتحقيق”.